حذر رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني من وقوع العراق في اضطراب طويل وعميق اذا لم تتوصل المكونات الكبرى الى حل المشكلات الرئيسية بينها قبل انسحاب القوات الاميركية، وتخوف من ان تحاول القوى الاقليمية ملء الفراغ بعد الانسحاب الاميركي، الأمر الذي سيفاقم المشكلة. وكان بارزاني يتحدث الى «الحياة» في مكتبه في مقر رئاسة الاقليم، في مصيف صلاح الدين، والذي يرتفع عند مدخله علم الاقليم الى جانب العلم العراقي. اعترف بارزاني بصعوبة الأزمة التي اندلعت غداة اجراء الانتخابات النيابية. وشدد على ان الطريق الوحيد للخروج منها هو احترام الدستور والنتائج، واعطاء الدكتور أياد علاوي رئيس كتلة «العراقية» فرصة محاولة تشكيل الحكومة باعتباره ممثل الكتلة الفائزة. وعلى رغم شكوكه في قدرة علاوي على التشكيل شدد بارزاني على ضرورة «رفع الحجة». وأكد انه لايضع فيتو على أي اسم تتفق عليه الكتل السياسية، مشيراً الى تمسكه بجلال طالباني رئيساً للجمهورية لولاية جديدة رداً على محاولات الايحاء بتراجع الدور الكردي. وقال ان موقف «ائتلاف الكتل الكردستانية» سيكون موحداً خلال المفاوضات لتشكيل الحكومة وستطالب بآلية واضحة لتطبيق المادة 140 من الدستور المتعلقة بكركوك والمناطق المتنازع عليها، وكذلك بآلية واضحة لاتخاذ القرار في الحكومة. ودعا بارزاني الى حماية وحدة العراق عن طريق الالتفات الى تطلعات مكوناته الرئيسية، محذراً من ان العراق سيتفكك اذا «تم فرض نظام شمولي مركزي قوي أو نظام طائفي أو عرقي». وجدد دعوته الى اعتماد الفيديرالية في مجمل العراق قائلا: «يمكن للسنة ان يكون لديهم اكثر من اقليم والشيعة كذلك، لكن بلا شك يجب ان يعطى للسنة هامش كبير من الحرية مثل اقليم كردستان، على ان تكون بغداد عاصمة للجميع». وقال الزعيم الكردي ان القراءة الواقعية للإنتخابات الاخيرة، وباستثناء بغداد المختلطة اظهرت «ان الشيعة صوتوا للشيعة والسنة للسنة والكرد للكرد». واضاف: «اعطني شيعياً فاز في الأنبار او سنياً فاز في العمارة او كردياً فاز في المنطقة العربية او عربيا فاز في المنطقة الكردية. هذا هو الواقع». واعرب بارزاني عن ارتياحه الى تطور العلاقات مع تركيا، مرحباً بسياسة الانفتاح التي تنتهجها. وأبدى ارتياحه لقيام وزراء اتراك بينهم وزير الخارجية احمد داود اوغلو بزيارة اقليم كردستان، مشيرا الى انه سيزور انقرة قريباً بوصفه رئيسا لإقليم كردستان. واكد اهتمام الاقليم بقيام علاقات طبيعية مع الدول المجاورة له وهي تركيا وايران وسورية. وقال ان العلاقات مع دمشق شبه مجمدة منذ سقوط نظام الرئيس صدام حسين. وكشف انه تلقى من سورية دعوات عدة لزيارتها بصفته رئيسا ل «الحزب الديموقراطي الكردستاني»، لكنه يصر على زيارتها بوصفه رئيسا لاقليم كردستان. وعبر عن انزعاجه من عمليات القصف الايرانية والتركية في منطقة الحدود بذريعة الرد على عمليات تسلل. واكد ان الاميركيين لم يطلبوا الإحتفاظ بوجود عسكري في الاقليم بعد موعد انسحابهم المعلن من العراق، مشدداً على ان هذا النوع من المسائل يبت بين الحكومة العراقية والسلطات الاميركية. ونقل عن الرئيس باراك اوباما ان اهتمام بلاده بالعلاقات مع العراق لن يتراجع بعد انسحاب قوات بلاده منه. ولاحظ بارزاني ان الدور الاميركي والأوروبي يكاد يصبح ثانوياً في هذه المرحلة. واعرب عن اسفه لتحول العراق ساحة للتجاذبات الإقليمية والدولية قائلا ان «القرار العراقي يكاد يضيع وان القوى الاقليمية تكاد ترسم عملياً مستقبل العراق».