تحول المؤتمر العالمي للاتصالات المتنقلة (موبايل وورلد كونغرس 2016)، الذي عقدت فعالياته في مدينة برشلونة خلال الفترة من 22 إلى 25 شباط (فبراير) الماضي، ساحة منافسة بين عمالقة صناعة الهواتف الذكية والتقنية في العالم، إذ تسابقت الشركات في إعلان أحدث منتجاتها من الهواتف الذكية والحلول والبرامج التكنولوجية. وسعت الشركات المشاركة في المؤتمر إلى الخروج بأكبر المكاسب وحصد عملاء جدد، واستغلال هذا الحدث السنوي المهم، الذي جمع على منصته كبرى الشركات العالمية المتخصصة بالاتصالات المتنقلة، وتضمن معرضاً مهماً، وجدول أعمال زاخراً بالجلسات والمؤتمرات التخصصية. وعرضت شركة «إس إيه بي» SAP عملاق التكنولوجيا العالمي والمزود الرائد لحلول البرمجية الشاملة والمتكاملة للشركات، خلال أيام المؤتمر دور حلولها في إتاحة الإمكانات الكفيلة بتعزيز القوة والبساطة في تقنية الاتصالات الجوالة للمستهلكين وتقديمها إلى عالم الأعمال، ودورها في مساعدة شركات الاتصالات في تقديم خدمات تتناسب مع توقعات عملائهم العصرية، إلى جانب تبسيط العمليات، وإيجاد مصادر جديدة للدخل. كما قدمت الشركة عروضاً تفاعلية وتجريبية لأحدث تقنياتها الخاصة بالتقنيات النقالة، والاتصالات، وإنترنت الأشياء والعديد من المجالات الأخرى، إضافة إلى شرح الطريقة التي يستخدم بها المطورون منصات «إس إيه بي» ومنها «هانا» الموجهة لإنترنت الأشياء، التي تسهم في إكساب العملاء مزيداً من الكفاءات، وتمنحهم القدرة على إيجاد نماذج مبتكرة لتحقيق العوائد، ومنصة «إس إيه بي موبايل»، ومنظومة الشركاء الواسعة، لتطوير تطبيقات جديدة أو تحويل القديمة إلى تطبيقات نقالة. وبحسب اللقاءات التي شاركت فيها «الحياة» مع مسؤولي SAP خلال انعقاد المؤتمر، فإن الشركة أولت خلال هذه الدورة قطاعات النفط والزراعة الرقمية اهتماماً كبيراً من خلال منصتها العملاقة «إس إيه بي هانا»، للتحول الرقمي «الرقمنة» وزيادة الإيرادات والربحية. وكان لافتاً اهتمام الشركة ب«إنترنت الأشياء»، التي تمثل ثورة في العالم الرقمي في المجالات كافة، خصوصاً في مجالي النفط والزراعة، وهما من المجالات التي تتزايد الحاجة إلى دعمهما وتطويرهما في منطقة الخليج العربي خصوصاً. وأكد مسؤولو SAP أن حلولها تساعد شركات النفط والغاز في تسليم طاقة آمنة وموثوقة، وبأسعار معقولة وتنافسية لازمة لدفع عجلة النمو الاقتصادي العالمي والارتقاء بمستوى المعيشة، مشيرين إلى أنه يمكن لتلك الحلول أن تساعد في تحسين الإنفاق الرأسمالي، وتعظيم العائد على الأصول، وتحسين الربحية، وتطوير المواهب على نحو فعّال. وخلال لقاء مع المدير المسؤول عن إنترنت الأشياء في الشركة نياكي نايار، تحدثت عن حلول مهمة قدمتها الشركة لدعم قطاع النفط في ظل التراجع الكبير في أسعاره، وتأثر إيرادات الدول المنتجة بشكل كبير، وشرحت كيف يمكن لتلك الحلول أن تساعد شركات النفط في خفض كلفة إنتاج النفط، خصوصاً مع ابتكارها نظام إنذار مبكر عبر أجهزة استشعار يتم تركيبها في آبار النفط، قادرة عبر البيانات الضخمة على التنبؤ بالحوادث أو المخاطر قبل وقوعها في فترة زمنية يمكن أن تصل إلى شهرين. وأوضحت أن لدى «إس إيه بي» برامج وحلولاً تعتمد على البيانات الضخمة، تمكّن الدول المنتجة للنفط من خفض كلفة الإنتاج التشغيلية أو الرأسمالية من خلال إعادة إدارة بيئة الأعمال بشكل علمي، واستغلال الإمكانات من جهة أخرى، والاستفادة من عنصر الوقت لوقف الهدر، وإعادة توظيف وتأهيل العنصر البشري، مشيرة إلى أن تلك الحلول حققت نتائج مميزة مع شركات نفطية استخدمتها. وأشارت إلى أن إيجاد طرق لخفض كلفة التشغيل يمكن أن يكون العامل الرئيس لبقاء العديد من شركات النفط والغاز، ويعد تبني إنترنت الأشياء وأجهزته الشبكية نقطة جيدة للبدء في هذا المسار، إذ توفّر البنية التحتية المرتبطة بالمستشعرات والربط لشركات النفط والغاز بدائل للعمليات الميدانية المكلفة، كما تسمح الرقابة عن بعد من موقع مركزي للشركات بتحقيق وفر كبير، وتتمكن تلك الشركات من اتخاذ قرارات مهمة على صعيد الأداء مبنية على كمية واسعة من المعلومات. وعما إذا كانت الشركة وقّعت اتفاقات مع شركات نفطية في المنطقة، قال مسؤول العلاقات العامة والإعلام في شركة «إس إيه بي» حسين التميمي، إن الشركة تجري مفاوضات مع شركة نفط وحكومات في المنطقة بهدف الاستفادة من برامج وحلول الشركة في مجال النفط، ما يوفر في كلفة الإنتاج والتشغيل ويعود بالفائدة على تلك الشركات. وفي قطاع الاتصالات، تركز الحديث على تراجع إيرادات وأرباح شركات الاتصالات، وكيفية مواجهة هذا التحدي. وقال مسؤول تطوير منتجات قطاع الاتصال في الشركة دينيس لاندشيدت، خلال لقاء صحافي، إنه لكي تحفاظ شركة الاتصالات على إيراداتها وأرباحها فإنه من المهم أن تحسّن بيئة الأعمال، وتغيّر آليات العمل الحالية، محذراً من أن استمرار الوضع الراهن في تلك الشركات مع انخفاض الإيرادات فإنها ستتكبد خسائر، مشدداً على أهمية تقديم خدمات خاصة جديدة ومبتكرة، وهو ما توفره منصة «إس إيه بي موبايل»، ما يمكّنها من المحافظة على العملاء الحاليين بل وزيادة أعدادهم. وأشار إلى أن شركته توفر برمجيات متنوعة، منها كيفية استفادة العملاء منها في حياتهم العملية، ومن المهم إعادة إدارة إيرادات شركات الاتصالات الحالية من خلال تحسين رأس المال البشري، بما فيها المصروفات والتخطيط للمستقبل، وهو ما تقدمه SAP من خلال بيانات تحصل عليها الشركة بأقصى سرعة، ما يساعد في القضاء على «الهدر» الذي يلحق خسائر كبيرة بالشركات. وأكد أن البرامج التي تطرحها شركته تؤكد أهمية إيجاد مسارات عمل جديدة تستغل الحوسبة السحابية، واعتماد المعايير العالمية في أداء الشركات، وكذلك معايير المحاسبة الدولية، ودعم دور التجارة الإلكترونية للعملاء مع مشغّل الشبكة، وهو ما سيعود بهامش ربح على شركات الاتصالات ويعزز مكانتها لدى العميل. وأكد مسؤولو «إس إيه بي» أهمية اعتماد شركات الاتصالات العاملة في المنطقة شبكات الجيل الخامس التي ستدعم إنترنت الأشياء، ومن المتوقع أن يبلغ حجمها على الصعيد العالمي 164 بليون دولار في العام 2018. وقال رئيس قسم الاتصالات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا لدى «إس إيه بي» شريف حمودة، إن التحول الرقمي في الشرق الأوسط يتطلب قدرة الجهات المعنية من أصحاب المصلحة على الاطلاع الفوري المتعمق على عمليات الأعمال التجارية، من أجل تحسين حياة الناس اليومية وتعزيز مصادر الدخل، مضيفاً: «يشكل العام 2016 منعطفاً أمام شركات الاتصالات بالشرق الأوسط للشروع في اعتماد تقنيات التحليل الفوري للبيانات الكبيرة، التي ستشكل الأساس لعملية التحولّ الرقمي فيها». ولفت إلى أن «إس إيه بي» تمسك بزمام الريادة في الابتكار بقطاع الاتصالات العالمي، الذي تحقق فيه شركات كبرى في أميركا الشمالية على سبيل المثال إنجازات ملموسة من خلال تطبيق تقنيات «إس إيه بي».