كان من المفترض أن تنطلق موجة تظاهرات ضد المغنية العالمية بيونسيه في شوارع ولاية نيويورك الأميركية احتجاجاً على أغنيتها الجديدة «فورمايشن» التي تنتقد عنف الشرطة الأميركية و«عنصريّتها» تجاه ذوي البشرة السمراء، إلا أنّ أحداً لم يظهر سوى ثلاثة أشخاص. وتوقعت صحيفة «اندبيندنت» البريطانية أن منظمو الاحتجاج ضد بيونسيه ندموا على جذب الاهتمام الدولي إلى الحدث الذي وصف بانه «الأسوء»، بعد تجمع ثلاثة أشخاص فقط. واعتَمدت المجموعة الداعية إلى التظاهرات، شعارات عدة لكسب المزيد من المتضامنين الأميركيين مثل: «إذا شعرت بصفتك أميركياً بإهانة مما فعلته بيونسيه، انضم إلينا. وإذا كنت تؤمن بأن حركة (بلاك بانثرز) تدعو إلى العنف والكراهية، فانضم إلينا ودعنا نتوحد في محاربتها ونقول، لا لخطاب الكراهية والتحريض في (السوبر باول) مرة أخرى». ومن غير الواضح من هي المجموعة، لكن الصفحة التي نشرت عليها الدعوة لارتداء ملابس باللون الأزرق والتظاهر أمام مقر «اتحاد كرة القدم الأميركي» بنيويروك، مرتبطة بحسابات «تويتر» و«فايسبوك» لمجموعة تطلق على نفسها «برواد اوف ذا بلوز»، ويبدو أن لا أحد تقريباً تفاعل مع مشاعرهم حول الأداء سوى رجلين وامرأة فقط، بحسب الصحيفة. وحاول واحد من الثلاثة المتجمعين إلقاء اللوم على توقيت التظاهرة وعلى الطقس، وقال «من الغريب أن فقط اثنان منا، هنا اليوم»، وأضاف متحدثاً إلى موقع «ذا كت»: «كان من المقرر أن نجتمع اليوم في الفترة بين الساعة الثامنة والرابعة لكنه يوم عمل، والوقت غير مناسب»، وأضاف «تساقط المطر لم يساعد تجمع المتظاهرين». وعلى رغم ذلك، تجمع عدداً من أنصار بيونسيه أظهروا الإعجاب بما فعلته أكثر من الاحتجاج، حاملين لافتات بشعارات مثل: «أوقفوا وحشية الشرطة»، و«المؤيدين للسود ليسوا ضد البيض»، وحمل أحدهم لافتة كتب عليها «فقط لأنك لا تريد أن تتحدث، لايعني أن أصمت». وأثيرت الانتقادات ضد بيونسيه بعد العرض الذي قدمته خلال استراحة الشوطين في المباراة النهائية لكرة القدم الأميركية «سوبر باول» في ولاية نيو أورليانز، مع أداء على شكل تحية إلى حركة «بلاك لايفز ماتر»، المدافعة عن حقوق ذوي البشرة السمراء، برفقة راقصات يرتدين قبعات سوداء ويرفعن أياديهن مثل ناشطات حركة «بلاك بانثرز» (الفهود السود)، حركة راديكالية للمطالبة بحقوق السود المدنية. وألقت الراقصات تحية على شكل «إكس» إلى الحقوقي مالكولم إكس الأميركي من أصل إفريقي، الذي اغتيل في العام 1965 وهو في ال 39 من العمر لدفاعه عن حقوق أبناء بشرته. ويتطرق فيديو كليب الأغنية أيضاً إلى حادث مقتل الشاب الأميركي - الأفريقي الأعزل مايكل براون برصاص الشرطة في مدينة فيرغسن في ولاية ميزوري وسلسلة القضايا المماثلة التي تلت هذه الحادثة. وفقاً لسجلات صحيفة «ذا غارديان» البريطانية، توفي 47 شخصاً صعقاً بالكهرباء على يد رجال شرطة، فيما توفي 33 دهساً بسيارات الشرطة وقُتل 36 في السجون، وتلقى شخص آخر ضربة قاتلة في الرأس خلال مشاجرة مع شرطي، فيما سجلت ولاية كاليفورنيا 183 حالة وفاة نتيجة حوادث إطلاق النار. وقالت الحكومة الأميركية أن «بعض الوفيات كان مثيراً للجدل»، على اعتبار أن عدداً من القتلى كانوا مشاركين في حركات احتجاجية. وسُجلت العام الماضي 464 حالة وفاة لمواطنين، كان 22 في المئة منهم غير مسلحين.