عرف الجمهور العريض الممثلة الأميركية ذات الجذور الفرنسية بياتريس روزن (25 سنة) من خلال الفيلم الهوليوودي الضخم «الفارس الأسود»، وهو الجزء الرابع من مغامرات الرجل الوطواط «باتمان». كان ذلك في العام 2008، وبعده مثلت الفنانة شخصية فتاة روسية عام 2012 في فيلم يروي نهاية العالم ويتمتع بمؤثرات مرئية وصوتية هائلة. زارت روزن باريس في إطار مهمتها الجديدة سفيرة لدار لانسيل المتخصصة في الحقائب والمنتجات الجلدية الفاخرة وأيضاً لتبدأ التدريب على دور البطولة في مسرحية «حساسية العام السابع» المأخوذة عن الفيلم الأميركي الذي يحمل العنوان نفسه والذي يعد من أبرز أفلام الراحلة مارلين مونرو في مطلع الستينات من القرن العشرين، فالتقتها «الحياة» وحاورتها. اختارتك دار لانسيل الفاخرة سفيرة لها وأصبحت صورك تزين باريس، فما علاقة هذه المهمة بعملك كممثلة؟ - العلاقة تكمن في كوني أمثل دور «امرأة لانسيل» التي لا تحمل إلا حقائب هذه العلامة ولا ترتدي غير المنتجات الجلدية الأنيقة التابعة أيضاً لها فتغمرها السعادة. لكنني أنظر إلى هذه المهمة على أنها الاعتراف الأمثل بنجاحي الفني وبشعبيتي المتزايدة، ذلك أن دار لانسيل لا تعيّن سفيرة لها إلا من النجمات، وأنا أخلف في هذا المنصب كلاً من النجمة السينمائية إيزابيل أدجاني وبطلة السباحة الفرنسية لور مانودو. إذا أخذنا في الاعتبار فيلميك «الفارس الأسود» و «2012»، يبدو أنك متخصصة في الأفلام المبنية على قصص خيالية غريبة ومخيفة... أليس كذلك؟ - أنا فعلاً صرت متخصصة في هذا اللون، ولا أعرف ما الذي يقف وراء ذلك إلا ربما كوني بدأت مشواري الفني في مسلسل تلفزيوني من نوع المغامرات في الولاياتالمتحدة، وعندما نجح اعتقد أهل المهنة أن الأفضل هو تعييني في إطار الشيء الذي لاقى الرواج وأدى الى شهرتي، لكنه تفكير ضيق الأفق بطبيعة الحال لأنني قادرة على إقناع المتفرج وهزّ مشاعره في كل الأنواع الفنية الأخرى مثل الرومانسية والدراما وحتى الكوميديا، فأنا أتمتع بحس فكاهي متطور للغاية وأقدر على إضحاك الناس بسهولة وأمنيتي هي ان ألتقي منتجاً أو مخرجاً يرى فيّ أكثر من مجرد ممثلة تجيد الصراخ أمام الكائنات المخيفة والركض في الغابات أو السباحة في بحيرات تعج بالتماسيح. أنت بقيت متخصصة في الأعمال التلفزيونية سنوات عدة قبل أن تأتي إليك السينما، فكيف حدث اللقاء بينك وبين الشاشة الفضية؟ - خضعتُ لاختبار تقليدي جداً أمام الكاميرا مثل مئات الممثلات الشابات في شأن الدور النسائي الأول في فيلم «الفارس الأسود»، وفوجئت عندما عرفت انني حزت هذا العمل، ثم علمت أن المخرج كريستوفر نولان تأثر بأسلوبي في تمثيل مشهد الخوف وطلب مشاهدة أعمالي السابقة بسرعة، فأتى مساعده إليه بأسطوانات DVD مسجلة فوقها حلقات من الأعمال التلفزيونية التي ظهرت فيها، وهنا ازداد اقتناعه بأنني الممثلة التي طالما فتش عنها لفيلمه ومنحني البطولة، بمعنى أن أدواري في أفلام تلفزيونية حافلة بالمغامرات والخوف هي التي أتت بالدليل القاطع على صلاحيتي لدور سينمائي من النوع نفسه. والسؤال هو هل سأنجح في كسر هذا الإطار في المستقبل أم لا؟ وهو أمر مخيف في حد ذاته مثل أدواري، لكنني لا أزال شابة وبالتالي أتمتع بالوقت اللازم لإثبات قدراتي المتنوعة. وأنا أتحدث هنا عن أول دور كبير لي في السينما، لكنني ظهرت سابقاً في أعمال سينمائية أخرى أيضاً من النوع المخيف، إلا أن شخصيتي فيها لم تكن ذات أهمية بالغة، وعلى رغم ذلك أنا فخورة بكوني شاركت في هذه الأفلام لأنها كلها نالت تقدير الجمهور المحب لأفلام الإثارة والمغامرات. حدثينا عن مشوارك الفني؟ - بدأته في باريس حيث ولدت ونشأت من أم فرنسية وأب أميركي، ولم أفكر اطلاقاً في التوجه إلى هوليوود، خصوصاً أن أمنيتي الأساسية كانت احتراف رقص الباليه الذي تعلمته وبدأت أمارسه إلى أن أصابني فيروس الدراما من دون أن أدري من أين أتى، فالتحقت بمعهد متخصص في التمثيل وتأكدت حينذاك من أن مستقبلي يكمن في السينما والمسرح وليس في الرقص اطلاقاً. عملت في فرقة مسرحية فرنسية، ثم شاء القدر أن ينصحني أحد المخرجين المسرحيين بالسفر إلى هوليوود لإجراء اختبار أمام الكاميرا لدور كبير في فيلم تلفزيوني كان قد سمع عن تحضيره، وعملت بنصيحته خصوصاً أنني تلقيت تشجيع أبي وأمي إلى أبعد حد، على رغم أنني وجدت الفكرة جنونية كلياً بسبب وجود ممثلات محليات هوليووديات كافيات من دون أن تحتاج عاصمة السينما إلى فنانات قادمات من أوروبا، لكنني كنت مخطئة لأنني حصلت على الدور بسرعة وغادرت فرنسا فوراً لأستقر في لوس أنجليس، وأنا منذ تلك اللحظة لم أكفّ عن العمل في هوليوود. والميزة هي أنني كنت أتكلم الإنكليزية بطلاقة من دون لكنة فرنسية مميزة كوني نصف أميركية. متى كان ذلك بالتحديد؟ - منذ ست سنوات. تتكلمين الإنكليزية بلكنة روسية في فيلم «2012»، فهل تتكلمين الروسية جيداً؟ - لا اطلاقاً ولكنني موهوبة في تقليد اللكنات الأجنبية، وهذا شيء يساعدني في مهنتي كممثلة. لا تترددين في الظهور في لقطات جريئة فوق صفحات بعض المجلات، فهل تعتقدين بضرورة هذه التصرفات بالنسبة الى أي ممثلة صاعدة؟ - الصور الجريئة حالها حال المشاهد العاطفية في الأفلام ليست ضرورية إلا في حالات قليلة محددة، وأنا أدرس أدواري بطريقة دقيقة قبل أن أوافق عليها في شكل عام، وكذلك على أداء اللقطات الجريئة. وإذا وافقت على هذا الشيء عن اقتناع، أشترط في العقد ومنذ البداية بواسطة وكيل أعمالي طبعاً، وهو شاطر جداً في مثل هذه الأمور، أن تكون الإضاءة مدروسة بحيث يأتي المشهد وكأنه في إطار غلاف من الظلال يمنع المتفرج من رؤية أي شيء في الحقيقة، وفي الوقت نفسه يسمح له بتخيل كل ما لا يراه معتقداً أنه شاهد كل شيء. إن السينما عبارة عن سلسلة من الخدع، خصوصاً في اللقطات الجريئة. وأنا أعتبر الظهور في لقطات أبكي فيها أو أصرخ أمام الوحوش، من الدرجة نفسها من قلة الحياء إذا قورنت باللقطات التي تشترط مني التخلص من ثيابي. وفي ما يتعلق بحكاية المجلات، عليك أن تعرف أنني تخليت عن ثيابي مرة واحدة فقط فوق صفحات مجلة فنية تتمتع بسمعة جيدة ولا علاقة لها بالصحافة الإباحية، غير أن الصور في حد ذاتها ملتقطة بطريقة توحي بأنني بلا ثياب وفي الوقت نفسه لا تظهر أي قطعة من جسدي أكثر مما تظهره أي فتاة في الشارع والأماكن العامة في فصل الصيف. وللرد على سؤالك بأسلوب واضح، أقول: «لا أعتقد بأن الوقوف أمام عدسات المجلات بلا ثياب هو أمر لا بد منه بالنسبة الى الممثلات الصاعدات». بما أنك متخصصة إلى حد ما في أفلام الإثارة المخيفة، هل كنت تتمنين العمل تحت إدارة ألفريد هيتشكوك لو كان لا يزال حياً؟ - لا أعتقد أن عقلية هيتشكوك كانت ستناسب العصر الحالي، فهو تميز بنظرة إلى النساء يصعب تقبلها اليوم ولا علاقة للأمر طبعاً بموهبته ولا بعبقريته السينمائية الفذة. وأنا كنت سأتمنى العمل معه، إنما بشرط أن يعيرني الاحترام الضروري وألا يتصرف معي كما فعل مع الممثلة تيبي هيدرن بطلة فيلميه «الطيور» و «مارني»، إذ أصيبت بانهيار عصبي حاد بسبب مزاجه المستحيل فوق «بلاتوه» التصوير. ستتولين خلافة مارلين مونرو في مسرحية مأخوذة عن الفيلم الهوليوودي الشهير «حساسية العام السابع»، ألست خائفة من مثل هذا التحدي؟ - أعتقد بأن كلمة تحدٍ هي فعلاً الوحيدة المناسبة للتصرف الجنوني الذي أقدم عليه مع قبولي المشاركة في مثل هذا المشروع، ذلك أن الجمهور العالمي شهد ولا يزال عبر الفيديو والتلفزيون أفلام مونرو، خصوصاً «حساسية العام السابع» الذي يعتبر من أنجح ما قدمته ملكة الإغراء الراحلة فوق الشاشة... ما يعني أن عنصر المقارنة بين أي ممثلة تؤدي الدور وبينها لا يمكن تجاهله اطلاقاً. وأنا في الحقيقة خائفة جداً ولكن الشعور هذا يدفع بي إلى الأمام ويحضني على التفوق على نفسي على أمل أن أنجح طبعاً. الطريقة الوحيدة كيف تتصرفين إذاً من أجل مواجهة الدور؟ - لا أشاهد الفيلم الأصلي حتى لا أتأثر بتاتاً بأسلوب مونرو في الأداء، إذ إن الخطأ الأكبر في نظري يكمن في محاولة تقليدها، فهي لا تقلد عن قرب أو عن بعد. وما أفعله هو مواجهة الدور مثلما أفعل بالنسبة الى أي شخصية ثانية أستعد لتمثيلها وبعيداً كل البعد مما شاهده المتفرج في الفيلم. أنا أهدف إلى أن يكتشف الجمهور أدائي الشخصي وينسى طوال فترة العرض المسرحي أن مارلين مونرو مثلت الدور نفسه، فهذه في رأيي الطريقة الوحيدة والذكية التي قد تسمح لي بالنجاح. النجمة الأميركية داريل هانا أدت الدور نفسه فوق المسرح في نيويورك قبل خمس سنوات، وفشلت كلياً مثلما فشل العرض بأكمله لأن بطلته حاولت أن تقدم نسخة طبق الأصل من مارلين مونرو، وهذا شيء مستحيل في طبيعة الحال. إن مونرو عبارة عن أسطورة حية وليست مجرد ممثلة أدت مجموعة من الأدوار فوق الشاشة، والأساطير بعامة لا يصعب تحطيمها أو الحلول مكانها. يتردد أن رجل الأعمال الفرنسي والوزير السابق برنار تابي سيشاركك البطولة، فهل هذا صحيح؟ - نعم وقد سبق لتابي أن مثّل فوق المسرح بنجاح على رغم أنه لا يحترف مهنة فنية في الأساس، إلا أنه يتمتع بشخصية قوية وسهولة في اللفظ وروح فكاهية طبيعية، وهي صفات تجعله يجيد التصرف فوق المسرح وبالتالي يجذب الجمهور. ويقال إنه يميل إلى خطف النجومية فوق الخشبة من زملائه، فعليّ الحيطة حيال ذلك وإبراز شخصيتي كما يجب حتى أحتل مكانتي وأجذب المتفرج بدوري.