يسعى مسؤولون محليون في محافظة صلاح الدين، شمال بغداد، إلى إعادة السكان النازحين من بلدات سنية تم تحريرها من «داعش» أخيراً، لكن سكان البلدات المجاورة ذات الغالبية الشيعية يمنعون عودة النازحين السنّة قبل دفع مبالغ مالية، اشتهرت محلياً باسم «الدية العشائرية»، كتعويض لما يقولون إنهم تعرضوا له تحت حكم «داعش». وفي غضون ذلك، أعلن «الحشد الشعبي» رفضه وجود قوات أميركية برية في العراق، بعد ساعات قليلة من إعلان وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر أن بلاده ستنشر قوات برية في العراق وسورية لمحاربة تنظيم «داعش»، فيما رحّبت القوى السياسية السنّية بالإعلان الأميركي. وبحث محافظ صلاح الدين، رائد الجبوري، ورئيس مجلس المحافظة أحمد الكريم، والنائب شعلان الكريم، مع نائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس في تشكيل قوة عشائرية محلية في تكريت من السنّة، وإعادة النازحين من مناطق تم تحريرها. لكن سكان المناطق الشيعية المحيطة ببلدات يثرب وسليمان بيك، يمنعون عودة النازحين السنّة إلى منازلهم، قبل دفع «الدية العشائرية» كتعويض للأضرار التي لحقت بهم إبان سيطرة «داعش». وقال الناطق باسم «الحشد الشعبي» كريم النوري، ل «الحياة»، إن «الحشد يرحّب بانضمام المقاتلين من تكريت وصلاح الدين ل القوة العشائرية، ولا توجد موانع على أي شخص، حتى وإن كان من عشيرة صدام، فالتحفظات تشمل الدواعش والبعثيين». لكن نجل زعيم عشيرة البوناصر التي ينحدر منها صدام حسين، فلاح الندا، قال ل «الحياة» إن أفراد قبيلته منعوا من المشاركة في القوات العشائرية المحلية. وينفي قادة «الحشد الشعبي» هذه التهم ويؤكدون أن الإجراءات المتخذة تهدف فقط إلى التأكد من عدم عودة عناصر «داعش» إلى المدينة. إلى ذلك، أكد النوري ل «الحياة» رفض فصائل الحشد الشعبي نشر قوات أميركية برية، مضيفاً أن «إرسال قوات أميركية إلى العراق، بعد الانتصارات التي حققتها القوات الأمنية، مرفوض ونعتبره احتلالاً جديداً». لكن «اتحاد القوى العراقية» السنّي رحّب بالمسعى الأميركي، وقال في بيان أمس إن «الاستقرار الأمني يستلزم أيضاً إلقاء القبض على قيادات المليشيات الإجرامية التي استباحت دماء العراقيين وبيوت الله وحاولت التلاعب بالنسيج المجتمعي العراقي». وتأمل القوى السنّية أن يسهم نشر قوات أميركية في الحد من حوادث ذات طابع طائفي تقوم بها ميليشيات في ديالى وبغداد.