أظهر مسح ارتفاع إنتاج منظمة «أوبك» من النفط في كانون الثاني (يناير)، من أدنى مستوياته في سنتين ونصف سنة، والذي بلغه في كانون الأول (ديسمبر) لأسباب منها التعافي الجزئي في الإمدادات الليبية وارتفاع الصادرات العراقية والإيرانية. ووفق المسح بلغ إنتاج المنظمة 29.94 مليون برميل يومياً في المتوسط ارتفاعاً من 29.63 مليون برميل يومياً في كانون الأول. ويظهر المسح احتمال تعافي إمدادات «أوبك» هذه السنة إذا واصلت ليبيا والعراق وإيران زيادة الإنتاج، ما من شأنه أن يضغط على أسعار الخام إذا لم تخفض دول أعضاء أخرى مثل السعودية إمداداتها. وقال المحلل لدى «كومرتس بنك» في فرانكفورت، كارستن فريتش، أن التحدي الكبير أمام «أوبك» خلال الشهور القليلة المقبلة سيتمثل في الرد بشكل ملائم على زيادة إنتاج ليبيا وعودته إلى مستواه الطبيعي. وقُدّر إنتاج إيران ب2.75 مليون برميل يومياً بزيادة 50 ألف برميل يومياً. وجاء أكبر انخفاض في الإنتاج في المنظمة من أنغولا حيث هبط 120 ألف برميل يومياً. وترى مصادر في القطاع أن السعودية خفضت الإنتاج بسبب تراجع الحاجة إلى النفط لتشغيل محطات الكهرباء المحلية وانخفاض الطلب في الخارج. وتشير إحصاءات «إدارة معلومات الطاقة الأميركية» إلى أن المملكة خفضت الإنتاج من 10.05 مليون برميل يومياً في آب ( أغسطس) وهو أعلى مستوى منذ بدء تسجيل البيانات في عام 1980. إلى ذلك، انخفضت العقود الآجلة لخام النفط القياسي الأوروبي مزيج «برنت» دون 107 دولارات للبرميل وتتجه لتكبد أول خسائر شهرية منذ أيلول (سبتمبر) متأثرة بمخاوف بخصوص الاقتصادات الناشئة وخطط أميركية لمواصلة خفض الحوافز النقدي النقدية. ونزل «برنت» 1.15 دولار إلى 106.80 دولار للبرميل بعدما أغلق مرتفعاً عشرة سنتات في الجلسة السابقة. وخسر الخام الأميركي دولاراً ليهبط إلى 97.23 دولار للبرميل. وأظهرت حسابات لوكالة «رويترز» من بورصة دبي للطاقة أن سعر البيع الرسمي لخام النفط العماني في آذار (مارس) سيتراجع 3.84 دولار إلى 104.04 دولار للبرميل. في سياق آخر، خفض المشترون الآسيويون، الذين يشكلون أكبر زبائن النفط الإيراني، وارداتهم منه بنسبة 15 في المئة في 2013 ومن غير المتوقع أن ترتفع المشتريات سريعاً هذه السنة على رغم تخفيف العقوبات الغربية التي قلصت صادرات طهران بأكثر من النصف. وأظهرت بيانات حكومية وصناعية أن الصينوالهندواليابانوكوريا الجنوبية خفضت معاً وارداتها من إيران إلى 935.8 ألف برميل يومياً في المتوسط في 2013. ويعني هذا خسائر إيرادات لإيران قيمتها 46 بليون دولار خلال العام بناء على أن الصادرات كانت تبلغ نحو 2.2 مليون برميل يومياً قبل فرض العقوبات. وقلصت الصين أكبر مشترٍ للنفط الإيراني، مشترياتها منه في 2013 بنحو 2.2 في المئة إلى 428.8 ألف برميل يومياً وهو أقل تراجع بين المشترين الأربعة الكبار. وجاء أكبر خفض في مشتريات النفط الإيراني من جانب الهند التي قلصت وارداتها 38 في المئة إلى 195.6 ألف برميل يومياً. وقلصت كوريا الجنوبية مشترياتها 14.3 في المئة إلى 134 ألف براميل يومياً. وأظهرت بيانات من وزارة الاقتصاد والتجارة اليابانية أن واردات اليابان من النفط الخام الإيراني عام 2013، تراجعت 6.4 في المئة إلى 177.4 ألف برميل يومياً وهو أدنى مستوى لواردات اليابان من النفط من إيران منذ العام 1981.