تضع ثلاث جهات حكومية اللمسات الأخيرة على مشروع ترميم وتأهيل مسجد المعمار في قلب جدة التاريخية. ويتوقع ان يعود المسجد لاستقبال المصلين بعد أقل من عامين. ويُعد مسجد المعمار من أقدم المساجد في جدة التاريخية والمملكة، إذ تشير المصادر التاريخية إلى أن بناءه تم على يد مصطفى معمار باشا، عام 1263ه، وجدد عام 1284ه. وعقدت لجنة مكلفة بالإشراف على أعمال الترميم، تضم ممثلين عن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وأمانة محافظة جدة، ومهندسي المشروع، اجتماعاً بحثوا خلاله كيفية تذليل العقبات، والمباشرة في إنجاز الدراسات والتصاميم وأعمال الترميم والتأهيل، ليتم افتتاح المسجد للمصلين خلال 21 شهراً، إلى جانب المحافظة على أوقاف المسجد وتطويرها، ومناقشة الخطط البديلة لاستيعاب المصلين في المساجد القريبة ومسار خطة الترميم من دون التأثير على الحركة التجارية والبشرية، وتدفقات الزوار إلى المدينة التاريخية. وكان وقف «خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه»، وقع عقداً مع شركة المنشآت التراثية لدراسة وتنفيذ ترميم وتأهيل مسجد المعمار في جدة التاريخية. ويأتي المشروع ضمن «برنامج العناية بالمساجد التاريخية»، الذي تتعاون فيه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ومؤسسة التراث الخيرية، بهدف المحافظة على المساجد التاريخية في المملكة والعناية بها، وإعادة تأهيلها، وإظهار قيمتها الدينية والحضارية والعمرانية. كما تم أخيراً، تأسيس البرنامج في «السياحة والتراث»، ليمثل نقلة جديدة للبرنامج الذي تبنته «التراث الخيرية» بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية منذ أكثر من 17 عاماً، وتم خلاله ترميم 21 مسجداً في مختلف مناطق المملكة. ويحظى البرنامج بدعم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إذ أعلن الأمير سلطان بن سلمان عن تبرع خادم الحرمين الشريفين بنفقات ترميم مسجد الحنفي التاريخي في جدة التاريخية، الذي صلى فيه الملك عبدالعزيز (رحمه الله)، إضافة إلى رعايته برنامج خاص للعناية بالمساجد التاريخية في محيط مشروع الدرعية التاريخية، يشمل ترميم 34 مسجداً تاريخياً. وافتتح أواخر 29 شعبان الماضي الجامع العتيق (مسجد الشافعي) في جدة التاريخية، بعد الانتهاء من ترميمه، الذي تكفل بنفقاته خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رحمه الله)، وأعلن الأمير سلطان بن سلمان في حفلة افتتاح المشروع عن إنشاء صندوق لترميم المساجد التاريخية في جدة، وتكفله بترميم مسجد الخليفة الراشد عثمان بن عفان.