فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في تايوان يوم السبت في اختبار حاسم قد يقرر علاقة الجزيرة مع بر الصين الرئيسي. وبدأت عمليات التصويت الساعة الثامنة صباحا (0000 بتوقيت جرينتش) ومن المقرر أن تنتهي في الساعة الرابعة مساء (0800 بتوقيت جرينتش). ويقرر نحو 18 مليون ناخب تايواني ما إذا كانوا سيعيدون الرئيس الحالي ما ينج-جيو من الحزب القومي الصيني إلى السلطة أم سيختارون بدلا منه تساي إينج وين مرشحة الحزب التقدمي الديمقراطي المعارض. وركز ما ينج جيو في معظم حملته على سجله الاقتصادي الإيجابي وسياسة التقارب مع البر الرئيسي للصين، والتي تطالب بتايوان كإقليم تابع لها.ورفضت منافسته تساي اينج وين اتفاقا ضمنيا بشأن سياسة صين واحدة استخدمه الرئيس ما ينج جيو «كأساس لمفاوضات مع البر الرئيسي. وتعهدت تساي بتشكيل «توافق عام تايواني» جديد من خلال وسائل ديمقراطية. كما اتهمت أيضا ما ينج جيو بتجاهل الفجوة المتنامية بين الفقراء والأغنياء في البلاد. وأظهرت استطلاعات الرأي احتدام المنافسة في وقت سابق من الشهر الجاري. ولا يسمح بإجراء استطلاعات خلال 10 أيام من الانتخابات. وبعد الإدلاء بصوتها، قالت تساي اينج وين إنها واثقة وإن الأولوية بالنسبة لها هي «تناول الغداء مع أمي». وتشير استطلاعات الرأي الى ان سباق الرئاسة سيكون متقاربا ولكن يتوقع ان يحقق الرئيس الحالي ما ينج جيو/61 عاما/ تقدما طفيفا على تساي اينج وين زعيم الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض.من جانبه، اختار ما ينج جيو التعليق على الطقس قائلا «الأرصاد الجوية توقعت سقوط أمطار، لكنني سعيد أن الطقس مشمس. آمل أن يساعد هذا الناس على الخروج للإدلاء بأصواتهم». ومن الممكن أن يفسد «جيمس سوونج» المرشح الرئاسي عن حزب «الشعب أولا» السباق الانتخابي بالنسبة لما ينج جيو، فعلى الرغم من أنه لا يتوقع فوزه في الانتخابات إلا أن معظم قاعدة دعمه تأتي من معسكر ما ينج جيو الموالي للصين. كما يختار الناخبون مجلسا تشريعيا جديدا، والذي يهيمن عليه حاليا التيار القومي. ويتوقع معظم المحللين أن القوميين سيحتفظون بأغلبية بفارق بسيط. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن سباق الرئاسة سيكون متقاربا ولكن يتوقع أن يحقق الرئيس الحالي ما ينج جيو/61 عاما/ تقدما طفيفا على تساي اينج وين زعيم الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض. وسارت فترة الاستعداد للانتخابات بسلاسة. وعلى عكس انتخابات 1996 عندما أطلقت الصين صواريخ على المياه الواقعة قبالة تايوان قبل أول انتخابات رئاسية مباشرة في الجزيرة تعلمت بكين تلطيف اي رد لتفادي إثارة غضب الناخبين ودفعهم إلى تأييد الحزب الديمقراطي التقدمي. ويثير موقف الحزب الديمقراطي التقدمي المؤيد للاستقلال غضب بكين منذ فترة طويلة. وتعتبر بكين تايوان إقليما متمردا وترى أن مبيعات السلاح الأمريكية لتايوان أكبر عقبة أمام تحسين العلاقات بين الولاياتالمتحدة والصين . وقد يؤدي فوز الحزب الديمقراطي التقدمي إلى تعقيد الأمور بالنسبة للرئيس الصيني هو جينتاو والزعماء الآخرين الذين سيسلمون السلطة لجيل أصغر في وقت لاحق من العام الجاري والذين لا يريدون تعريض تراثهم من تعزيز علاقات أكثر استقرارا مع تايوان للخطر. وتحرص الولاياتالمتحدة التي تجري انتخابات رئاسية في وقت لاحق من العام الجاري على استبعاد قضية قد تثير توترا في العلاقات الثنائية مع الصين.