فيصل بن بندر يرعى حفل الزواج الجماعي الثامن بجمعية إنسان.. الأحد المقبل    المملكة واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    "الوعلان للتجارة" تفتتح في الرياض مركز "رينو" المتكامل لخدمات الصيانة العصرية    القبض على ثلاثة مقيمين لترويجهم مادتي الامفيتامين والميثامفيتامين المخدرتين بتبوك    نائب وزير الخارجية يفتتح القسم القنصلي بسفارة المملكة في السودان    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    أسمنت المنطقة الجنوبية توقع شراكة مع الهيئة الملكية وصلب ستيل لتعزيز التكامل الصناعي في جازان    تنفيذ حكم القتل بحق مواطنيْن بتهم الخيانة والانضمام لكيانات إرهابية    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    "مجدٍ مباري" احتفاءً بمرور 200 عام على تأسيس الدولة السعودية الثانية    إقبال جماهيري كبير في اليوم الثالث من ملتقى القراءة الدولي    200 فرصة في استثمر بالمدينة    «العالم الإسلامي»: ندين عملية الدهس في ألمانيا.. ونتضامن مع ذوي الضحايا    إصابة 14 شخصاً في تل أبيب جراء صاروخ أطلق من اليمن    «عكاظ» تنشر توصيات اجتماع النواب العموم العرب في نيوم    التعادل يسيطر على مباريات الجولة الأولى في «خليجي 26»    «الأرصاد»: طقس «الشمالية» 4 تحت الصفر.. وثلوج على «اللوز»    ضبط 20,159 وافداً مخالفاً وترحيل 9,461    مدرب البحرين: رينارد مختلف عن مانشيني    فتيات الشباب يتربعن على قمة التايكوندو    «كنوز السعودية».. رحلة ثقافية تعيد تعريف الهوية الإعلامية للمملكة    وفد «هارفارد» يستكشف «جدة التاريخية»    حوار ثقافي سعودي عراقي في المجال الموسيقي    ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف الشريف    رينارد: مواجهة البحرين صعبة.. وهدفنا الكأس الخليجية    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    هل يجوز البيع بسعرين ؟!    «يوتيوب» تكافح العناوين المضللة لمقاطع الفيديو    مدرب الكويت: عانينا من سوء الحظ    سمو ولي العهد يطمئن على صحة ملك المغرب    التعادل الإيجابي يحسم مواجهة الكويت وعُمان في افتتاح خليجي 26    السعودية أيقونة العطاء والتضامن الإنساني في العالم    الحربان العالميتان.. !    معرض وزارة الداخلية (واحة الأمن).. مسيرة أمن وازدهار وجودة حياة لكل الوطن    رحلة إبداعية    «موسم الدرعية».. احتفاء بالتاريخ والثقافة والفنون    رواية الحرب الخفيّة ضد السعوديين والسعودية    لمحات من حروب الإسلام    12 مليون زائر يشهدون أحداثاً استثنائية في «موسم الرياض»    رأس وفد المملكة في "ورشة العمل رفيعة المستوى".. وزير التجارة: تبنّى العالم المتزايد للرقمنة أحدث تحولاً في موثوقية التجارة    وزير الطاقة وثقافة الاعتذار للمستهلك    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    المؤتمر الإعلامي الثاني للتصلب المتعدد: تعزيز التوعية وتكامل الجهود    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    أمير القصيم يرعى انطلاق ملتقى المكتبات    محمد بن ناصر يفتتح شاطئ ملكية جازان    ضيوف خادم الحرمين يشيدون بعناية المملكة بكتاب الله طباعة ونشرًا وتعليمًا    المركز الوطني للعمليات الأمنية يواصل استقباله زوار معرض (واحة الأمن)    الأمر بالمعروف في جازان تفعِّل المعرض التوعوي "ولاء" بالكلية التقنية    شيخ شمل قبائل الحسيني والنجوع يهنى القيادة الرشيدة بمناسبة افتتاح كورنيش الهيئة الملكية في بيش    الأمير محمد بن ناصر يفتتح شاطئ الهيئة الملكية بمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية    السيسي: الاعتداءات تهدد وحدة وسيادة سورية    رئيس الوزراء العراقي يغادر العُلا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبجدية المسنين تمحو الأميّة خلال 3 أعوام

انطلاقا من إعلان المملكة خالية من الأمية في غضون 3 4 أعوام، أظهرت إحصائيات وزارة التربية والتعليم أن نسبة الأمية في المملكة انخفAضت خلال 36 عاما إلى أكثر من 70 في المائة، حيث تعدت نسبة الأمية في عام 1392 ه 60 في المائة، ومع تواصل جهود التوعية وبرامج محو الأمية وصلت في 1429 ه إلى 18.5 في المائة بين النساء، و 7.3 في المائة بين الذكور. وأعلنت الوزارة قبل أكثر من ثلاث سنوات، أن إجمالي مراكز محو الأمية التي تم افتتاحها وصل إلى 3444 مركزا، استفاد منها 80 ألف دارس، فيما يرجح أن يصل عدد المستفيدين من برنامج «الحي المتعلم» الذي بدأ عام 1425/1426ه إلى 7500 متدرب في تسع إدارات تعليمية. وصدرت نصوص تشريعية دستورية تنص على التزام المملكة بمحو الأمية، حيث ورد في النظام الأساسي للحكم في مادته ال40 ما نصه «تلتزم الدولة بمكافحة الأمية»، كما صدر نظام خاص لمحو الأمية وتعليم الكبار من مجلس الوزراء أصل لمحو الأمية والتزام الدولة والمجتمع به، فيما شكلت لجنة عليا لمحو الأمية وتعليم الكبار من قطاعات الدولة المعنية للتخطيط ووضع السياسات والاستراتيجيات لمحو الأمية ومتابعة تنفيذها.
شاركت المملكة في كثير من مؤتمرات العالم حول تعليم الكبار، رغبة في توظيف ما يتوصل إليه العالم من اتجاهات حديثة في مجال محو الأمية وتعليم الكبار والاستفادة منه، فكان أن اتجهت في السنوات الأخيرة إلى محو الأمية وتعليم الكبار والاستفادة منه، فاتجهت إلى محو الأمية الحضارية الذي يستهدف الأمي والمجتمع الذي يعيش فيه ببرامج توعية شاملة دينية، ثقافية، صحية، تعليمية، بيئية، وأمنية، واتجهت إلى الأمي في مكان عمله لتعليمه وتهيئته ليكون عضوا صالحا فاعلا متفاعلا مع مجتمعه، وصممت لهذا مجموعة من البرامج التي تناسب الأميين، كبرامج مرنة قابلة للتنفيذ في أي موقع وفي أية بيئة وفي أي زمن، وتم تنفيذ مجموعة من هذه البرامج في كل من وزارة التربية والتعليم التي أعلنت عام (1424/1425ه) خاليا من الأمية، وذلك بعد أن محت أمية ما يزيد على 5000 أمي من عمال وحراس ومراسلين، كما تم تنفيذ برنامج مماثل في الأمن العام.
وأعلن العام نفسه خاليا من الأمية، حيث تم تفريغ جميع الأميين العاملين في الأمن العام من أعمالهم صباحا ليلتحقوا بالبرنامج، وتم تصميم برنامج خاص بهم وفق خطة ومقررات دراسية وتوعوية ذات كفاءة متميزة، بمعدل 25 حصة إسبوعيا ولمدة فصل دراسي كامل.
«عكاظ» رصدت تجربة مجموعة من الدارسين المنتظمين تحت إطار حملة «مجتمع بلا أمية»، ومدى إفادتهم من البرامج التي تدرس في مراكز محو الأمية، وأبرز السلبيات المصاحبة للتجربة.
وعلى جانب آخر استطلعت «عكاظ» آراء مجموعة من التربويين والمسؤولين عن تعليم الكبار ومحو الأمية، للحديث عن مدى نجاح التجربة وأبرز المعوقات التي اعترضت سبيلها وكيفية التغلب عليها. كما استوضحت من مجموعة أخرى من المعلمين القائمين على التجربة عن مدى انتظام الدارسين في فصول محو الأمية، وأعداد المتسربين، وكفاية المناهج، والنقص في الكوادر التعليمية.
طلاب محو الأمية
سعيد بن ساحة الطالب في أحد فصول محو الأمية في عسير، أشار إلى مشكلة الدوام الذي يبدأ بعد المغرب مباشرة وينتهي عند التاسعة مساء، بينما الكثيرون يعودون من أعمالهم عصرا، ما أدى لعزوف البعض وغياب البعض الآخر، مطالبا بتأخير وقت الحضور والمغادرة الى ما بعد العشاء حتى يتمكن الجميع من الجمع بين متطلباتهم الأسرية وتعليمهم المسائي.
وأبدى مرعي الواهبي في عسير تذمره من إلزام طلاب تعليم الكبار بالحضور للدراسة يوم الأربعاء، ومن لم يتمكن من الحضور فهو ملزم بالحضور الجمعة.
واشتكى مسفر القحطاني في عسير من تكدس بعض الطلاب داخل الفصول الدراسية، حيث بلغ عدد طلاب تعليم الكبار في بعض الفصول أكثر من 30 طالبا، متسائلا: كيف يتم توفير الجو الدراسي الملائم في مثل هذه الفصول المكتظة بالطلاب؟
وقال أحد كبار السن في إحدى القرى الجنوبية في منطقة حائل إنه تعلم الحروف الهجائية وحفظ بعض السور القصيرة، في فترة لا تتجاوز نصف الشهر، مع كيفية الوضوء بالصورة الصحيحة، أما الحساب فلا يعرف عنه شيئا.
ويوافقه الرأي عبد الرحمن سعود مشيرا إلى غياب الحوافز في تدريس التاريخ، مطالبا بإعداد برامج ومحاضرات وندوات في هذا البرنامج لتعم الفائدة، وأن تستمر الدراسة أكثر عام لأن العام الواحد لا يكفي.
وطالب كل من أثقب نويفع هدروس ودحام عبيد الله الدارسين في مركز فيضة بزيادة مدة الدراسة والمكافأة السنوية.
وقال محمد معتق الدارس في برنامج «مجتمع بلا أمية»: 1000 ريال لا تكفي، فإذا زيدت فأنا أستطيع متابعة البرنامج حتى النهاية.
المعلمون والمعلمات
قال حجي المعلم في برنامج «مجتمع بلا أمية» في حائل إن الفترة المحددة للدراسة بسنة لا تكفي لمحو الأمية، والمناهج أكبر من مستوى الدارسين، ونعاني من غياب كثير من الدارسين لانشغالهم بأعمالهم الخاصة.
المناطق النائية
وأوضح عبد الرحمن الخشرم مسؤول برنامج محو الأمية في إدارة تعليم حائل إن من أهم المعوقات التي تواجه تعليم الكبار أنه يتركز في مناطق نائية لا يوجد فيها سكن للمعلمين، والمكافأة التي تصرف لهم وقدرها 3000 ريال ويخصم منها 200 ريال للتأمينات تعتبر غير كافية، كما أن مكافأة ال1000 ريال للدارسين في نهاية السنة لا تعتبر حافزا كافيا لاجتذابهم، ما يتسبب في تسربهم، مضيفا أنه رغم ذلك تم اجتياز 60 في المائة منهم الأمية.
انخفاض نسبة الأمية
وبين المدير التنفيذي لحملة توعية «بلا أمية» في حائل خالد الوحداني أن الأمية تقلصت بنسبة 16 في المائة، وعما قريب ستحتفل منطقة حائل بكونها منطقة خالية من الأمية، مشيرا إلى عدم وجود أماكن للتدريس، ما ألجأهم لنصب خيام للبدو الرحل في النفود شمال حائل، واستخدام المساجد ومحطات البنزين في المناطق الأخرى، فيما يتم التعاقد لمدة سنة مع المعلم، وإذا وجد أميون في نفس المكان أو في مكان آخر يتم التجديد له، كما تم عقد دورات للمعلمين وللمشرفين أيضا.
ويوافقه الرأي المعلم محمد عوض، مشيرا إلى أن مكافأة المعلم 3000 ريال لا تفي بالتزاماته، مطالبا برفع المكافأة وتمديد فترة الدارسة.
وعبر محمد الشمراني (معلم في عسير) عن استيائه من لا مبالاة بعض الدارسين من حيث الانتظام في الدراسة، الأمر الذي يتسبب في إرباك الدراسة، ويضطر معه المعلم لإعادة الدروس للطلبة الذين تخلفوا عن الحضور، ما يؤدي بدوره لتأخير خطة المقرر الدراسي خلال العام.
وشكا المعلم سعود مفلح في عسير من تأخير الرواتب لمعلمي الكبار لأربعة أشهر، ما يؤثر على نفسية المعلم، فيما شكا عبد الله الأسمري من صعوبة بعض المناهج في مدارس الكبار، خصوصا بالنسبة للطلبة الذين تجاوزت أعمارهم سن الحفظ السريع.
وأوضح خالد الهزاع مدير مدرسة محو الأمية في رفحاء (شمالي المملكة) أن العوائق التي تواجه مدارس محو الأمية هي تدوير المعلمين بشكل سنوي، ما يؤثر على سير العمل، حيث إن مدير المدرسة يواجه سنويا معلمين جددا، وكذلك غياب عدد من الدارسين لارتباطهم بعمل يمنع تواجدهم بشكل مستمر.
ضعف التعاون
ويرى ساير منادي العنزي الذي عمل قرابة عشر سنوات في إدارة مدرسة لمحو الأمية في رفحاء، أن أبرز المعوقات تكمن في ضعف التعاون بين الدوائر الحكومية، ما يتسبب في عزوف بعض الدارسين عن الالتحاق بمحو الأمية بسبب عدم تفرغهم للدراسة المسائية، ويعتبر الوقت غير مناسب، وكذلك عدم وجود متخصصين لتدريس الطلاب،كما أن المناهج لا تتناسب مع الدارسين وتميل إلى الصعوبة، فضلا عن عدم وصول المكافأة لطلاب الصف الثالث الذي يعادل الصف السادس الأمر الذي يؤثر على تسليمهم المكافأة، كون النظام ينص على عدم تسليم الطالب ملفه مع نهاية العام الدراسي، حيث نواجه صعوبة في الوصول إليهم وخاصة من يلغي هاتفه النقال. وأضاف العنزي أن تأخر مكافأة المعلمين يعتبر عائقا، كما أن قلة مدارس محو الأمية تعتبر عائقا أيضا، حيث إنها تقتصر على بعض المحافظات، ما يؤدي إلى صعوبة التحاق الدارسين في القرى والهجر البعيدة عن المحافظة.
وترى ترفة غازي الشمري (مديرة مدرسة مشل التمياط لمحو الأمية في رفحاء)، من واقع خبرتها الطويلة في هذا المجال والممتدة ل20 عاما أنه يصعب كثيرا التدريس في مراكز محو الأمية عنه في التدريس في مدارس التعليم العام، وذلك نظرا لقصر مدة التعلم من حيث عدد الحصص الذي لا يتجاوز ال15 حصة في الأسبوع، ومن حيث عدد السنوات حيث إنها لا تتجاوز الثلاث سنوات، كذلك تتمثل الصعوبة في التعامل مع الدارسات الكبيرات حيث لا بد من معاملتهن بطريقة خاصة، وتكمن الصعوبة في استيعابهن لأن عامل السن له أكبر الأثر، وهذا ما نلمسه من خلال تعاملنا مع الدارسات، فكلما كبر سن الدارسة قل استيعابها.
وأضافت: من الصعوبات التي نواجهها أيضا تفاوت أعمار الدارسات، فبعض المواد تخاطب دارسات كبيرات لديهن معلومات سابقة عن الحياة مثل الحياة الزوجية والأحكام الدينية وغيرها، ولا تستوعبها الدارسات الصغيرات ممن تجاوزن سن القبول في مدارس التعليم العام، ولسن كبيرات بما فيه الكفاية ليفهمن ما يدور عن الدرس.
ومن الصعوبات أيضا رفض بعض الدارسات، وعدم اقتناعهن ببعض المواد مثل الرياضيات والعلوم الاجتماعية والعلوم والاقتصاد المنزلي والإنجليزي، فهذه المواد حسب اعتقادهن لا ضرورة لها، فهدفهن تعلم القراءة والكتابة وأمور دينهن، ومن الصعوبات بالنسبة للمعلمات خاصة نحن حاملات الثانوية العامة ليس قلة الراتب فحسب، بل عدم الاستقرار الوظيفي فنحن مهددات بإنهاء العقد في أي وقت ولا اعتبار لما قمنا به من جهود ومتاعب، ولا اعتبار لسنوات الخبرة الطويلة التي قضيناها في تعليم فئة غالية على قلوبنا من أمهاتنا وأخواتنا، مقترحة على الجهات المختصة فصل الدارسات الصغيرات اللاتي هدفهن مواصلة تعليمهن، ومحاولة اللحاق بمن هن في أعمارهن، واختصار سنوات الدراسة للوصول إلى المرحلة المتوسطة سريعا، وفصل مواد الدراسة عن الدارسات الكبيرات اللاتي هدفهن تعلم القراءة والكتابة والقرآن والعلوم الدينية فقط.
المناهج الدراسية
وأشارت إحدى معلمات محو الأمية في جدة إلى أن هناك معوقات تواجه محو الأمية في المملكة أهمها المناهج الدراسية، حيث تواجه الغالبية مشكلة في مادة الرياضيات، وفي المقابل كثير من الكبيرات يقبلن على تعلم القراءة والكتابة حتى يتمكن من قراءة القرآن الكريم وكتابة بعض المصطلحات البسيطة، علما بأن هناك من وصلن للدراسة الجامعية من اللائي بدأن الدراسة في سن ال11 وما فوق.
وذكرت معلمة أخرى في أحد مراكز محو الأمية في جدة أن أكثر ما يحبط المعلمات أنظمة العقود التي تفتقر للأمان الوظيفي، فضلا عن تدني الرواتب (الجامعية 3000 والثانوية العامة 2500 ريال)، وقصر مدة الحصة (30 دقيقة) والدوام المسائي، والظروف الاجتماعية والأسرية التي لا تسمح لكبيرات السن بالاستمرار في الدراسة.
معوقات تعليم الكبار
وفي معرض آراء المسؤولين والمسؤولات في تعليم الكبار ومحو الأمية عن التجربة، أكدت مديرة إدارة تعليم الكبيرات في إدارة الإشراف التربوي في جدة رحمة إدريس أن المملكة تسعى بخطى حثيثة للقضاء على الأمية في جميع مدن وقرى المملكة، حيث تم تنفيذ برنامج «مجتمع بلا أمية» الذي يهدف إلى القضاء على الأمية الأبجدية بين الأميين والأميات، وقد لاقى هذا البرنامج إقبالا كبيرا من الدارسات، مما أدى إلى تدني وتقلص في نسبة الأمية في محافظة جدة.
وعن أبرز معوقات تعليم الكبار، أشارت إلى قلة وعي المواطنين والمواطنات بأهمية التعليم والالتحاق بمحو الأمية، وعدم الإلزامية في تعليم الإناث، إضافة لعدم وجود قاعدة بيانات بأعداد مواقع تمركز الأميات في المحافظة ومندوبياتها، وعدم ارتباط برامج الأمية بالمهارات الحياتية للدارسات ومتطلبات سوق العمل، وتسرب الدارسات بعد الالتحاق بالفصول الدراسية وقبل الانتهاء من البرنامج لأسباب مختلفة، مرجعة أسباب ذلك إلى عدم مشاركة ومساهمة جميع القطاعات الحكومية والأهلية في العمل على نشر ثقافة محو الأمية والسعي إلى محاربتها، ووجود فجوة بين برامج محو الأمية المقدمة ومتطلبات العمل والسوق، ما يفقد أهمية التعليم والتحاق الأميات بمحو الأمية، وكثرة أعداد المقيمين من غير السعوديين في المملكة وإقبالهم على التعليم في محو الأمية مما يزيد من نسب تزايد الأمية وزيادة الجهد على تقليصها.
وبينت أن بعض الملتحقين بتعليم الأمية يشتكون من سوء المناهج وفصول الدراسة، كون مراكز محو الأمية ملحقة بمباني التعليم العام صباحا وغير مخصصة لتعليم الكبيرات، فلا تتناسب مع الكبيرات والخصائص العمرية والجسدية لهن، وموقع الفصول في الدور العلوي وحجم المقاعد لا يتناسب مع الدارسات خاصة في المدارس الابتدائية، لافتة إلى أن هناك فرصا حيث يمكن للراغبات من خريجات محو الأمية وتعليم الكبيرات للالتحاق بالمدارس المتوسطة والثانوية لتعليم الكبيرات وكذلك الالتحاق بالمرحلة الجامعية.
وبينت أن للإدارة مرئيات حول الأمية منها: اقتراح خطة وطنية مركزية لنشر ثقافة محو الأمية، وأهمية التحاق الأميات خاصة السعوديات بمراكز تشارك فيها جميع الوزارات الحكومية وتشرف عليها جهة مختصة، وتفعيل دور وسائل الإعلام في نشر ثقافة محو الأمية وتعليم الكبيرات، وزيادة الحوافز المادية وتوافر فرص عمل لخريجات محو الأمية، بالإضافة إلى ربط برامج محو الأمية بالمهارات الحياتية للدارسات واقتران المناهج بمتطلبات سوق العمل.
برامج تعليمية وصحية
مدير عام التربية والتعليم في منطقة الباحة سعيد مخايش، أشار إلى أن عدد الطلاب الملتحقين بحملة محو الأمية أكثر من 360 متعلما، جميعهم يتلقون الخدمات التعليمية في أكثر من 35 مركزا في بادية بني كبير وجرب وفي محافظتي العقيق وبلجرشي، موضحا أن الحملة تنفذ جملة من البرامج التوعوية والاجتماعية والصحية بشقيها البشري والبيطري، وذلك بمشاركة عدة جهات منها الشؤون الصحية، الشؤون الاجتماعية، وزارة الزراعة، وزارة الشؤون الإسلامية والجمعيات الخيرية، مبينا أن حملة محو الأمية ساهمت برامجها في رفع مستوى الملتحقين بها من الجوانب المعيشية، الثقافية، الاجتماعية، والصحية.
صعوبة المقررات
ويرى مدير تعليم الكبار في إدارة التربية والتعليم في الطائف عوض الزايدي أن من أبرز المعوقات التي تواجه العملية التعليمية في تعليم الكبار، هي صعوبة مقررات المنهج وكثافته بالنسبة للدارسين، نظرا لاختصار مرحلة الأمية لعامين فقط، إضافة إلى عدم موافقة المنهج لقدرات وميول الدارسين، وعدم رغبتهم في الجلوس على المقاعد حيث يرغبون الجلوس على الأرض (التعليم التقليدي). وعن المعوقات التي تواجه المعلمين أشار الزايدي أولا إلى عدم الرغبة لدى البعض من الأميين في الالتحاق بالدراسة لكبر سنهم، وعدم ملاءمة المناهج لمتطلبات الدارسين، وكذلك إجهاد المعلم لنفسه في طلب العمل الليلي وهو على رأس العمل في المدارس النهارية، مقترحا هنا التعاقد مع المعلمين غير المرتبطين بعمل كما كان سابقا.
ومن المعوقات أيضا عدم وجود معلمين مختصين ومؤهلين لتدريس كبار السن، لجهة معرفة خصائصهم النفسية والاجتماعية، إضافة إلى عدم تفعيل الجانب الإعلامي للتعريف بأهمية التعليم والتعليم النظامي، فيما يشتكي العديد من معلمي مراكز محو الأمية من تضارب الآراء بين وزارة التربية والتعليم والتأمينات الاجتماعية، حيث إن الأولى كانت تستقطع منهم 5 في المائة من مرتباتهم لصالح التأمينات الاجتماعية التي تنفي احتساب تأمينات للمعلمين والمعلمات المتعاقد معهم بموجب عقود برامج محو الأمية وتعليم الكبار، بسبب عدم وجود موافقة صريحة من وزارة المالية على الالتزام بسداد حصة صاحب العمل، ولكن وزارة التربية والتعليم وجهت أخيرا بتعديل صيغة العقد المبرم مع المتعاقد معهم بموجب عقود برامج محو الأمية وتعليم الكبار، واسترداد ما تم استقطاعه من رواتب من قبل المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية.
وعن آلية التوظيف في مراكز تعليم الكبار، أوضح أن هناك نوعين: مراكز التعليم النظامي في الفترة المسائية، ومراكز محو أمية يتم التعاقد فيها مع المعلم غير المرتبط بعمل من خريجي الجامعات لمدة عام كامل يشتمل على إجازة 36 يوما، ويحق لمن يرغب في مواصلة الدراسة في الصف الثاني محو أمية في العام الذي يليه، وفيه يتم حصر الأميين عن طريق نفس المعلم بإحضار عشرة دارسين أميين داخل المدينة أو خمسة خارج المدينة، ويتم التعاقد مع المعلم المشارك بالحصر بعد الرفع للوزارة للموافقة على التعاقد وهنا يمنح الدارس مبلغ 1000 ريال بعد اجتيازه المرحلة. أما عن التوظيف المسائي في مراكز التعليم النظامية، فيتم التعميم على المدارس الابتدائية داخل المحافظة وخارجها لمن يرغب التدريس في المراكز النظامية وفق الضوابط والشروط.
ارتداد الأمية
وفي رأي مدير إدارة تعليم الكبار في منطقة المدينة المنورة عبد العزيز عبد الله طباخ أن نسبة الأمية في المملكة لا يمكن تقليلها، كما لا يمكن عمل مسح شامل لانتهاء الأمية، لأن هناك ارتدادا في الأمية لوجود بعض الأميين الذين ينسحبون من التعليم ولا يكملون مسيرتهم التعليمية في محو الأمية. وعن مستقبل معلمي ومعلمات محو الأمية، أكد على استمرار عمل معلمات ومعلمي محو الأمية في أماكنهم «لأننا نعمل على محو أمية القراءة والكتابة، وهناك الأمية الحضارية التي تكمن في تعليم الحاسوب، وعلى سبيل المثال لا الحصر تعليم الصياد على مهنة الصيد بطرق علمية وحديثة ومتطورة».
وعن بطء تجربة المملكة في محو الأمية مقارنة ببعض الدول، أوضح أنها ليست بطيئة، فقد أعددنا برامج لمحو الأمية وبدأنا بأنفسنا في وزارة التربية والتعليم، حيث محونا أمية المستخدمين والعمال في الوزارة، وأعلنا أن الوزارة خالية من الأمية، وبعد ذلك انتقلنا إلى الوزارات الأخرى حتى استطعنا أن نمحو الأمية الموجودة فيها، ثم اتجهنا بعدها إلى عدة جهات وعملنا على محو الأمية فيها، ثم عملنا على المدن حتى استطعنا أن نعلن أن منطقة المدينة المنورة مدينة خالية من الأمية لعام 1426ه، حيث قمنا بتخريج 14300 طالبة وطالب من محو الأمية وقد نجح المشروع نجاحا باهرا على مستوى العالم الإسلامي، ولقي عدة جوائز نظير النجاح الذي حققه.
وحول شكوى بعض الملتحقين بتعليم محو الأمية من سوء المناهج وفصول الدراسة، أوضح الطباخ أن المناهج في تطور دائم ومستمر، والكتب الدراسية مصممة بشكل يكفل للجميع سهولة القراءة بسبب كبر حجم الحروف المكتوبة، ومصممة بصور تساعد على القراءة والكتابة، فيما نحاول قدر المستطاع توفير الجو المناسب والمناهج المناسبة لطلاب محو الأمية حتى يستطيعوا أن يتقنوا القراءة والكتابة، وهذا هو هدفنا الأساسي أن نمحو أمية القراءة والكتابة من المجتمع، لافتا إلى أن الأعمار التي تنضم إلى صفوف محو الأمية، تبدأ من سن ال11 إلى سن ال50 وهذه هي الفئة العمرية التي يتم توجيه برامج محو الأمية لها، أما من هم فوق ال50 فهؤلاء يتم انضمامهم رغبة منهم في العلم.
اعتذار المعلمين في الليلي
ومن جانبه، أوضح مدير إدارة تعليم الكبار في إدارة التربية والتعليم في منطقة تبوك محمد بن سعيد القحطاني أن الإدارة تنفذ حاليا 105 برامج لمجتمع بلا أمية يستفيد منها 1167 دارسا، فيما يقام 28 مركزا لمحو الأمية يستفيد منها 300 دارس تقريبا، وجميع معلمي برنامج مجتمع بلا أمية خريجو جامعات تم التعاقد معهم ويتقاضون مكافأة مقطوعة قدرها 3400 ريال، ويعملون بمعدل ثلاث ساعات يوميا، وسوف يستمر البرنامج للفترة المحددة من قبل وزارة التربية والتعليم لمدة عشر سنوات بدأت منذ العام 1427ه، وفي حال انتهاء البرنامج سيتم انتهاء عقود المعلمين.
أما فيما يتعلق بالعوائق التي تواجه تعليم الكبار، أشار إلى أنها تتركز في اعتذار الكثير من المعلمين عن إكمال التدريس في القسم الليلي، إضافة لتسرب العديد من الدارسين وضعف المبالغ المخصصة للزيارات الإشرافية والفنية على مدارس تعليم الكبار. وحول المطالب التي يتطلع لها العاملون في مجال تعليم الكبار لتطوير العمل والارتقاء بمستوى أداء العاملين في هذا المجال، شدد على ضرورة زيادة الكادر الإشرافي لتعليم الكبار، ومنح حوافز أكبر للمعلمين وكذلك الدارسين لتشجيعهم على الالتحاق ببرامج محو الأمية وتعليم الكبار. عدد من المعلمين في تعليم الكبار قالوا إن المكافآت التي يتقاضونها عن تعليمهم في المدارس الليلية لا توازي حجم الجهد الذي يبذلونه مطالبين بزيادتها، إضافة لمنحهم حوافز واحتساب خبرتهم في مجال تعليم الكبار في المفاضلة على الوظائف الإدارية والإشرافية، فيما يطالب الدارسون بمنحهم مكافآت شهرية بدلا من المبلغ الذي يخصص لمن يجتاز المرحلة الابتدائية البالغ 1000 ريال .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.