وافق مجلس إدارة الهيئة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في اجتماعه ال 39 الذي عقد مؤخراً, على تأسيس "برنامج العناية بالمساجد التاريخية" في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني, بهدف التنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وعدد من الجهات ذات العلاقة إلى المحافظة على المساجد التاريخية في المملكة والعناية بها، وإعادة تأهيلها، وإظهار قيمتها الدينية والحضارية والعمرانية. وجاء تأسيس هذا البرنامج في الهيئة ليمثل نقلة جديدة للبرنامج, الذي تبنته مؤسسة التراث الخيرية منذ أكثر من 17 عاماً, وتم من خلاله ترميم وتأهيل عدد من المساجد التاريخية على مستوى مناطق المملكة. ويمثل البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية أحد أبرز البرامج القائمة والفاعلة في حماية التراث العمراني؛ من خلال ما يشهده من مشروعات يجري تنفيذها حالياً في مختلف مناطق المملكة بهدف الحفاظ على المساجد التاريخية, نظراً لمكانتها العظيمة في الدين الإسلامي الحنيف، ولتميز طابعها المعماري الأصيل، إضافة إلى كونها أحد أهم معالم التراث العمراني في المملكة. وحظي البرنامج بدعم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله -، حيث أعلن مؤخراً صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة التراث الخيرية؛ عن تبرع خادم الحرمين الشريفين بنفقات ترميم مسجد الحنفي التاريخي في جدة التاريخية الذي صلى فيه الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه -، كما أعلن سموه بعد رعاية خادم الحرمين الشريفين مؤخراً لافتتاح حي البجيري بالدرعية التاريخية عن رعاية خادم الحرمين الشريفين, لبرنامج خاص للعناية بالمساجد التاريخية في محيط مشروع الدرعية التاريخية، الذي يشمل ترميم 34 مسجداً تاريخياً تعمل على انجازه كل من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ووزارة الشؤون الإسلامية والهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض. وفكرة البرنامج وبداية إطلاقه, تبنى الأمير سلطان بن سلمان البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية في إطار اهتمام سموه بكل ما له صلة بخدمة بيوت الله والتراث العمراني الإسلامي، حيث بدأت مؤسسة التراث الخيرية القيام بدورها في الاهتمام بالمساجد في المملكة، وأخذت على عاتقها منذ بداية إطلاقها للبرنامج عام1418ه أهمية توثيق وترميم عدد من المساجد العتيقة في جميع مناطق المملكة وقراها. وتعود فكرة إطلاق البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية, إلى رؤية قدمها سمو الأمير سلطان بن سلمان، بالتعاون مع معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – عندما كان ولياً للعهد، إذ تفضل سموه، بالموافقة على رعاية برنامج العناية بالمساجد وإعادة بنائها وترميمها وتوثيق تاريخها، وذلك بتاريخ 16 صفر سنة 1418ه، وقدم دعماً للمرحلة الأولى من البرنامج بمبلغ مليوني ريال، تم تخصيصها لمسح المساجد المرصودة، وصدر توجيه سموه، بعد نجاح البرنامج في ترميم عدد من المساجد بإهداء ما تم إنجازه إلى الوزارة، وتسمية البرنامج ب "البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية". ويشمل نطاق العمل حصر المساجد المعنية، ووضع خطة علمية لتوثيقها، وترميمها بالطريقة التي تضمن المحافظة على طابعها العمراني، كما يشمل العمل وضع برنامج زمني، وميزانية تقديرية لترميم المساجد التي تم حصرها، وتأهيلها وإعادة بناء بعضها، بالإضافة إلى وضع تصور حول إنشاء وقف استثماري يدعم ما تحتاج إليه المساجد من صيانة مستقبلاً. أما إنجازات البرنامج, فقد تم في إطار هذا البرنامج ومن خلال مؤسسة التراث بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية ترميم 21 مسجداً هي: مسجد الزاوية بينبع، وأربعة مساجد في المدينةالمنورة هي: مسجد الغمامة، ومسجد أبي بكر الصديق، ومسجد عمر بن الخطاب، بدعم من شركة المناخة، بالإضافة إلى ترميم مسجد الصخرة بالعلا بدعم من الأمير سلطان بن سلمان. وفي جدة تم الانتهاء من ترميم مسجد الشافعي في جدة التاريخية الذي تكفل به الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله , أما في منطقة الرياض فقد تم ترميم عدد من المساجد وهي: مسجد العوشزة بمحافظة الغاط بدعم من سمو الأميرة سلطانة بنت أحمد السديري رحمها الله ، ومسجد الظويهرة بالدرعية على نفقة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، ومسجد السريحة بالدرعية، ومسجد المريح بالرياض، ومسجد الدواسر، ومسجد الحسيني "بدعم من الأهالي"، كما تم ترميم جامع الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود في طبب بمنطقة عسير، وقامت بترميمه مؤسسة التراث الخيرية على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود- رحمه الله -, عندما كان ولياً للعهد، ويقع مسجد الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد في قرية طبب بالقرب من مدينة أبها، وكان الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد – رحمه الله – قد أمر ببنائه سنة 1221ه؛ ولأهميته التاريخية تفضل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله ، برعاية ترميمه وتجديده على نفقته الخاصة. كما تم ترميم ستة مساجد بالمنطقة الشرقية بدعم من الهيئة الملكية للجبيل وينبع منها خمسة مساجد بالأحساء هي: مسجد جواثا، ومسجد الحسن بالبطالية، ومسجد العقير بميناء العقير، ومسجد قرية التهيمية الأول، ومسجد قرية التهيمية الثاني، بالإضافة إلى مسجد حمد المجدل بجزيرة جنة قرب الجبيل، كما تم ترميم مسجد الجبري في الأحساء بدعم من عبدالله الخطيب. وفي مجال الدراسات المتعلقة بالترميم تم الانتهاء من دراسة 8 مساجد هي: مسجد البيعة بمنطقة مكةالمكرمة، خمسة مساجد بمنطقة السبعة مساجد, التي سوف ترمم من قبل أمانة منطقة المدينةالمنورة، مسجد المعمار، مسجد الحنفي بجدة التاريخية, الذي سيتم ترميمه بدعم كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله -. كما تم مسح المساجد التي تحتاج إلى ترميم ودقة دراسة أوضاعها؛ ليتم ترميمها بما يحافظ على عناصرها التراثية، ويمنحها عنصر الاستمرارية؛ لمواصلة دورها الحضاري والثقافي. وقد بلغ عدد هذه المساجد التي تم مسحها، 87 مسجداً في مختلف مناطق المملكة، منها أربعة مساجد في منطقة مكةالمكرمة، وثمانية مساجد بمنطقة المدينةالمنورة، و14 مسجداً بمنطقة الرياض، وخمسة مساجد في منطقة القصيم، و36 مسجداً في منطقة عسير، وستة مساجد بمنطقة تبوك، وستة مساجد بمنطقة جازان، وأربعة مساجد بمنطقة نجران، وأربعة مساجد بمنطقة الباحة.