قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الثلثاء إن روسيا وافقت على مشاركة جماعتي «جيش الإسلام» و «أحرار الشام» في المحادثات السورية في جنيف على أساس منفرد ولكن هذا لا يعني أنهما جماعتان «شرعيتان». وقال لافروف في مؤتمر صحافي عقد في أبوظبي أمس اثر اختتام محاثاته مع وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، انه تم الاتفاق على أن تحضر الجماعتان إلى جنيف على أساس منفرد، مؤكداً أن ذلك «لا يعني اعترافاً بجيش الإسلام وأحرار الشام باعتبارهما شريكين شرعيين في المفاوضات». وتابع: «هذا هو موقفنا وهذا هو موقف العديد من الأطراف في مجموعة الدعم التي تعتبر هاتين الجماعتين ارهابيتين». وقال لافروف «إن السوريين وحدهم هم الذين يمكنهم أن يحددوا مصيرهم من خلال إطار عمل مفاوضات جنيف التي تساندها روسيا بالكامل»، مؤكداً أن موسكو ستقدم كل الدعم لهذه العملية «في حين أن بعض الأطراف يحاول فرض تغيير السلطة في سورية» من خلال التركيز على أن بيان جنيف للعام 2012 يدعو إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية، في حين أن المهم في البيان، وفق ما قال، هو الحوار السوري - السوري واتفاق السوريين أنفسهم على أي حل لأزمة بلدهم. ودعا إلى تنفيذ قرارات الأممالمتحدة لتحسين الوضع الإنساني في سورية، مؤكداً ضرورة أن يتعامل مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا «مع كل الأطراف في شكل متوازن»، ووصف موقف الحكومة السورية بأنه بناء. وأوضح لافروف أن المرحلة الراهنة في التسوية السورية «مهمة للغاية»، وعبّر عن أمل موسكو بتشكيل وفد موحد للمعارضة السورية في جنيف. وأوضح أن «عملية تشكيل وفدين للمعارضة أحدهما على أساس قائمة الرياض والثاني على أساس قائمة المشاركين في لقاءات القاهرةوموسكو وغيرهما من العواصم لم تكتمل بعد بل من المتوقع أن يصل مزيد من المعارضين السوريين إلى جنيف في الأيام المقبلة»، مؤكداً أن الدول التي تدعم التسوية السورية لن تتدخل في القرارات السورية بل سيدعم المجتمع الدولي ما سيتفق عليه السوريون المشاركون في مفاوضات جنيف. وأكد لافروف أن روسيا ستواصل مع دولة الإمارات بحث الأوضاع في ليبيا واليمن وباكستان «لمنع تمدد الإرهاب». ودعا وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد إلى تنحية الخلافات جانباً والعمل على إخراج الشعب السوري من مأساته. وقال: «كانت هناك فرصة لمعالجة الوضع السوري في بداية الأحداث إلا أن الأمر أصبح الآن أكثر تعقيداً وصعوبة وازداد عدد الضحايا السوريين». وعلى صعيد أزمة النفط العالمية، قال لافروف في المؤتمر الصحافي إن روسيا منفتحة على مزيد من التعاون في سوق النفط مع الدول من داخل منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وخارجها، مؤكداً وجود مصلحة مشتركة في تحقيق استقرار أسعار النفط. والتقى لافروف خلال زيارته ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وبحث معه العلاقات بين دولة الإماراتوروسيا.