تحولت المنافسة الانتخابية التي حصلت في بيروت والبقاع، الأحد الماضي، لا سيما في المناطق المسيحية، الى مبارزة كلامية حول قراءة نتائجها وأرقامها، بين زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون والقادة المسيحيين في «قوى 14 آذار»، خصوصاً رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي رأى ان هذه النتائج افضل لقوى 14 آذار من الانتخابات النيابية العام الماضي «بسبب أكثرية مسيحية واضحة وموصوفة في صفوف 14 آذار». وإذ فند جعجع بعض الأرقام في بيروت والبقاع معترفاً بأن النتائج كانت افضل لمصلحة «قوى 8 آذار» في البقاع الغربي، دعا العماد عون الى الاعتراف بالنتائج ايضاً. ورد الأخير عصراً على جعجع مؤكداً انه راض عن النتائج لكنه سيتقدم بطعن قانوني في بعضها امام مجلس شورى الدولة. غير انه رفض التعليق على ما قيل عن تخلي حلفائه عنه، واصفاً كلام جعجع من دون ان يسميه بأنه «غير مسؤول»، ومشبهاً إياه شخصياً «بالطاووس». وفيما قال الرئيس السابق رئيس «حزب الكتائب» أمين الجميل انه راض عن النتائج التي حققها حزبه، رأى وزير الدولة ميشال فرعون الذي لعب دوراً رئيساً في اتصالات التوافق ثم في المنافسة التي حصلت مع عون في الأشرفية، أن على الأخير محاسبة ماكينته الانتخابية بعد النتائج التي حصدها على صعيد المخاتير. وبينما انتقل الاهتمام الى صوغ التحالفات أو الائتلافات في المرحلة الثالثة في الجنوب في 23 الجاري والمرحلة الرابعة في الشمال في الانتخابات البلدية، فإن الاستراحة الانتخابية لهذا الأسبوع ستتيح التركيز على مواضيع أخرى محلية كالموازنة التي يبحثها مجلس الوزراء في جلسة استثنائية غداً والتي يفترض ان تثير جدلاً، وأخرى خارجية في ظل التحركات الإقليمية المتسارعة التي تجري وتشمل زيارات مسؤولين غربيين للبنان ومنهم وزير الخارجية الإسباني ميغيل انخيل موراتينوس غداً الخميس في إطار جولة له في المنطقة، على ان تستقبل بيروت وزير الدفاع الفرنسي هيرفي موران بدعوة من نظيره اللبناني نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر لإجراء محادثات حول المساعدات العسكرية للجيش اللبناني وتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتفقد الوحدة الفرنسية العاملة في إطار قوات الأممالمتحدة في جنوب لبنان. كما يزور بيروت أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الثلثاء المقبل. وتوقعت مصادر مطلعة ان يشهد الأسبوع المقبل اتصالات بين بيروتودمشق لاستطلاع المعطيات الإقليمية بعد قمة اسطنبول وزيارة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف دمشق، التي يفترض ان يزورها وزير الأشغال والنقل غازي العريضي موفداً من رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط، الذي كان زار الكويت والأردن. وأشارت المصادر الى ان التحرك اللبناني الخارجي سيزداد كثافة مع توجه رئيس الحكومة سعد الحريري نهاية الأسبوع المقبل الى واشنطن في زيارة رسمية ينتظر ان يلتقي خلالها الرئيس باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وعدداً من المسؤولين الأميركيين على مدى يومين على ان ينتقل الى نيويورك ليلقي كلمة في اجتماع لمجلس الأمن (يرجح ان تكون في 27 الجاري)، باعتبار ان لبنان يرأس المجلس لهذا الشهر، بعد ان يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وتأتي زيارة الحريري للولايات المتحدة في ظل استمرار التحركات الخارجية لخفض التوتر في المنطقة بعد التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان وسورية، وإثر ما تردد عن عدم الارتياح الأميركي لتصريحات رئيس الحكومة حيال الاتهامات بأن «حزب الله» حصل على صواريخ «سكود»، والذي أبدى خشية فيها من ان تكون هذه الاتهامات شبيهة بتلك التي أشارت الى امتلاك النظام العراقي السابق أسلحة دمار شامل لم يعثر عليها بعد اجتياح العراق. وأمس أصدر المكتب الإعلامي للحريري بياناً رداً على تقارير صحافية نسبت إليه قوله أمام شخصيات لبنانية انه «مع ان تقتني المقاومة في لبنان كل ما يمكنها من الدفاع عن حدود لبنان وسيادته بما في ذلك صواريخ سكود» ان ما نشر على لسان رئيس الحكومة هو «في إطار الكلام المنسوب وغير الصحيح». وبموازاة ذلك قام المنسق الخاص بلبنان في الأممالمتحدة بزيارة الى القاهرة أمس، واجتمع مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وقال وليامز ان البحث «تناول الوضع في المنطقة والدور الدقيق الذي تلعبه مصر في هذا الإطار، ومصر بالنسبة الى الأممالمتحدة شريك مهم في المنطقة وعالمياً». وأوضح ان البحث تطرق الى «التوترات التي ظهرت اخيراً بين إسرائيل ولبنان وفرقاء إقليميين آخرين في المنطقة واتفقنا على الحاجة الى احترام وتطبيق القرار الدولي رقم 1701 وكل قرارات الأممالمتحدة وتحقيق تقدم في هذا المجال». وبعد لقائه موسى قال ان البحث تناول الوضع في لبنان ودعم الجامعة العربية للمفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين. كما تطرق البحث الى تطبيق القرار 1701 ودعم الجامعة لذلك.