أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بعد اتصال أجراه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الأميركي باراك اوباما، أن وجهات النظر تتقارب بين موسكو والغرب حول أزمة أوكرانيا، ما يمهد «لمبادرة مشتركة» محتملة. وقال الوزير الروسي، الذي تلقى أيضاً اتصالاً من نظيره الأميركي جون كيري، لقناة «فيستي» الروسية: إن «لقائي كيري في لاهاي أخيراً واتصالاتي مع ألمانيا وفرنسا ودول أخرى، تشير إلى أن روسيا والغرب يقتربان من تقديم مبادرة مشتركة لأوكرانيا»، مقترحاً إنشاء نظام فيديرالي في أوكرانيا. وقال: «ليس ذلك كلمة محرمة، بل مطلب لمناطق الجنوب والشرق». وأكد عدم نية روسيا عبور حدود أوكرانيا، في وقت تقول كييف إن «موسكو حشدت حوالى مئة ألف جندي على حدودها الشرقية»، ما يثير مخاوف من تدخل في شرق البلاد الناطق بالروسية. إلى ذلك، طلب الوزير الروسي تنفيذ «عمل جماعي» للخروج من الأزمة، وأن «تتوقف تجاوزات» المحتجين الذين طردوا الرئيس فيكتور يانوكوفيتش من السلطة. وكان مجلس الأمن أبدى بعد استماعه لإفادة أدلى بها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، قلقه من استمرار أزمة أوكرانيا، مشدداً على ضرورة ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن تنفيذ أعمال أو استخدام خطاب قد يزيد تدهور الوضع ويدمر المناخ المطلوب لإجراء حوار حقيقي». وفيما قال بان إن «ما بدأ أزمةً في أوكرانيا بات الآن أزمة حولها»، مبدياً قلقه من أن يؤذي انقسام المجتمع الدولي القدرة على معالجة مشاغل وصراعات وطوارئ إنسانية ملحة»، رحبت سيلفي لوكا، سفيرة لوكسمبورغ التي ترأس بلادها مجلس الأمن حالياً، بزيارة مساعد الأمين العام لحقوق الإنسان إيفان سيمونوفيتش كل مناطق أوكرانيا، وبينها القرم، ونشر فريق لمراقبة حقوق الإنسان تابع للأمم المتحدة. وذكرت لوكا أن «استفتاء انفصال إقليم شبه جزيرة القرم عن أوكرانيا لا يمكن أن يشكل أساساً لتغيير تمتعها بحكم ذاتي». واللافت أن ديبلوماسيين في الأممالمتحدة كشفوا أن روسيا «هددت» دولاً في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى بالانتقام إذا صوتت لمصلحة مشروع قرار غير ملزم أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع وأعلن بطلان استفتاء القرم. وأوضح الديبلوماسيون الذين رفضوا نشر أسمائهم، أن بين الدول التي هددتها روسيا بإجراءات، مثل طرد عمال مهاجرين، أو وقف إمدادات الغاز الطبيعي، أو حظر استيراد سلع معينة منها، مولدوفا وقرغيزستان وطاجكستان، إضافة إلى دول أفريقية». لكن ناطقاً باسم بعثة روسيا لدى الأممالمتحدة نفى «تهديد» بلاده أي دولة بالانتقام منها إذا أيدت مشروع القرار، وقال: «لا نهدد أحداً، بل نشرح الوضع فقط»، علماً بأن مولدوفا صوتت ب «نعم» على القرار. الانتخابات الأوكرانية في كييف، أعلن بطل الملاكمة السابق فيتالي كليتشكو، أحد أبرز قادة الحركة الموالية لأوروبا في أوكرانيا، عدوله عن الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 25 أيار (مايو) المقبل، وقدم دعمه للبليونير بترو بوروشنكو. وقال كليتشكو: «يجب أن تقدم القوى الديموقراطية مرشحاً واحداً يحظى بأوسع دعم ممكن، وأرى أن بوروشنكو مثالي لتولي المنصب، فيما سأحاول الفوز برئاسة بلدية كييف». ويتقدم بوروشنكو، الذي يعتبر شخصية تسوية، استطلاعات الرأي، علماً بأنه شغل منصب وزير الخارجية في عامي 2009 و2010 خلال ولاية الرئيس السابق الموالي لأوروبا فيكتور يوتشنكو، ثم وزير الاقتصاد من آذار (مارس) إلى تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 في ظل رئاسة يانوكوفيتش. ووعد بوروشنكو (48 سنة)، الذي قدرت مجلة «فوربس» ثروته ب 1.6 بليون دولار وتنشط إمبراطوريته من مجال الشوكولاتة إلى الإعلام، بتشكيل «جيش جديد وعصري وفاعل يدافع عن سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها». في ألمانيا، أعلنت الحكومة أنها تناقش مسألة إرسال شرطيين إلى أوكرانيا لتدريب قواتها الأمنية بناء على طلب كييف، مشيرة إلى أن كييف «طلبت الدعم الآن».