اعتبر خبراء تقنية أن التحول الرقمي «الرقمنة» في المملكة العربية السعودية سيعزز خطط الرياض الرامية إلى تنمية الاقتصاد غير النفطي في البلاد وتنويعه عبر استثمارات تقدر قيمتها بأربعة تريليونات دولار (15 تريليون ريال) حتى عام 2030. وقال المدير التنفيذي لشركة «إس إيه بي» في السعودية أحمد الفيفي، على هامش مشاركته في المؤتمر العالمي للاتصالات المتنقلة 2016 (موبايل وورلد كونغرس 2016) في مدينة برشلونة في إسبانيا: «إن بوسع المملكة تعزيز اقتصادها وإطلاق العنان للإمكانات التي ينطوي عليها القطاع الخاص والتفوق على اقتصادات راسخة معروفة في ما يتعلق بزيادة الإنتاجية والاستثمار، وذلك عبر تسخير الإمكانات التي تتسم بها حقبة إنترنت الأشياء وينطوي عليها الربط الفائق إلى جانب قدرات التحليل الفوري للبيانات الكبيرة والاستثمارات الرأسمالية الضخمة». وأضاف: «يمكن للتحول الرقمي المنشود في السعودية، التي تواجه تقلبات سوق النفط والغاز ويقل سن نصف السكان فيها عن 25 عاماً، أن يضاعف الناتج المحلي الإجمالي بنحو 800 بليون دولار (ثلاثة تريليونات ريال)، ويخلق ستة ملايين فرصة عمل، ويرفع دخل الأسرة السعودية بنسبة 60 في المئة، وذلك وفقاً لتقرير حديث صادر عن مؤسسة ماكينزي العالمية، يشير إلى أن ما يصل إلى 75 في المئة من مكاسب الإنتاجية يمكن إحرازها عبر مواءمة العمل مع أفضل الممارسات». غير أن المدير التنفيذي الإقليمي لعملاقة تقنية المعلومات العالمية أوضح في الوقت ذاته أن التقنيات وحدها ليست قادرة على حل جميع المشكلات، مؤكداً أهمية التقنية كعامل أساسي في إحداث التحول في جميع القطاعات الرئيسة في السعودية. وتابع الفيفي قائلاً: «يمكن للمنصات الرقمية في القطاعات العامة والخاصة ولدى المواطنين تسهيل المواءمة بين المهارات الوظيفية والباحثين عن عمل، فضلاً عن تقديم خدمات حكومية جديدة، ودفع عجلة الابتكار قدماً في قطاعات الرعاية الصحية وتجارة التجزئة والصناعة». وحول تعامل «إس إيه بي» في مجال الابتكار في السعودية، قال إن الشركة تتعاون مع كبرى الشركات السعودية، مثل الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، والخطوط الجوية العربية السعودية، والاتصالات السعودية، وموبايلي، ومجموعة الناصر، وشركة بن سمار للتجارة والمقاولات. وأكد حرص الشركة على السوق السعودية وتنمية المهارات للعاملين فيها، وقال إن معهد «إس إيه بي» للتدريب والتنمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أقام علاقات شراكة مع أكثر من 35 مؤسسة تعليمية في المملكة، من خلال برنامج تحالف الجامعات أسفر عن 350 ألف يوم تدريبي على مدى العامين الماضيين، استفاد منها 5,400 طالب، وذلك في إطار تعزيز قدرات العمل المستدامة لأبناء جيل الألفية في المملكة. وعلى صعيد متصل، أوضحت «إس إيه بي» أن اعتماد شركات الاتصالات العاملة في منطقة الشرق الأوسط لشبكات الجيل الخامس سيدعم إنترنت الأشياء المتوقع أن يبلغ حجمها على الصعيد العالمي 164 بليون دولار في عام 2018. ويرجح الخبراء أن تشهد حقبة إنترنت الأشياء ترابط 50 بليون جهاز بحلول عام 2030 عبر شبكات اتصالات متنقلة عريضة النطاق وفائقة السرعة من الجيل الخامس، بداية من السيارات العاملة من دون سائق وحتى مؤسسات الواقع الافتراضي الحكومية. وأوضح رئيس قسم الاتصالات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا لدى «إس إيه بي» شريف حمودة، أن 34 في المئة من عائدات شركات الاتصالات تأتي من الخدمات الرقمية الجديدة، ومع ذلك، فإن 65 في المئة فقط من شركات الاتصالات بدأت باستخدام منصات التحليل الفوري للبيانات على رغم أن 80 في المئة منها قالت في دراسة حديثة أعدتها «إس إيه بي» ، إن اعتماد هذه المنصات يمثل «أولوية قصوى» لديها.