قال أستاذ علوم اللغويّات في معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا MIT والمفكّر، البروفيسور اليهودي الأميركي نوعم تشومسكي إن قرار وزارة الداخلية الإسرائيلية منعه من دخول البلاد عبر جسر اللنبي لإلقاء محاضرات في جامعة بير زيت في الضفة الغربيةالمحتلة يذكّر بالأنظمة الستالينية. وأضاف، في حديث لصحيفة "هآرتس" من العاصمة الأردنية ان قرار منعه من الدخول جاء احتجاجاً على أنه قادم إلى جامعة بير زيت وليس إلى جامعة إسرائيلية. وحذر المفكر البارز إسرائيل من سلوكها وقال إنه يذكّره بسلوك جنوب أفريقيا في ستينيات القرن الماضي، "عندما أدركت أن العالم يعتبرها جرباء لكنها اعتقدت أنه يمكنها حل المشكلة بحملات إعلامية.. وأنا أعتقد أن إسرائيل تسير على ثلج دقيق جداً، بسياستها تلعب إسرائيل لعبة خطرة، والأمور قابلة للتغير بسرعة. وتطرق تشومسكي إلى الأسئلة التي وجهها له موظف إسرائيلي في المعبر الحدودي وقال إن الأخير سأله عما إذا كان يعلم أن إسرائيل لا تستسيغ كتاباته (ضد الاحتلال الإسرائيلي) فردّ عليه قائلاً إنه لا توجد حكومة في العالم تحب مقالاته. كما سأله عن لقاءاته في بيروت عام 2006 مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله فقال إنه التقى في العاصمة اللبنانية ممثلي مختلف الأحزاب، تماماً كما يلتقي في زياراته لإسرائيل ممثلي اليمين. واعتبر تشومسكي، في حديثه مع "هآرتس" منع دخوله "قراراً إسرائيلية بمقاطعة جامعة بير زيت"، علماً أنه يعارض بقوة الدعوات لمقاطعة أكاديمية جارفة لإسرائيل، "تماماً كما عارضت مقاطعة جارفة لجامعات جنوب أفريقيا (إبان الأبرتايد). وأضاف:"من يجب مقاطعته هي الولاياتالمتحدة فأفعالها أسوأ من أفعال إسرائيل.. أنا أؤيد مقاطعة شركات أميركية تتعاون مع الاحتلال والمستوطنات". وأكد تشومسكي دعمه حل الدولتين للشعبين وقال إن ما تقترحه إسرائيل على الفلسطينيين هو قطعة أرض صغيرة تسمى دولة من جهته، قال رئيس الجبهة الديمقراطية النائب العربي محمد بركة إن قرار منع دخول تشومسكي "يكشف أكثر حقيقة العقلية العنصرية الشرسة التي تسيطر على المؤسسة الإسرائيلية، هذه العقلية التي ستقود إلى انشاء شرطة عقول وتكثف الملاحقات السياسية وتسخّر قضائها أكثر كي يكون أداة طيعة لتسيير سياستها العنصرية".