انتقد المشرف العام على القناة الثقافية المذيع عبدالعزيز العيد، ما وصفه ب«الحسابات الشخصية» في تكريم الإعلاميين الأحياء. وقال خلال تكريم المذيع الراحل بندر الدوخي: «لن يكرم إعلامي حي إذا لم توجد مؤسسة معنية بالإعلاميين، فهناك حسابات شخصية، ولن يكرم إلا المَرْضِي عنهم». وأضاف العيد، في كلمة ألقاها خلال حفلة التكريم التي أقامها «الملتقى الثقافي»، الذي يشرف عليه الدكتور سعد البازعي، في جمعية الثقافة والفنون بحي المعذر، أن «الإعلاميين محاربون، والمسؤولين الإداريين يغارون من المذيعين، ولا يريدون أن يكرموا». وبين العيد أن هذه الأمسية هي الوحيده في حياته ومماته أقيمت من أجل بندر الدوخي، «صاحب الصوت الباقي وإن رحل الجسد»، مشيراً إلى أن غموضه «جزء من تعلقنا به. وكان يقول: «جمال المذيع في غموضه لدى المستمع». وشدد على أن الدوخي «شخصية إبداعية، وصوت شجي يجذبني حينما يكون في حال من الهدوء والتجلي، وأحياناً ينسى أن يقفل باب الأستوديو». وتناول حسن حمدان، أحد أقارب الراحل، جوانب شخصية من حياته. وقال: «ولد بندر في ضباء، وهو معلمي الأول، واستفدت الكثير منه، وسأتناول جانبه الإبداعي، إذ كان يقبل تنوع المجتمع واختلافاته، ولا يوجد عنده رفض أو قبول، بل هو منفتح على الآخرين، واستفاد من حضوره مجالس والده في ضباء حينما كان والده أميراً عليها». وأبان حمدان أن روح الفنان تعيش داخله، وكان «محباً للعلم والتعلم والاطلاع وتوسعة ثقافته، وحبه لحياة البساطة، على رغم أنه كان يعيش مع علية القوم». ووصف الدوخي بأنه «الاجتماعي الذي يحب الوحدة، ويمضي غالبية الوقت مع الكتب في مكتبته الخاصة». ولفت إلى بدايته مع بداية الإذاعة، حينما كان مديرها زهير الأيوبي، وكانت في شارع الفرزدق، واشتهر برنامج «صبَّحكم الله بالخير». كما مثَّل وأنتج. وحرص على البحث والتحري ودقة المعلومات، وقضى الكثير من الساعات لأجل ذلك، وكان متنوعاً معرفياً وثقافياً. بدوره، قال صديق الراحل وزميله المذيع عبدالله الزيد: «إن بندر الدوخي هو نكهة إذاعة الرياض، وتتحقق فيه صفة المذيع الحقيقي»، مختصراً الدوخي ب«دماثة تمشي على رجلين، وكان يشتغل في معلم ثقافي (إذاعة الرياض)، وهو منضبط ومتقن في عمله وبرامجه. وفي العمل كان دقيقاً في علاقاته، ومميزاً ونوعياً في اختيار البرامج والأداء الصوتي، وهو مؤهل وجميل، وليس هناك مذيع لا يحلم ولا يشتاق إلى الخروج على الشاشة، إلا أن الدوخي رفض العمل في التلفزيون، وحتى إجراء المقابلات والحوارات الصحافية كان يرفضها». من جهته، طالب الدكتور سعد البازعي بأن «لا يكون ملتقانا تأبيناً، بل لنكتشف عوالمه (بندر الدوخي) الإبداعية والجمالية»، مطالباً بمزيد من الفعاليات «لنسلط الضوء عليه». وأشار إلى أن الدوخي «علم في التاريخ الإذاعي، لم يأخذ ما يستحق في حياته، وتعرفت عليه حينما كنت في الجامعة، وشدنا إلقاؤه للشعر، وأحاول أن أربط شعره بالحداثة في الثمانينات الميلادية، إذ أسهم في بث الروح وكسر الرتابة الشعرية في تلك الفترة، واختياره للقصائد في نشر ذائقة شعرية منفردة، وتنمية الحركة الأدبية والإضافة إلى المشهد الثقافي». بدوره، قال رئيس جمعية الثقافة والفنون سلطان البازعي: «إن الجمعية تحاول أن تكرم الرموز الفنية. وسنصدر عملاً توثيقياً عن بندر الدوخي»، مطالباً زملاء الراحل بتقديم شهادتهم عنه.