أعلنت جامعة «هارفارد» الأميركية أنها ستبدأ قريباً إعطاء دروس مجانية عبرالإنترنت، تهدف إلى محو الأميّة الدينيّة بين الشعوب. وذكرت صحيفة «هافنغتون بوست» الإلكترونية انه على رغم ازياد مبيعات كتب القرآن الكريم في أميركا بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001، إلا أن الأمية بالدين الإسلامي زادت في البلاد وارتفعت نسبة الإسلاموفوبيا. وقالت مديرة مشروع محو الأمية الدينية في الجامعة، ديان مور، للصحيفة إن «الجهل بالدين الإسلامي هو أحد الأمثلة على الأمية الدينية المنتشرة في العالم». وكشفت الصحيفة أن مور وخمسة من أساتذة «هارفارد» و كلية «ويليسلي» تعاونوا لتنظيم الدورة المجانية التي ستُقدم عبر منصة «إدكس» للتعليم الإلكتروني. وكانت «هارفارد» أطلقت منصة «إدكس» في العام 2012 بالتعاون مع معهد «ماساتشوتست» التكنولوجي. واعتبرت مور ان «الوقت الحالي في حاجة إلى مثل هذه الدورات التعريفية، لأن الجهل الديني المنتشر في العالم، يشعل التعصب والتحيز ويعيق مساعي التعاون محلياً وعالمياً». وستتكون الدورة من ستة أقسام تُدرس على مدار أربعة أسابيع، وستُدرِس مور القسم الأول منها الذي سينطلق في الأول من آذار (مارس) المقبل بعنوان «التقاليد والكتب المقدسة»، فيما ستغطي الأقسام الخمسة المتبقية الديانات الأكثر انتشاراً في العالم، وهي الإسلام والمسيحية واليهودية والبوذية والهندوسية. وشددت مور على أهمية الدورة لأن «محو الأمية الدينية يستلزم أكثر من مجرد معرفة أركان الإسلام الخمسة، أو الحقائق الأربع النبيلة في البوذية»، مشيرة إلى أن القضاء على الأمية الدينية يتطلب أيضاً تقبل «الناس الاختلاف الموجود في الأديان، وفي الدور الذي تلعبه القواعد الدينية في حياة الشعوب». ولذلك ستحاول الدروس شرح تأثير الأديان عبر التاريخ، والغوص في التفسيرات المعاصرة للنصوص الدينية، وكيف تم التعامل معها وفق التقاليد والمرحلة التاريخية. وذكرت مور أن الدورة المجانية جاهزة لاستقبال 50 ألف طالب من جميع أنحاء العالم، وباستطاعة المشاركين الحصول على شهادة إتمام الدورة مقابل 50 دولاراً. وتستهدف الدورة المعلمين في شكل خاص، وكل شخص مهتم بالتعرف إلى الديانات الأخرى، وبإقامة جسور الحوار مع غيره من أصحاب المعتقدات المختلفة.