أوقفت قوات الجيش و «الحشد الشعبي» تقدمها نحو وسط مدينة تكريت في شكل موقت بسبب الطرق المفخخة، وإفساحاً في المجال للجهد الهندسي بتفكيك العبوات لمنع وقوع ضحايا في صفوف القوات الأمنية، فضلاً عن انتظار وصول تعزيزات عسكرية لمسك الأرض المحررة، فيما تتجه خطط الحكومة نحو حملة عسكرية جديدة في الأنبار. وقال ضابط في «قيادة عمليات صلاح الدين» في اتصال مع «الحياة» إن «القوات الأمنية والحشد الشعبي أوقفوا موقتاً التقدم نحو مركز تكريت الذي يسيطر عليه تنظيم داعش حتى الآن». وأضاف أن «العبوات الناسفة المزروعة على الطرقات والمنازل كبيرة، لذا قررت القيادة العليا للقوات الأمنية إيقاف العمليات وإفساح المجال للجهد الهندسي بتفكيك العبوات لمنع وقوع ضحايا في صفوف القوات الأمنية». وأشار إلى أن «اتصالات جرت بين عدد من السكان داخل تكريت وبين شيوخ عشائر يرافقون قواتنا الأمنية تفيد بتحصن عناصر التنظيم بين منازل المدنيين، ولهذا نخشى من سقوط مواطنين أبرياء». وأكد أن «العملية العسكرية ستستأنف خلال ساعات بعد وصول تعزيزات من المقاتلين من الحشد الشعبي للقيام بمهمة مسك الأراضي المحررة وإفساح المجال للمقاتلين المكلفين بالمهام الهجومية للتوجه نحو مركز تكريت». وزاد أن «اشتباكات تجري منذ صباح (أمس) في أحياء الزهور ومنطقة كلية التربية وشوارع حي القادسية في تكريت، ونجحت القوات الأمنية في تحجيم عدد القناصة في تنظيم داعش». وقالت مصادر أمنية أن القوات الأمنية تمكّنت من قتل انتحاري كان يتحصن في أحد البساتين في ناحية العلم غرب شمال شرق تكريت، حاول الاقتراب من قوة أمنية أثناء مهامها، لكن العناصر بادرت بإطلاق النار قبل وصوله إليهم. وأعلنت هيئة «الحشد الشعبي» أمس مقتل علي الموسوي القائد الميداني ل «كتائب الإمام علي» في معارك تحرير مدينة تكريت، فيما باشر مقاتلو «سرايا السلام» التابعة للتيار الصدري مهامهم في تكريت. وقال القيادي في «منظمة بدر» كريم النوري في تصريحات أمس إن «أفراد تنظيم داعش الذين ما زالوا متحصنين في مركز مدينة تكريت مطوقون من كل الجهات» مضيفاً أن «تكريت ستتحرر خلال 72 ساعة». كما قال عضو مجلس محافظة صلاح الدين منير حسين في تصريحات أمس إن «مجلس المحافظة شكّل لجنة ضمت عدداً من رؤساء المؤسسات الحكومية لتقييم الأوضاع في ناحية العلم بعد تحريرها من داعش»، مؤكداً أن «أكثر من 150 عائلة كانت نازحة في قضاء الضلوعية جنوب صلاح الدين عادت إلى ناحية العلم بعد تحريرها». وأضاف أن «جميع الخدمات من كهرباء ومياه صالحة للشرب أو مستشفيات وحتى الأسواق تعرضت للدمار والتلف»، وأشار إلى أن «العوائل تريد التخلص من عذاب النزوح بعد نزوحها إلى قضاء الضلوعية جنوبي صلاح الدين منذ أكثر من شهرين، وهي مطمئنة الآن بعد تواجد القوات الأمنية والحشد الشعبي». وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أعلنت أول من أمس أنها وثّقت «العديد من المذابح التي ارتكبتها الميليشيات الحكومية وقوات الأمن بحق المدنيين السنّة بعد استردادها السيطرة على بلدات أخرى في تكريت». وفي الأنبار وصل وزير الدفاع خالد العبيدي أمس إلى مدينة الرمادي مركز المحافظة للاطلاع على العمليات العسكرية الجارية هناك، والهجمات المتواصلة لتنظيم «داعش» على الرمادي منذ أيام. وكان «داعش» شن هجوماً واسعاً على الرمادي الخميس الماضي بتفجير العشرات من العبوات الناسفة التي زرعها بالقرب من ثكنات عسكرية شمال الرمادي وتبعها بهجوم لعناصره، ولكن قوات الجيش وأبناء العشائر تصدوا للهجوم. وأحبطت القوات الأمنية هجمات انتحارية جديدة أمس بثلاث عجلات ملغمة شنها تنظيم «داعش» في شارع «المستورد» وسط مدينة الرمادي مركز المحافظة. وقال عبدالمجيد الفهداوي، أحد شيوخ الرمادي ل «الحياة» إن مؤتمراً موسعاً سيعقد في 28 من الشهر الحالي في بغداد لمناقشة إطلاق عملية عسكرية واسعة في المحافظة لمواجهة تنظيم «داعش». وأشار إلى أن «المؤتمر يعد الأوسع والأكبر الذي سيعقد في شأن الأنبار، وسيضم شيوخ عشائر من جميع مناطق المحافظة، وسيتم خلاله حشد جهود الحكومة للبدء بعملية عسكرية واسعة في الأنبار مثل عملية تكريت». وفي شأن مشاركة الحشد الشعبي في الأنبار، قال الفهداوي إن «أبناء الرمادي يرحبون بقوات الحشد الشعبي ونسعى لإشراك أبنائنا في هذا الحشد ويتم تسليحهم أسوة بعناصر الحشد». وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية أمس أن جندياً أميركياً أصيب بهجوم نفذه مسلح مجهول على قاعدة بسماية جنوب شرق بغداد، وأكدت أن اشتباكات مسلحة وقعت عقب الحادث، وأشارت إلى أنها أول إصابة مباشرة بإطلاق نار منذ بدء القوات الأميركية بتدريب القوات العراقية العام الماضي.