كثّف طيران التحالف العربي أمس غاراته على مواقع مسلحي جماعة الحوثيين وقوات علي صالح ومعسكراتها في صنعاء ومحيطها. وامتدت الضربات الجوية إلى محافظات إب وعمران ومأرب وشبوة، وأدت إلى سقوط عشرات من المتمردين بين قتيل وجريح على طول الشريط الحدودي الشمالي الغربي، في محافظتي صعدة وحجة. ويُتوقَّع أن يعود إلى صنعاء قريباً موفد الأممالمتحدة اسماعيل ولد الشيخ أحمد لاستئناف مساعيه مع الحوثيين، وإقناعهم بمعاودة المفاوضات مع الحكومة اليمنية. وتواصلت المعارك بين ميليشيا الحوثيين وقوات علي صالح وبين القوات المشتركة للجيش و «المقاومة الشعبية» في جبهات تعز والضالع والبيضاء والجوف، وغرب مأرب في مناطق صرواح وهيلان، بالتزامن مع ضربات نفّذها طيران التحالف وأدت إلى تدمير مخازن أسلحة للمتمردين. وأفادت مصادر المقاومة بأن عشرة حوثيين قُتِلوا في مواجهات اندلعت مساء الخميس وتواصلت الجمعة في منطقة جبال هيلان، كما قُتِل عنصران من المقاومة. وذكرت المصادر أن طيران التحالف دمّر عربات عسكرية لجماعة الحوثيين ومخزن أسلحة في المنطقة التي تشهد تقدماً للمقاومة في آخر معاقل الجماعة في مديرية صرواح غرب مأرب. وكثف الطيران غاراته في غرب صنعاءوجنوبها، واستهدفت مواقع الحوثيين في معسكرات جبلي عطان والنهدين ومقر حرس الشرف ومواقع قرب القصر الرئاسي ومعسكر قوات الأمن الخاصة وميدان السبعين. كما طاولت الغارات في شرق العاصمة مواقع للدفاع الجوي. وفي محافظة إب استهدفت الغارات تجمعات للميليشيا الانقلابية في معسكر الحمزة، كانت تستعد لتعزيز مسلّحيها في «سوق الليل»، و «نقيل الخشبة» بين الضالع وإب، في حين أكدت المقاومة أنها هاجمت دورية للحوثيين في مديرية يريم شمال إب، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. وطاولت الغارات أيضاً موقعاً للحوثيين في منطقة عقبة المخدرة في مديرية «بيحان» بمحافظة شبوة. إلى ذلك، أشارت مصادر المقاومة في تعز (جنوب غرب) إلى معارك كرّ وفرّ على الجبهات، بالتزامن مع القصف الحوثي المتواصل على أحياء المدينة. ولفتت إلى أن ثلاثة ألوية تابعة للجيش والمقاومة أنهت تدريباتها وبدأت الزحف من عدن، مزوّدة عتاداً ثقيلاً، لبدء معركة فك الحصار عن تعز وتحريرها. في الوقت ذاته، أكدت القوات الجوية السودانية في بيان لها، إن الجندي هيثم الطيب حمد استشهد ظهر الخميس بانفجار لغم أرضي من دون أن تحدد المكان. وهو أول جندي من الوحدات السودانية المشاركة ضمن قوات التحالف العربي في اليمن، يُعلَن استشهاده. وتحدثت مصادر عسكرية عن مقتل 40 من مسلحي الحوثيين وأنصار علي صالح في مكمن للقوات المسلّحة السعودية في منطقة على الحدود مع اليمن ليل الخميس، إذ استدرجت القوات السعودية عشرات المسلحين إلى جبل الدود الحدودي، وتمكنت مروحيات «أباتشي» من تطويقهم من ثلاث جهات. كما أغارت طائرات التحالف أول من أمس، على تجمُّعات لمسلّحين حوثيين ومستودعات في مديرية منبه والعند في مديرية سحار وباقم. وكان الناطق الأمني لوزارة الداخلية السعودية صرّح بأن أحد المراكز الحدودية المتقدمة في قطاع الحرث التابع لمنطقة جازان تعرض صباح أمس لقذائف عسكرية وإطلاق نار من داخل الأراضي اليمنية، ما أدى إلى استشهاد الجندي في حرس الحدود خالد بن محمد شبيلي. وفي أول تعليق لنائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة خالد بحاح على الهجوم الانتحاري الذي تبنّاه تنظيم «داعش» واستهدف الخميس حاجزاً أمنياً قرب القصر الرئاسي في عدن، فأوقع 11 قتيلاً من الحرس والمارة، كتب بحّاح على صفحته في «فايسبوك» إن «عدن ستنتصر أمام كل الجماعات الآثمة، ونبتة الإرهاب وقوى الشر لن تجد مكاناً لها على أرض اليمن». وكان الرئيس عبدربه منصور هادي أصدر قراراً أقال رئيس جهاز الأمن القومي (الاستخبارات) اللواء علي حسن الأحمدي، وعيَّن خلفاً له اللواء محمد سالم بن بريك، في محاولة للحدّ من نشاطات الجماعات المسلحة في عدنوالمحافظاتالجنوبية التي شهدت سلسلة اغتيالات.