واصل المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل وضع اللمسات الأخيرة على المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، وتحديداً صيغتها وأولوياتها، بانتظار اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اليوم لاقرار المشاركة في المفاوضات. ولهذه الغاية، التقى ميتشل الرئيس محمود عباس في رام الله مساء امس، بعد ساعات على لقائه رئيس اسرائيل شمعون بيريز الذي كرر موقف حكومته بضرورة إعطاء «الترتيبات الأمنية» الأهمية القصوى في المفاوضات. وذكرت مصادر فلسطينية مطلعة ل «الحياة» ان عباس ابلغ ميتشل ان اللجنة التنفيذية ستبحث اليوم قبول العرض الاميركي باستئناف المفاوضات غير المباشرة والتعهد باتخاذ اجراءات ضد أي طرف يقوم بأعمال استفزازية اثناء المفاوضات. واضافت ان الجانب الفلسطيني طالب بالدخول فوراً في المفاوضات على الحدود، كما طالب بخطوات ذات معنى مثل اطلاق الاسرى الذين اعتقلوا قبل اتفاق اوسلو، ورفع الحصار عن غزة، وازالة الحواجز العسكرية من الضفة فور بدء المفاوضات. وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الدكتور صائب عريقات عقب اللقاء ان ميتشل سيعود مساء اليوم الى رام الله للاستماع الى الموقف الفلسطيني من استئناف المفاوضات، كما سيعود صباح غد للقاء عباس. وفيما يشدد الجانب الفلسطيني على اولوية بحث قضية الحدود خلال المفاوضات، فان اسرائيل تتمسك بأولوية الامن. وفي هذا الصدد، اكد بيريز لميتشل خلال لقائهما امس ان ثمة «اهمية كبرى لحل القضايا الامنية التي هي أساس المفاوضات»، خصوصاً على خلفية ما حصل في قطاع غزة من اطلاق صواريخ بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي منه وتفكيك المستوطنات، مضيفاً ان اسرائيل ملتزمة تحقيق السلام وتطبيق حل الدولتين. في غضون ذلك، واصل وزراء إسرائيليون توقع فشل المفاوضات غير المباشرة، فيما كتبت صحيفة «هآرتس» ان وزارة الخارجية تبنّت حملة لتشويه صورة السلطة دولياً من خلال الإدعاء بأنها تواصل التحريض ضد اسرائيل، مشيرة الى قرار الحكومة الفلسطينية مقاطعة منتجات المستوطنات. كما كشفت صحيفة «معاريف» وثيقة أعدها اليمين الاسرائيلي تتضمن خطته لإجهاض المفاوضات.