في الوقت الذي قامت فيه القوات العراقية بتحرير تكريت من قبضة مقاتلي داعش فإن مستقبل العراق واحتمال التدخل الأمريكي بقوات برية يتم مناقشتها في جلسة استماع بمجلس الشيوخ، لكن إدارة أوباما ثمنت عملية تكريت كدليل على أن الإستراتيجية العريضة في المنطقة تعمل بنجاح وقال جوش ايرنيست: إن داعش قد دفعت خارج 25% من المناطق التي احتلتها في الربيع والصيف الماضيين في العراق، ويبدو أنه يشير بذلك أيضًا للهزائم التي مني بها تنظيم داعش في محافظة ديالى شمال شرقي بغداد والمناطق الكردية بالقرب من الموصل، وكانت القوات العراقية قد قامت يوم الأربعاء الماضي بالدخول في تكريت وهي واحدة من إحدى أهم المدن التي تسيطر عليها داعش وهي خطوة لها ما بعدها في القضاء على داعش، لكن ليس من الواضح إن كانت القوات العراقية ستحافظ على مواقعها في تكريت، فالقوات الحكومية العراقية كانت تعاني من أجل البقاء في المواقع التي أعادت السيطرة عليها في السابق، وذكر مسؤولون عراقيون: إن غالبية تكريت تم تحريرها من قبضة داعش لكن المعارك مستمرة في أجزاء من المدينة، وقام مقاتلو داعش بتفخيخ منازل ومركبات في المدينة لتعطيل تقدم القوات العراقية، تشكلت القوة التي دخلت تكريت من حوالى 30 ألف مقاتل أكبر قوة منها هي للحشد الشعبي، فقد أقر الجنرال مارتين ديمبسي قائد القيادة المركزية يوم الأربعاء أن الحشد الشعبي وهو مليشيات شيعية مدعومة من إيران تتفوق في أعدادها بصورة دراماتيكية على قوات الجيش العراقي ومتطوعي السنة المشاركين في عملية تكريت العسكرية؛ وقال: إن القوات المساندة للحكومة تتضمن ألفًا من العشائر السنية وفرقة عسكرية قوامها 3 آلاف جندي وبضع مئات من قوات مكافحة الإرهاب وحولي 20 ألفًا من قوات الحشد الشعبي الذين هم مليشيا شيعية، ويبدي بعض المسؤولين والمدافعين عن حقوق الإنسان مخاوف من هذه الطبيعة الطائفية للعملية واحتمال حدوث هجمات انتقام ضد السكان المحليين في تكريت الذين معظمهم من السنة. كانت تكريت مسرحًا لمذبحة راح ضحيتها 1700 من الجنود الشيعة بواسطة مقاتلي داعش في الربيع الماضي ويقوم قادة الحشد الشعبي بحشد قواهم في هذا الهجوم على تكريت وضواحيها للانتقام من تلك المذبحة التي يقولون: إن بعض رجال القبائل السنيين قد شاركوا فيها علمًا بأن تنظيم داعش يسيطر على المدينة منذ يونيو من العام الماضي.