توصّل علماء أميركيون إلى أنّ مادة الكافيين غير مسؤولة عن تسارع نبضات القلب، بل تساعد في الحفاظ على صحته على عكس ما هو شائع، وقالوا في دراسة نُشرت نتائجها أول من أمس (الثلثاء) في «دورية جمعية القلب الأميركية» أن تناول الشاي والقهوة والشوكولا وغيرها من المواد التي تحتوي نسبة عالية من الكافيين، لا يؤدي إلى عدم الانتظام في دقات القلب، وهي مشكلة طبية خطرة وقد تؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة. الدكتور غريغوري ماركوس المختص بالقلب في جامعة «كاليفورنيا» بولاية سان فرانسيسكو قال: «الآن بإمكان الأطباء الاستمتاع بالقهوة بصفتها مشروباً آمناً». وأضاف في بيان أنه «يجب على الأطباء إعادة النظر في تقديم النصيحة إلى مرضى القلب بالابتعاد عن المشروبات والأطعمة الحاوية الكافيين لأنها آمنة ولا تؤدي إلى اضطرابات القلب أو حدوث خلل في الأوعية الدموية، لا داعي لتقليل استهلاك هذه المواد». الدراسات السابقة لم تولِ مسألة خفقان القلب، أي تسارع نبضاته، اهتماماً باعتبارها أمراً طبيعياً وغير مؤذٍ جداً للشخص، لكن في الحقيقة هي تعبير عن نبضات غير ناضجة أو مكتملة، بمعنى أن كل نبضة لا تأخذ وقتها الكافي لتوزيع الدم على أعضاء الجسم ما يعني فشلاً في أداء القلب. من هنا، جاءت أهمية الأمر ومدى خطورته والبحث في أسبابه، والتي من ضمنها الرجفان الأذيني وهو أحد الاضطرابات الناجمة عن الانتقال العشوائي للشارة الناقلة في حجرتي الأذينين الأيسر والأيمن ما يؤدي إلى انقباضات عشوائية للخلايا. أخضع ماركوس وفريق البحث المشارك في الدراسة 1388 شخصاً ممن يبلغ متوسط أعمارهم 72 عاماً، للتحقق من النتيجة السالفة الذكر، تناول نحو 60 في المئة منهم نوعاً من المنتجات الحاوية الكافيين يومياً، خصوصاً الشاي والقهوة، ولم تشمل التجربة مشروبات الطاقة التي تحتوي نسبة عالية جداً من هذه المادة المنبهة. ولمعرفة طبيعة تأثير هذه المشروبات على نبضات قلب الأشخاص الخاضعين للتجربة تم قياس معدلاتها وسرعتها قبل العملية، بغض النظر عن كمياتها، وتبين أن لا فرق في السرعة، ولم يجدوا أي تأثير يُذكر على من يعانون من اضطرابات بالأصل. خلاصة الدراسة أن الأطباء لا يمكنهم تحديد المادة المسموح بتناولها من المشروبات المعروفة ب «المنبهات» لأنها لا ترتبط بعدم انتظام ضربات القلب، فيمكن المرضى عدم تخفيض النسبة التي اعتادوا تناولها من القهوة المحببة إليهم، خصوصاً أنها من بين المشروبات الأكثر استهلاكاً في الولاياتالمتحدة الأميركية، وخطرها أقل من خطر البدانة والسكري في التأثير في صحة القلب، حتى أن دراسات أخيرة كشفت أن من اعتادوا تناول خمسة أكواب يومياً من القهوة العادية لديهم أقل نسبة للإصابة بمرض الشريان التاجي. لكن، على رغم ما سبق ممّا يمكن تسميته «طمأنة» لمحبي القهوة وما لف لفيفها من مشروبات، إلا أن الأطباء لا ينصحون بتناول جرعات عالية منها فقد تكون مميتة في بعض الأحيان، فسبق أن حذّرت إدارة «الغذاء والدواء» الأميركية من مبيعات مسحوق مادة الكافيين، فملعقة صغيرة منه تعادل 28 كوباً من القهوة العادية، ويُنصح أيضاً بألا يتناول الأطفال أي مادة تحتوي على الكافيين.