تجمع المئات من نشطاء المعارضة الروسية في موسكو اليوم السبت ورددوا شعارات تشبه رئيس الوزراء فلاديمير بوتين بالدكتاتور السوفياتي جوزيف ستالين في احتجاج نادر سمحت به السلطات. وردد حشد ضم لاعب الشطرنج السابق غاري كاسباروف الذي اصبح احد اشد منتقدي الكرملين ويشترك في رئاسة حركة التضامن الديمقراطية المؤيدة للغرب "بوتين هو ستالين... بوتين هو بريجنيف.. روسيا بلا بوتين." وتقول المعارضة ان بوتين قيد حرية الاعلام والحقوق الديمقراطية عندما كان رئيسا بين عامي 2000 و 2008. ويتهمونه باتباع سياسات اقتصادية عمياء -- مماثلة للتي اتبعت خلال سنوات الركود في عهد الزعيم السوفيتي ليونيد بريجينيف -- فيما يواصل الهيمنة على السياسات الروسية بعد اختيار خلفه ديمتري ميدفيديف واصبح رئيس وزرائه. ويقول مؤيدو بوتين ان روسيا شهدت واحدة من اطول فترات النمو في تاريخها تحت قيادته قائلين ان البلاد الان على طريقها للتعافي الكامل من الانهيار الاقتصادي والفوضى السياسية التي اعقبت تفكك الاتحاد السوفيتي. واسكتت الازمة الاقتصادية العالمية بعض هذه الاصوات فيما تواجه روسيا انكماشا اقتصاديا عميقا. وقال كاسباروف فيما كان يحيط به نشطاء امسكوا ببالونات برتقالية ولافتات تطالب بإجراء انتخابات ديمقراطية "الم تلاحظوا ماذا يحدث في هذا البلد. كل شيء صار اسوأ. الاقتصاد يغرق والساسة لا يسمحون بأي معارضة في البرلمان وسيطرة بوتين على الدولة شاملة والسلطات لا يمكنها ان تغض الطرف عنا اليوم." ومنعت جماعات المعارضة مرارا من عقد تجمعات حاشدة وتعتمد بشكل اساسي على احتجاجات الشوارع - والتي غالبا ما تفضها الشرطة - وعلى اطلاق حملات على الانترنت لايصال رسالتها. وقال كاسباروف ان هذه هي المرة الاولى التي تسمح فيها السلطات للمعارضة بالتجمع في الاول من مايو ايار. ويسمح عادة للجماعات الاخرى مثل القوميين والنازيين الجدد بالتجمع. وحمل محتج في تجمع المعارضة صورة كاريكاتيرية كبيرة لبوتين وهو يقبل بريجينيف لكن الشرطة نزعتها منه. وقال كاسباروف ان نحو 40 الف شخص وقعوا بالفعل عريضة اعدها تطالب بوتين بالاستقالة. وفي اماكن اخرى في موسكو تجمع الالاف من الشيوعيين الروس وناشطو نقابات العمال والقوميون وانصار حزب روسياالمتحدة الذي يتزعمه بوتين لاحياء ذكرى يوم العمال. وقدرت وسائل اعلام روسية اجمالي المتظاهرين في انحاء البلاد بنحو 1.7 مليون من الشرق الاقصى على المحيط الهادي الى منطقة كالينينغراد على بحر البلطيق. ويعتز الحزب الشيوعي الروسي ثاني أكبر حزب في البلاد بالأول من مايو - والذي كان معروفا في الحقبة السوفيتية باليوم الدولي للعمال - وخرج نحو ثلاثة الاف شخص في مسيرة اليوم حاملين اللافتات الحمراء التقليدية وصورا كبيرة لستالين. ويقول منتقدون ان الشيوعيين ليسوا هم المعارضة الحقيقية إذ يتفادى زعماؤهم انتقاد بوتين او ميدفيديف. وقال زعيم الحزب غينادي زيغانوف "ليس لدى العمال اسلحة اخرى سوى الخروج معا لاجبار السلطات على الاستماع لمطالبهم. "وهذه المطالب بسيطة للغاية. نحتاج وظائف..نحتاج تحديثا حقيقيا لا كلاما. نحتاج مكافحة الفساد واللصوص." ___________ * امي فيريس روتمان ويوري بوشكين