واشنطن - رويترز - قال المجلس القومي الأميركي للبحوث ان انبعاثات غاز ثاني اوكسيد الكربون، المسؤولة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، تساهم أيضاً في زيادة درجة حموضة مياه المحيطات بأسرع معدل خلال مئات الآلاف من السنين. وأفاد المجلس الأسبوع الماضي بأن «التركيب الكيماوي لمياه المحيطات يتغير بمعدل وحجم غير مسبوقين بسبب انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون الناتجة من النشاطات البشرية». وأضاف: «يتجاوز معدل التغير أي معدلات معروفة خلال مئات الآلاف من السنوات الماضية». وتؤدي زيادة درجة حموضة مياه المحيطات الى تآكل الشعاب المرجانية وتعرقل قدرة بعض الأنواع من الأسماك على العثور على مواطن معيشتها، ويمكن ان تؤثر تجارياً على توافر بعض انواع الرخويات مثل المحار وخيار البحر علاوة على الحد من القدرة على تكوين الأصداف البحرية الواقية. وقال التقرير إن عمليات التآكل والتعرية تحدث عندما يخزّن غاز ثاني اوكسيد الكربون في المحيطات ليتفاعل مع مياهها مكوناً حمض الكربونيك. وما لم يتم الحد من هذه الانبعاثات الغازية، فإن درجة حموضة المحيطات ستزداد مع مرور الزمن. وتمتص مياه المحيطات نحو ثلث انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون الناجمة عن النشاطات البشرية، بما في ذلك الغازات الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري وإنتاج الإسمنت وقطع الغابات. وينقسم مقياس الحموضة او تركيز ايون الهيدروجين في المحلول (بي.اتش) الى 14 درجة، ويشير الرقم واحد الى اعلى درجة حموضة و14 الى اعلى درجة قلوية. وأوضح التقرير ان حموضة مياه المحيطات زادت بواقع واحد من عشر نقاط ما يوحي بزيادة الحموضة منذ الثورة الصناعية بأعلى معدل على الإطلاق خلال 800 الف عام الماضية.