عكست الانتخابات التي أجراها أمس حزب الوفد الليبرالي على زعامة الحزب المصري المعارض إصرار الوفديين على إصلاح حال حزبهم، إذ بدا من الحضور الكبير لأعضاء الجمعية العمومية شعورهم بتدهور حال حزبهم في الحياة السياسية ورغبة جامحة في إصلاح البيت الداخلي لتأهيل الحزب للعب دور في المنافسة في الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة. وعلى خلفية أغاني أم كلثوم بدأ أمس الوفديون يدلون بأصواتهم في أعنف معركة انتخابية يشهدها الحزب لاختيار رئيس جديد له لمدة أربع سنوات بين متنافسين هما الرئيس الحالي الدكتور محمود أباظة ورجل الأعمال الشهير السيد البدوي. وأظهرت المعركة الانتخابية طوال الأسابيع الماضية استمرار الصراع بين المجموعات داخل أعرق الأحزاب المصرية وأقدمها، إذ كان واضحاً الصراع بين فريق أدار تحركاته الأمين العام للحزب منير فخري عبدالنور لمصلحة صديقه المقرب ورفيق مشواره السياسي أباظة محاولاً حسم المعركة لمصلحته، في حين كان الفريق الآخر المساند لسيد البدوي يسعى إلى حسم المعركة في اللحظات الأخيرة. وكان البدوي حظي بتأييد رجل الأعمال فؤاد بدراوي الذي ظل يدعمه طوال جولاته الانتخابية. وكان اعلان اثنين من أعضاء مجلس الشعب عن الوفد هما النائب محمد مصطفى شردي وطارق سبق، تأييدهم البدوي بمثابة ضربة لفريق أباظة.