أبرزت دراسات غذائية حديثة، أن الدول العربية وخصوصا المملكة، من أكثر الشعوب العالمية استهلاكا للشاي والقهوة، مشيرة إلى أن الإدمان على الشاي والقهوة يؤثر على الجسم، لاحتوائهما على مواد منبهة، وينتج عنه العديد من الأمراض، منها أمراض القلب والأوعية الدموية. «عكاظ» طرحت القضية على طاولة طبيبين لكشف حقيقة انعكاسات تناول القهوة والشاي على القلب وصحة الإنسان عامة، فأفادا «أنه رغم مساهمة الكفايين في تحسين المزاج، إلا أنه يسبب خفقان القلب، ويزيد من مستوى الكولسترول في الدم»، مؤكدان أن «التناول المعتدل للقهوة والشاي، لا يأتي بضرر يذكر لدى عامة الناس». الكافيين والقلب استشاري القلب في مستشفى الملك فهد العسكري في جدة الدكتور حسان شمسي باشا أوضح «أن العالم يستهلك خمسة بلايين كيلو جرام من القهوة كل عام». وقال«رغم أن القهوة والشاي تحتويان على مادة تسمى الكافيين، وبالنظر إلى الانتشار الواسع لهما، فإن المخاطر الناجمة عن ذلك تعتبر قليلة نسبيا». وأفاد باشا أن «الكافيين مادة كيميائية من زمرة المنبهات التي تدعى «ميثيل كزانثين»، ويوجد الكافيين أساسا في القهوة والشاي والكولا والكاكاو، وتحتوي القهوة على 1 – 2 في المائة من الكافيين، في حين تحتوي أوراق الشاي على 1 – 4 في المائة من الكافيين، وهو مادة منبهة للقلب والدماغ، فيسرع القلب، ويزيد النشاط الذهني، كما يزيد إفراز العصارة المعدية، ويوسع القصبات في الرئتين، ويزيد من إدرار البول». وأشار باشا إلى أنه «يمكن للقهوة والشاي أن تحسن المزاج عند بعض الناس، وقد يلعب الكافيين دورا مضادا للهمود عن البعض الآخر، ويعرف المفرط في شرب القهوة والشاي بأنه الشخص الذي يتناول أكثر من 300 ملغ من الكافيين يوميا، أي الذي يشرب خمسة فناجين من القهوة الفورية (نسكافيه)، وكل فنجان يحتوي على 60 20 ملغ من الكافيين، أو الذي يشرب 10 فناجين من الشاي العادي (وكل فنجان يحتوي على 30 ملغ من الكافئين)، ويختلف تأثير القهوة والشاي اختلافا شديدا بين الناس، وقد يحدث الاختلاف في الشخص ذاته من حين لآخر». الكولسترول في الدم باشا لفت إلى وجود دلائل تشير إلى أن الإفراط الشديد في شرب القهوة قد يزيد من مستوى الكولسترول في الدم، ففي حين أظهرت دراسات علمية عدة وجود علاقة بين القهوة والكولسترول، أكدت دراسات أخرى عدم وجود تلك العلاقة، ومازال الأمر مثار جدل بين العلماء، ويبدو أن شرب القهوة باعتدال لا يؤثر على مستوى الكولسترول تأثيرا ملحوظا. وأوضح أن الخفقان هو الشعور بضربات القلب أو الإحساس بوجود ضربات سريعة وقوية، وقد يشكو البعض من حدوث ضربات القلب مبكرا، يعقبها فترة سكون قصيرة، ثم يعود القلب لضرباته العادية، وكثيرا ما تحدث تلك الضربات المبكرة عند الإفراط في تناول القهوة والشاي أو المنبهات الأخرى التي تحتوي على الكافيين، أو الإكثار من التدخين، وفي مثل تلك الحالات ينصح بتجنب القهوة والشاي، كما يوصى بالتوقف عن التدخين، لا بسبب الخفقان فحسب، بل لما فيها من أضرار أخرى». وخلص باشا للتأكيد «أن التناول المعتدل للقهوة والشاي لا يأتي بضرر يذكر لدى عامة الناس، بل إنها مشروبات مقبولة ومفيدة أحيانا، إلا أن الإفراط في تناولها قد يسبب بعض المشكلات. عادة استهلاكية ورأت استشارية الإدمان الدكتورة شيماء الدويري أن «الشاي والقهوة يحتويان على مادة الكافيين، وهي مادة منبهة للقلب والدماغ موجودة في كثير من الأغذية والأدوية»، موضحة أن «تأثير هذه المادة يختلف من شخص لآخر، إلا أن هناك فريقا من الناس لديهم حساسية من هذه المادة، فبالتالي يعانون من العصبية، وتسارع نبضات القلب والألم في الجهاز الهضمي، وهناك فريق آخر محافظ على تناول نسبة الكافيين المستهلكة يوميا. وقالت الدويري «إلى الآن ليس هناك اثباتات قوية تؤكد أن الكافيين المستهلك بنظام له علاقة بمرض القلب وارتفاع ضغط الدم، لكن إذا زادت هذه المادة، فأنه يمكن أن تسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، ويمكن أن تضر الذاكرة». الدويري رأت «أن استهلاك الشاي والقهوة بشكل كبير يعتبر إدمانا وليس عادة، وهو بكل بساطة فكرة سلبية نتجت عن عادة، وتكون هذه الفكرة راسخة في أذهاننا هي ما يسمى (الإدمان)».