وين من حزب المعارضة الرئيس في تايوان، أول امرأة تفوز بالرئاسة في الجزيرة، بعدما اعترف حزب الكومنتانغ الحاكم بهزيمته في انتخابات أمس، فيما أدار الناخبون ظهرهم للتقارب في العلاقات مع الصين. وفي أول ردّ فعل لها، أعلنت تساي أن الشعب انتخب حكومة ستدافع عن سيادة تايوان. في المقابل، استقال رئيس الوزراء ماو تشي كوو، بعد هزيمة حزبه الحاكم. والاستقالة مسألة شكلية في تايوان حين يهزم الحزب في انتخابات كبرى. وقال مرشّح حزب الكومنتانغ إريك تشو، أمام الحشود المتجمهرة أمام المقر الرئيس للحزب في تايبيه: «أنا آسف (...) لقد خسرنا. حزب الكومنتانغ خسر في الانتخابات. لم نبذل الجهد الكافي وخيّبنا توقعات الناخبين». وضمنت الجامعية السابقة تساي (59 سنة) فوزاً تاريخياً ساحقاً، بحصولها على أكثر من 60 في المئة من الأصوات في مقابل نحو 30 في المئة لتشو. وتقود تساي الحزب الديموقراطي التقدمي الأكثر حذراً تجاه الصين، ويتوقّع أن تستفيد من القلق حيال العلاقات الثنائية وارتياب 18 مليون ناخب تايواني من العملاق الصيني والركود الاقتصادي، علماً أن حزب الكومنتانغ يطبّق منذ نحو عشر سنوات سياسة تقارب مع بكين برعاية الرئيس ما يينغ - جيو. وإذ أبدى ناخبون خشيتهم من انتصار تساي، أوضحت المرشّحة الفائزة أن على تايبه إنهاء الاعتماد الاقتصادي على بكين، مع تأكيدها أنها ستستمع إلى الرأي العام في ما يتعلّق بالعلاقات الثنائية. وللدلالة على البراغماتية، قالت إنها حريصة على الحفاظ على «الوضع الراهن»، في تلطيف للخطاب التقليدي الاستقلالي للحزب الديموقراطي التقدمي. يذكر أن الصينوتايوان أبرمتا اتفاقاً ضمنياً في العام 1992 يجزم بأن هناك «دولة صينية واحدة»، وترك الخيار لكل طرف بتفسير ذلك كما يراه مناسباً. وهذا الاتفاق هو لطمأنة بكين، ولكن أيضاً الولاياتالمتحدة، الحليفة الرئيسية لتايوان، التي تخشى على استقرار المنطقة. وتعلم تساي أن السواد الأعظم من الناخبين يريد السلام، فيما لم يعترف الحزب الديموقراطي أبداً بهذه الآراء. وكانت الصين حذّرت فعلاً من أنها لن تتعامل مع زعيم لا يعترف بأن تايوان جزء من «الصين الواحدة».