ارتفعت أسعار النفط أمس، معززة مكاسبها القوية الأسبوع الماضي، بفضل آمال في أن تكون الأسعار بلغت القاع، على رغم أن المحللين يحذرون من أن التخلص من التخمة العالمية سيستغرق وقتاً طويلاً. وصعدت العقود الآجلة ل «برنت» 18 سنتاً من مستوى الإغلاق السابق إلى 35.28 دولار. وتراجع خام غرب تكساس الأميركي الوسيط، متأثراً بمخزون قياسي للخام في الولاياتالمتحدة ونزل 12 سنتاً إلى 32.66 دولار للبرميل بعد ارتفاعه أكثر من 27 في المئة منذ 11 شباط (فبراير). وقال المحلل لدى «جيه بي سي إنرجي آسيا»، ريتشارد جوري: «الأخطار النزولية لا تزال كبيرة، ولكن يبدو أن سوق الخام الأميركي تجاوز أسوأ نقطة وسيبدأ الاستهلاك في الصعود ببطء ليخفف الضغط على مستويات المخزون». وأضاف: «تعطي أحدث بيانات للإنتاج الأميركي دعماً وتشير إلى أن تأثير أسعار النفط المنخفضة بدأ يظهر أخيراً». إلى ذلك، أظهر مسح لوكالة «رويترز» أن أسعار النفط ستصل إلى أعلى قليلاً من 40 دولاراً للبرميل في المتوسط هذا العام، نظراً إلى أن ضعف الطلب واحتمال قيام منتجين رئيسيين بتجميد الإنتاج موقتاً لن يؤثرا في شكل يذكر في انحسار تخمة المعروض العالمي. ويُستبعد أن يتعافى السعر، الذي تراجع 45 في المئة في الشهور ال12 السابقة، كثيراً عن مستوياته الحالية حول 34 دولاراً للبرميل حتى النصف الثاني من السنة، حين يُتوقع أن تنخفض الإمدادات من منتجين خارج منظمة «أوبك». ويتوقع المسح الذي شمل آراء 30 خبيراً أن يبلغ خام «برنت» 40.10 دولار للبرميل في المتوسط، بانخفاض قدره 2.40 دولار عن مسح الشهر الماضي. وقالت المحللة لدى «رايموند جيمس»، لوانا سيغفريد: «على رغم أنه أول تحرك منسق من نوعه خصوصاً في الإمدادات من جانب أعضاء أوبك وروسيا في 15 سنة، فمن الواضح أن أي اتفاق لا تشارك فيه إيرانوالعراق لن يساهم كثيراً في تقليص المعروض في السوق على الأقل هذه السنة». ويتوقع المحللون أن تبلغ العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 38.90 دولار للبرميل في المتوسط خلال العام الحالي، بانخفاض قدره 2.10 دولار عن مسح كانون الثاني (يناير). إلى ذلك، أعلن وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه أن صادرات بلده من النفط الخام بلغت 1.75 مليون برميل يومياً في الشهر الفارسي الممتد من 21 كانون الثاني الى 19 شباط، بارتفاع 400 ألف برميل يومياً على أساس سنوي. ونقل موقع وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت «شانا» عن زنغنه قوله: «صادرات إيران من النفط الخام ومكثفات الغاز بلغت 1.75 مليون برميل يومياً» في الشهر المذكور». وأضاف: «مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضي بلغت الزيادة 400 ألف برميل يومياً». واستقرت واردات آسيا من النفط الإيراني في كانون الثاني مقارنة بالعام الماضي، مع قيام معظم كبار المشترين للخام بتقييد مشترياتهم قبل رفع العقوبات. وأظهرت بيانات حكومية ومعلومات تتبع السفن أن واردات أكبر أربع مشترين للنفط الإيراني، الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية، بلغت 981 ألف برميل يومياً من الخام في كانون الثاني بانخفاض قدره 0.1 في المئة عن العام الماضي. وجاءت تلك الواردات منخفضة عن متوسط مشتريات 2015 البالغ أعلى قليلاً من مليون برميل يومياً. وتتوقع شركة «جينيل إنرجي» رصد مخصصات تقارب بليون دولار لتغطية انخفاض قيمة حقلها النفطي «طق طق» في إقليم كردستان العراق في 2015، وعزت ذلك إلى انخفاض تقديرات الاحتياط القابل للاستخراج هناك وهبوط أسعار النفط. وخسرت أسهم الشركة نحو ربع قيمتها في التعاملات الصباحية في بورصة لندن. وبعد إجراء مراجعة أفادت الشركة بأن تقديراتها تشير إلى أن احتياط النفط المؤكد والمحتمل في حقل «طق طق» بلغ 356 مليون برميل حتى نهاية كانون الأول (ديسمبر)، انخفاضاً من التقديرات السابقة البالغة 683 مليون برميل في 30 حزيران (يونيو) 2011.