أكد مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال جايمس جونز أن تعزيز التعاون الدفاعي والعسكري «في شكل أكثر فاعلية» مع كل من المملكة العربية السعودية والأردن ومصر وبعض دول الخليج ينطوي على رسالة مباشرة لايران و «ثنيها» عن طموحاتها النووية وحماية أمن المنطقة. وقال جونز في رد على سؤال من «الحياة»، خلال ايجاز عن الاستراتيجية الجديدة للأمن القومي الاميركي، إن تأكيد الوثيقة على العمل لتعزيز التعاون الدفاعي مع الرياض والقاهرة والأردن وحلفاء واشنطن في منطقة الخليج، رسالة مباشرة الى ايران وطموحاتها لحيازة السلاح النووي. وقال: «ما لم تظهر ايران للعالم بأنه ليست لديها الا النيات السلمية في استخدامها للطاقة النووية، سيكون من المهم للولايات المتحدة وحلفائها العمل لتعزيز التعاون الدفاعي والعسكري لضمان أمن شعوبنا». وأوضح أن «هناك ثلاثة أشياء يجب تفاديها، اذا كان ذلك في مقدورنا. وإيران لديها القدرة لحل هذه المعضلة في أي يوم شاءت». وقال ان دول المنطقة والولاياتالمتحدة ترفض فكرة حيازة ايران القدرة على تطوير السلاح النووي، معرباً عن الخشية من أن «تطوير (ايران) للسلاح النووي سيطلق، من دون شك، سباق تسلح نووياً في الشرق الأوسط»، ومشيراً الى «ازدياد مخاطر قيام ايران بتصدير هذه التكنولوجيا الى منظمات خارجة عن سيطرة الدول. وهذا سيعرض العالم الى خطر لا نهاية له». وخلص جونز الى أن «الشيء الحتمي الذي سنقوم به، بالنسبة الى حلفائنا وأصدقائنا، هو اتخاذ اجراءات دفاعية لردع ايران... ونبقي الباب مفتوحاً أمامها للعودة والقيام بما هو صحيح ليس فقط بالنسبة الى اقتراح مفاعل طهران للأبحاث، بل أيضاً في اظهار وفي شكل قاطع رغبتها في استخدام الطاقة النووية». في موازاة ذلك، نقلت وكالة «رويترز» من واشنطن عن مسؤولين اميركيين ان ادارة الرئيس باراك اوباما تعمل في اتجاه تثبيت منظومة دفاع صاروخي في الشرق الاوسط، منها نصب رادار متقدم في بلد خليجي، اضافة الى الرادار الموجود بالفعل في اسرائيل، لاعتراض اي هجوم ايراني. وقال هؤلاء إن الادارة تقوم، منذ فترة وبهدوء، بمساعدة بلدان عربية في تعزيز دفاعاتها الصاروخية بهدف ربطها بنظام واحد. وقد تستغرق العملية عامين او ثلاثة اعوام اخرى. وتشبه خطة الشرق الاوسط المنهج الذي طرحه اوباما في ايلول (سبتمبر) الماضي للربط بين الدفاعات الصاروخية في البحر والبر داخل الدول الاوروبية الحليفة للولايات المتحدة في حلف شمال الاطلسي وفي محيطها. ويجري التهوين من تجهيز عسكري في الشرق الاوسط بسبب حساسيات عربية تجاه المشاركة العسكرية الاميركية والتخوف من اي تعاون عسكري مع اسرائيل حيث نصبت الولاياتالمتحدة رادار «اكس - باند» (نطاق الترددات السينية) العام 2008 لدعم قدرات الدفاع الصاروخي الاسرائيلية. ويعتقد مخططو السياسات العسكرية الاميركية أن وضع رادار ثان متنقل عالي القوة من الطراز نفسه في دولة خليجية سيدعم قدرات المظلة الصاروخية الاقليمية المقترحة. لكن لم تقدم بعد دولة ترشيحها لاستضافة هذا الرادار. ويريد المسؤولون الاميركيون تثبيت الرادار الجديد في الخليج في موقع يسمح له بالعمل مع نظيره في جنوب اسرائيل والذي يقوم بتشغيله اميركيون. ويقوم هذا النظام الذي انتجته شركة رايثون كو بتتبع الاهداف في مراحل الانطلاق وفي منتصف الرحلة وفي نهايتها. وكانت الادارة الاميركية اعلنت عزمها على نشر تجهيزات دفاعات صاروخية ارضية من طراز «باتريوت» في الكويت وقطر والامارات العربية المتحدة والبحرين. لكن من غير الواضح كون الدول الخليجية ستوافق على استضافة رادار «اكس - باند الثاني» على رغم أن ثلاثاً او اربعاً منها دول مرشحة محتملة. وقال مسؤولون ان مجموعتي الرادارين الرئيسيين ستتصلان بمجسات وأنظمة تسليح اخرى مضادة للصواريخ. وهذا من شأنه أن يسمح لكل بلد برصد الصواريخ الايرانية واختيار النظام الذي يتعقبها. ويمكن دمج نظام الانذار المبكر المشترك مع سفن ومدمرات البحرية الاميركية المزودة نظام الدفاع الصاروخي البعيد المدى قبالة سواحل تلك الدول. ويرى بعض المحللين في هذه الخطة خبراً ساراً لشركة «رايثون»، اكبر منتج للصواريخ في العالم، ولشركة «لوكهيد مارتن» المزود الاول لوزارة الدفاع الاميركية. والاثنان يقومان بتصنيع معظم العتاد الذي تقوم عليه الانظمة الجديدة.