أوضح الكاتب المسرحي فهد ردة الحارثي، الحائز على جائزة أفضل نص في مهرجان شرم الشيخ المسرحي أخيراً، أن من يحتفي بالأسماء الأدبية التي تحقق جوائز وإنجازات دولية باسم الوطن، ليس كثيراً عدا الأصدقاء، «لكن في داخل وزارة الثقافة والإعلام مثلاً ليس من يهتم». وقال ل«الحياة» في مناسبة فوزه: «المسرح السعودي حقق الكثير عربياً ودولياً ومنجزات كثيرة تحققت في السنوات العشر الأخيرة، لكن ليس من يهتم»، مضيفاً أنه لا ضير في ذلك «ستتواصل التجربة لمن كان مؤمناً بها، ولن يهتم بغير عمله وتجربته بعدما نسي أن هناك من يهتم». وعن كيف كانت الطريق إلى الجوائز، خصوصاً أن الحارثي حاز عدداً من الجوائز الدولية، أوضح قائلاً: «ما كان طريقاً مقصوداً في حد ذاته، كان طريقاً مختلفاً ذهبت نحوه منذ ربع قرن مع مجموعة من الأصدقاء عندما ذهبنا نحو الورشة المسرحية التي أسسناها في الطائف، ناضلنا من أجلها كثيراً»، لافتا إلى أن المسرح لديهم، كان تجربة وعي وثقافة وفكر «وعمل لمشروع كبير يدخل الربع قرن، وهو مازال متمسكاً بالحلم الكبير الذي انطلقنا منه نحو مسرح جاد وفاعل ومتفاعل، وخرجنا من التجربة بما يقارب 70 جائزة محلياً وعربياً ودولياً في التأليف والإخراج والتمثيل والسينوغرافيا»، موضحاً أنها كانت تجربة متكاملة «يدعم بعضها بعضاً، وهي في مجموعها تذهب للمشروع المسرحي الذي يحرص على ثقافة المسرح كفعل وعمل، ومن ثم كان حديث المنجزات والجوائز يأتي كنتاج لحالة العمل المتواصل الذي لم تتوقف فكرته ومشروعه عن عملها». وذكر الحارثي أنهم استطاعوا في تجربة الطائف أن يصلوا بها إلى العربية، «ونرسخ قيم التجربة ونواصل لها عمقاً يليق بوعي الحاضرين بها والعابرين عليها، وكانت تجربتي تتصل بتجربة أحمد الأحمري ومساعد الزهراني وسامي الزهراني ومحمد بكر وعبدالعزيز عسيري وإبراهيم عسيري وجمعان الذويبي ومشعل الثبيتي ومن جاء بعد هؤلاء كانت للتجربة ملامح». وأكد أنه ليس من شيء يتحقق من دون عمل، «من دون مشروع تعمل عليه من دون إيمان بفكرته أو تضحية بالكثير من أجل تحقيق الهدف»، مشيراً إلى أن تجربته انطلقت منذ مشروع مسرح الحركة وحركة المسرح، «ثم مشروع المقاربة بين لغة السرد في القصة ولغة الحوار في المسرح ثم مشروع مسرح اليوميات ومشروع مسرح «فيسبوك»، حتى مسرح المونودراما ومسرح الطفل كان لي مشاريعي الصغيرة به». وقال إنه لم يكتب يوماً لمجرد الكتابة ولحالة الكتابة «بل كنت أميل إلى المشروع وتجربة أدواته ووضع قيمه، كان يبدو الأمر عسيراً عندما تأتي بالمختلف وكان استيعاب المختلف ليس سهلاً، لكني وللحق حظيت بمخرجين يؤمنون بعملي وخاضوا معي تجارب صعبه، وأخلصوا في دعم المشروع والإضافة عليه شكلاً بما يتيح فرص المشاهدة الممتعة له».