ماذا يحدث إذا انفجرت شمس أضخم من التي نعرفها بملايين المرات؟ الأرجح أنها تؤدي الى انتشار الكالسيوم بين نجوم المجرات وكواكبها! ربما بدت الإجابة غريبة، ولكن ذلك ما يعتقده علماء فلك يعملون في فرق دولية متخصصة، بحسب تقارير نشروها على موقع مجلة «نايتشر» على الانترنت. وفسّروا ذلك بأن انفجارات الشموس الهائلة الضخامة تؤدي الى انتشار مواد كيماوية، مثل الكربون والأوكسيجين والحديد، عبر المجرات ونجومها، فكأنها تُغذي تلك النجوم بتلك العناصر. ولأن المجرات في حركة دائمة، فإن بعض مناطقها الساخنة تلتقط تلك المواد، وتستخدمها في صنع نجوم جديدة، تكون ملأى بالمواد الكيماوية المتنوعة. وحتى الآن، عرف العلماء نوعين من النجوم (وهي شموس) المنفجرة «سوبر نوفا». ينفجر الأول بسبب سرعة استهلاك النجوم لفرنها الشمسي الضخم، فتنهار بعنف تحت وطأة وزنها، فتتشكل منها الثقوب السود. ويُطلق على النوع الثاني «الأقزام البيض»، لأنها تأتي من إنفجار نجوم صغيرة نسبياً، مثل شمسنا، تتألف كتلتها من مواد ثقيلة. واستمر العلماء على هذا الاعتقاد حتى مطلع العام 2005، حين رصدوا «سوبر نوفا» لا تنطبق عليها مواصفات النوعين السابقين. وتقع تلك ال»سوبر نوفا» الاستثنائية على مسافة 110 سنوات ضوئية (كل سنة ضوئية تساوي 9460 بليون كيلومتر) عن الارض. وتحرك فريق علماء الفلك بقيادة هاغال بيريتس (من جامعة هارفرد، في الولاياتالمتحدة) وافيشاي غال-يام (من معهد وايزمان)، إضافة الى علماء من جامعة بيركلي في كاليفورنيا. وتوصلوا الى ان تحليل الضوء الصادر من هذه ال«سوبر نوفا» الاستثنائية، يشير الى أنها غنية بمادة الكالسيوم، التي شكّلت نصف كتلة المواد التي تطايرت بأثر من تلك الشمس المنفجرة الاستثنائية. وأشار هؤلاء العلماء الى ان حفنة صغيرة من هذا النوع من ال»سوبر نوفا»، تكفي لإنتاج كل كمية الكالسيوم الموجودة في مجرة درب التبانة، التي تنتمي إليها الشمس والأرض.