كثّف طيران التحالف العربي أمس غاراته على مواقع مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح في صنعاء ومحيطها ومحافظات تعز ومأرب وحجة وصعدة، فيما أكدت القوات المشتركة ل «المقاومة الشعبية» والجيش الوطني أنها بدأت عملية واسعة لاستعادة جبل هيلان الاستراتيجي في مديرية صرواح غرب مأرب، وسيطرت على أجزاء واسعة منه. في الوقت ذاته، قام نائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة خالد بحاح بزيارة خاطفة الى عدن أمس، للتشاور مع الرئيس عبدربه منصور هادي في شأن سير العمليات العسكرية ضد الحوثيين وقوات علي صالح. وذكرت مصادر أن المقاومة والجيش نجحا في السيطرة على أجزاء واسعة من جبل هيلان من الجهتين الشرقية والشمالية، بالتزامن مع غارات كثيفة لطيران التحالف طاولت مواقع المتمردين وتحصيناتهم. ويتمركز الحوثيون في جبل هيلان الاستراتيجي الذي يطل على أجزاء واسعة من مديريتي صرواح ومدغل غرب مأرب، ويستغلّونه لقصف مدينة مأرب بصواريخ «كاتيوشا» وإعاقة تقدم قوات الجيش والمقاومة نحو بقية مناطق مديرية صرواح للوصول إلى مشارف صنعاء من الجهة الجنوبية الشرقية في مديرية خولان. وفي عدن، بحث هادي مع نائبه خالد بحاح في سير العمليات العسكرية والجهود المبذولة لفك الحصار عن مدينة تعز، ومناقشة التحضيرات للجولة المقبلة من المحادثات التي ترعاها الأممالمتحدة بين الحكومة الشرعية والانقلابيين الحوثيين. وعلمت «الحياة» أن بحّاح غادر عدن مباشرة بعد اجتماعه مع هادي. وقال نائب الرئيس في صفحته الرسمية على «فايسبوك» قبل الزيارة، إنه سيطلع على «الجهود المبذولة من أجل التمهيد لعودة كل الحكومة إلى عدن». وأضاف أن المشاورات مع هادي ستشمل «الحديث عن الأوضاع في كل المحافظات المحررة، خصوصاً التي تسيطر عليها الجماعات المتطرّفة، وفي مقدمها مدينة المكلا عاصمة حضرموت». إلى ذلك، شنت مقاتلات التحالف غارات كثيفة على معسكرات ما كان يعرف بقوات الحرس الجمهوري التابعة لعلي صالح في الضواحي الشمالية لصنعاء. واستهدف القصف معسكري الصمع و «اللواء 63»، كما أغارت المقاتلات على معسكر الصيانة شمال غربي العاصمة اليمنية، وجدّدت استهدافها معسكر النهدين والمواقع القريبة منه حول القصر الرئاسي، إضافة إلى معسكر «مدرسة الحرس» في حي الجراف على طريق المطار. وكانت القوات المسلحة السعودية ردت ليل أول من أمس على مصادر قذائف «كاتيوشا» و «هاون» أطلقها الحوثيون على قرى حدودية سعودية باتجاه الخوبة والعارضة وأدت إلى وفاة ثلاثة أشخاص (طفل ورجلين) وأصابت تسعة آخرين. وشهدت الحدود اليمنية مساء أمس قصفاً مكثّفاً لطائرات التحالف أثناء محاولات مسلحين التسلُّل باتجاه الأراضي السعودية.