منذ أن سمعنا خطابك أيها الوالد الرائع ومنذ أن رأينا غضبك وحزنك على الضحايا الأبرياء الذين ذهبوا ضحية للطمع وعدم الأمانة والاستهتار بمعنى المسؤولية «المجتمعية» و«الإنسانية» التي لم يحملوها كما ينبغي ويتطلب الأمر. لم يخالجنا أدنى شك في أنك غاضب وغاضب جداً، غاضب لأن الدولة لم تقصر في بذل الأموال لإصلاح البنى التحتية وغاضب من رجال كنا نعتقد أنهم يؤدون واجباتهم. وبالأمس لم نستغرب أوامرك بإحالة جميع المتهمين إلى القضاء كائناً من كان وهذه الجملة بالتحديد مازلنا نرددها ونحن سعداء ومطمئنون أن حق الضحايا الأبرياء والمتضررين لن يضيع وأنت بيننا يغضبك ما يغضبنا ويحزنك ما يحزننا ويصدمك ما يصدمنا ونحن على ثقة بأنك لن تأخذك في الله لومة لائم. القرار الرائع حمل أكثر من معنى ومن دلالات، وهو ذو أهمية خاصة تتعلق بفاجعة بل كارثة سيول جدة وأهمية عامة باستثناء العفو في قضايا الفساد الإداري والمالي، والذي سيطبق على الجميع من دون استثناء. وطننا لا يحتاج إلا إلى الشرفاء الأتقياء المتعففين، والذين يتحملون مسؤولية مناصبهم التي سيحاسبهم الله عليها وعلى كل قرش دخل جيوبهم من دون وجه حق وعلى كل أم ملتاعة فقدت في غمضة عين أطفالها بلا سبب سوى الجشع والطمع وعدم تحمل المسؤولية. ختاماً لا أملك وأنا من ضمن ملايين إلا أن أدعو لك أن يرزقك الله البطانة الصالحة وأن يجعل هذا القرار بداية رائعة لوطن يحمل الكثير من الخيرات والكثير من الطيبة ويستحق أهله وأصحابه وضيوفه أن يعيشوا بأمان وأن يذهبوا إلى مدارسهم وأعمالهم وبيوتهم من دون خوف وأن يفرحوا بالمطر هدية رب العالمين من دون خوف من أن يغرقوا في شارع ليس فيه تصريف مناسب بحسب المواصفات العالمية المطلوبة. يكفينا فخراً وسعادة أيها الوالد العادل المحبوب أنك بدأت قرارك التاريخي هذا والذي لن ننساه في فاجعة سيول جدة بقول الحق جل جلاله «إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً». [email protected]