يخوض الجيش العراقي معارك عنيفة شرق الرمادي، حيث ما زال «داعش» يتحصّن فيها، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية بسبب النزوح، فيما شنّ عناصر التنظيم هجوماً مباغتاً على سامراء، جنوب تكريت. وقال أحمد الفهداوي، وهو أحد القادة الميدانيين لمقاتلي العشائر في الرمادي، ل «الحياة»، أن «القوات الأمنية تمكّنت بعد أيام من القتال، من تحرير المناطق الشمالية من الرمادي في البو ذياب والبو غانم والبو ريشة». وأضاف أن «الجيش شرع في تفيذ عملية عسكرية واسعة لتحرير الأجزاء الشرقية، حيث ما زال داعش يتحصّن فيها ويشنّ منها هجمات على وسط الرمادي». وأوضح الفهداوي أن «القوات الأمنية تواجه مقاومة شرسة من داعش في منطقتي السجارية وحصيبة اللتين تعتبران ملاذاً مهماً للتنظيم وطريقاً استراتيجياً نحو جزيرة الخالدية التي يستعدّ مقاتلو البغدادي للدفاع عنها بأي ثمن». وزاد أن «خسارة التنظيم الخالدية تعني انكشاف ظهره في الفلوجة، وسيخسر قدراته الهجومية، وهو ما يعني انكسار التنظيم في شرق الأنبار، وسيلجأ الى البلدات الغربية في هيت وعانة وراوة». وأبدى الفهداوي استياءه من عدم منح مقاتلي العشائر دوراً أكبر في المعارك وعمليات مسك المناطق المحررة، لكنه أشار الى وجود «محادثات مكثّفة تتناول دور العشائر في المرحلة المقبلة». وحذّر شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ الأنبار، من تفاقم الأزمة الإنسانية في المحافظة بسبب استمرار المعارك والدمار الذي خلّفته، وغياب الاستعدادات الكافية لمواجهة موجة النزوح. وقال ل «الحياة»، أن «الرمادي والبلدات المحيطة بها شهدت في الأسابيع الماضية، موجة نزوح واسعة ما زالت متواصلة حتى الآن بسبب المعارك التي وصلت الى مناطقهم». وأضاف: «تم إجلاء مئات العائلات النازحة الى مناطق آمنة في الحبانية وعامرية الفلوجة، لكن لم تجد هذه العائلات أي استعدادات لاستقبالها من الخيم والطعام والرعاية الصحية وسط أجواء شديدة البرودة». وأعلنت «قيادة عمليات بغداد»، أن وحدات قتالية من قواتها المشاركة في معارك الأنبار تمكّنت أمس، من قتل عدد من عناصر «داعش» في منطقة الثرثار شمال الفلوجة، إضافة الى تفكيك عدد من العبوات الناسفة. وأوضحت أن «عمليات عسكرية تعرّضية شنّتها في مناطق الرعود واللهيب والعبيد، فيما تم ضبط عدد من قذائف الهاون أثناء عملية تفتيشية في مناطق صخريجة والعويسات وكويريش». في صلاح الدين، أعلنت قوات «الحشد الشعبي» أن «داعش» شنّ هجوماً ليل الخميس – الجمعة على سامراء، وتمكّنت فصائل الحشد المنتشرة في المنطقة من صدّ الهجوم. وأوضحت أن «الاشتباك كان من مسافات قريبة جداً».