تنطلق الثلثاء المقبل موجة تظاهرات ضد المغنية العالمية بيونسيه في شوارع ولاية نيويورك الأميركية احتجاجاً على أغنيتها الجديدة «فورمايشن» التي تنتقد عنف الشرطة الأميركية و«عنصريّتها» تجاه ذوي البشرة السمراء الذين قُتل العشرات منهم على أيدي أفرادها، وهي المرة الأولى التي توجه فيها المغنية رسائل سياسية بهذه القوة، ما اعتبره البعض «صفعة قوية» للشرطة. وذكرت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) عبر موقعها الإلكتروني أن مجموعة مناهضة للمغنية ستُنظّم احتجاجاً خارج مقر «اتحاد كرة القدم الأميركي» في نيويورك، خصوصاً بعدما احتج رئيس بلدية الولاية السابق رودي جولياني على الأغنية التي «لم توجه رسالة اتحاد في عرضها ولم تدعُ ذوي الأصول الأفريقية إلى احترام الشرطة». وكان موقع «بيزنس إنسايدر» الأميركي ذكر أن الكثير من معجبي الفنانة الأميركية أطلقوا دعوة إلى مقاطعة أغنياتها. وقدمت بيونسيه العرض خلال استراحة الشوطين في المباراة النهائية لكرة القدم الأميركية «سوبر باول» في ولاية نيو أورليانز، مع أداء على شكل تحية إلى حركة «بلاك لايفز ماتر» ،المدافعة عن حقوق ذوي البشرة السمراء منذ سنة ونصف السنة، برفقة راقصات يرتدين قبعات سوداء ويرفعن أياديهن مثل ناشطات حركة «بلاك بانثرز» (الفهود السود) وهي حركة راديكالية للمطالبة بحقوق السود المدنية. وألقت الراقصات تحية على هيئة «إكس» إلى الحقوقي مالكولم إكس الأميركي من أصل إفريقي، والذي اغتيل في العام 1965 بعمر ال 39 لدفاعه عن حقوق أبناء جلدته. ويتطرق فيديو كليب الأغنية أيضاً إلى حادث مقتل الشاب الأميركي – الإفريقي الأعزل مايكل براون برصاص الشرطة في مدينة فيرغوسن بولاية ميزوري وسلسلة القضايا المماثلة التي تلت هذه الحادثة. واعتَمدت المجموعة الداعية إلى التظاهرات شعارات عدة لكسب المزيد من المتضامنين الأميركيين مثل: «إذا شعرت بصفتك أميركياً بإهانة مما فعلته بيونسيه انضم إلينا، وإذا كنت تؤمن بأن حركة (بلاك بانثرز) تدعو إلى العنف والكراهية فانضم إلينا ودعنا نتوحد في محاربتها ونقول، لا لخطاب الكراهية والتحريض في السوبر باول مرة أخرى». وكتبت امرأة على صفحة المغنية عبر «فايسبوك»: «بصفتي زوجة ضابط شرطة، شعرت بالإهانة بسبب الأغنية»، وعلق آخر عبر «تويتر»: «هذه ليست أغنية، إنها سيئة جداً، في نظري هذا العمل الفني الأسوأ الذي قامت به بيونسيه». ووصفت شيري الأغنية ب«العنصرية»، فيما أبدت ماري «تضامنها مع الشرطة». لكن في مقابل هذه الانتقادات أشاد كثيرون بأداء ورسالة بيونسيه مثل أوبال تومتي التي شاركت في تأسيس حركة «بلاك لايفز ماتر»، وذلك عبر تغريدة في حسابها على «تويتر». وقالت أحد المدافعات عن بيونسيه: «عندما تقرر امرأة ذات بشرة سمراء الدفاع والتحدث بلسان النسوة من بنات جلدتها، فهذا بسبب صمتهن تجاه الظلم الممارس ضدهن»، وعلقت أخرى مؤيدة للأغنية: «بعض الناس قد لا يحبون العمل، ولكن بيونسيه صوّرت الأغنية بطريقة مختلفة وصحيحة». وسيعتمد المحتجون في تظاهراتهم لباساً باللون أزرق لتمييزهم عن مناصري بيونسيه الذي سيرتدون اللون الأسود. وظهرت بيونسيه في لقطة من الأغنية فوق سيارة شرطة غارقة في المياه، وتُظهر لقطة أخرى طفلاً يرقص وخلفه مجموعة من ضباط مكافحة الشغب، وظهرت في بعض المشاهد ابنتها بلو إيفي كارتر وهي ترقص مرتدية فستاناً أبيض. المغنية المولودة في مدينة هيوستن بولاية تكساس من والدين متحدرين من ولايتي لويزيانا وألاباما الواقعتان جنوبالولاياتالمتحدة، والمعروفتان بتاريخهما الاستعبادي، تُشبّه نفسها في الأغنية ب «بيل غيتس أسود ناشئ»، في إشارة إلى مؤسس «مايكروسوفت» الذي خاض مجال الأعمال الخيرية، مؤكدة أنها لم تنس يوماً جذورها. وبلغ عدد الأشخاص الذين قتلوا من جانب سلطات إنفاذ القانون في الولاياتالمتحدة العام المنصرم، 1000 قتيل، بعد قيام رجال شرطة في مدينة أوكلاند بولاية كاليفورنيا، بإطلاق النار على رجل زعموا أنه صوّب البندقية عليهم فقتلوه. وقالت إدارة الشرطة عبر حسابها في «تويتر»، أن «رجال الشرطة أطلقوا النار»، من دون ذكر اسم الضحية. ووفقاً لسجلات صحيفة «غارديان» البريطانية، توفي 47 شخصاً صعقاً بالكهرباء على يد رجال شرطة، فيما توفي 33 دهساً بسيارات الشرطة وقتل 36 في السجون، وتلقى شخص آخر ضربة قاتلة في الرأس خلال مشاجرة مع شرطي، فيما سجلت ولاية كاليفورنيا 183 حالة وفاة نتيجة حوادث إطلاق النار، وقالت الحكومة الأميركية، أن بعض الوفيات كان مثيراً للجدل، كونه كان مشاركاً في حركات احتجاجية. وسُجلت العام الماضي 464 حالة وفاة لمواطنين، كان 22 في المئة منهم غير مسلحين.