عقدت اللجنة المكلفة بالإشراف على أعمال ترميم وتأهيل مسجد المعمار في قلب جدة التاريخية أخيراً، اجتماعاً بحضور ممثلين عن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ووزارة الشؤون الإسلامية، وأمانة محافظة جدة، ومهندسي المشروع، بحثوا خلاله كيفية تذليل العقبات، والمباشرة في إنجاز الدراسات والتصاميم وأعمال الترميم والتأهيل ليتم افتتاح المسجد للمصلين خلال 21 شهراً. وأوضحت الهيئة العامة للسياحة أن الاجتماع ناقش المحافظة على أوقاف المسجد وتطويرها، والخطط البديلة لاستيعاب المصلين في المساجد القريبة، ومسار خطة الترميم من دون التأثير في الحركة التجارية والبشرية وتدفقات الزوار إلى المدينة التاريخية. وكان وقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه وقع عقداً مع شركة المنشآت التراثية لدرس وتنفيذ ترميم وتأهيل مسجد المعمار في جدة التاريخية، ويأتي المشروع ضمن «برنامج العناية بالمساجد التاريخية» الذي تتعاون فيه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ووزارة الشؤون الإسلامية، ومؤسسة التراث الخيرية بهدف المحافظة على المساجد التاريخية في المملكة والعناية بها، وإعادة تأهيلها، وإظهار قيمتها الدينية والحضارية والعمرانية. ويحظى البرنامج بدعم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، إذ أعلن رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان تبرع خادم الحرمين الشريفين بنفقات ترميم مسجد الحنفي التاريخي في جدة التاريخية، إضافة إلى رعايته لبرنامج خاص للعناية بالمساجد التاريخية في محيط مشروع الدرعية التاريخية، يشمل ترميم 34 مسجداً تاريخياً تعمل على إنجازه كل من الهيئة العامة للسياحة ووزارة الشؤون الإسلامية والهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض. وفي إطار هذا البرنامج افتتح في 29 شعبان 1436ه الجامع العتيق (مسجد الشافعي) في جدة التاريخية بعد الانتهاء من مشروع ترميمه الذي تكفل بنفقاته الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، وأعلن الأمير سلطان بن سلمان في حفلة افتتاح المشروع إنشاء صندوق لترميم المساجد التاريخية في مدينة جدة، وتكفله بترميم مسجد الخليفة الراشد عثمان بن عفان صدقة عن والدته الأميرة سلطانة السديري. ويعد مسجد المعمار من أقدم المساجد في جدة التاريخية والمملكة، إذ تشير المصادر التاريخية إلى أن بناءه تم على يد مصطفى معمار باشا، في عام 1263 ه وجدد في عام 1284 ه. يذكر أن برنامج العناية بالمساجد التاريخية في الهيئة اقترح خطة للعناية بالمساجد التاريخية على مستوى مناطق المملكة وجارٍ مراجعتها مع وزارة الشئون الإسلامية لاعتمادها من الجهتين باعتبارها خطة مشتركة تنفذ بالشراكة بين الجهتين بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، وخصوصاً إمارات المناطق، والأمانات والبلديات، والمؤسسات المهنية والخيرية، والمتبرعين من المجتمع.