يحتل مرض "الزهايمر" المرتبة السادسة من بين الأمراض ال 10 الأكثر تسبباً بالوفاة، وهو الوحيد الذي لم يتمكن العلماء بعد من إبطائه أو إيقافه أو منعه، على رغم عددٍ كبير من الدراسات لتحديد سبب المرض ولإيجاد علاج ممكن له. واهتم العلماء في عام 2015 بمرض «الزهايمر» وتوصّلوا إلى الكثير من النتائج حوله. وأعد فريق من الباحثين دراستين، نُشرتا في مجلة «علم النفس والتقدم في العمر» توصّل الباحثون من خلالهما للقول إن التفكير السلبي في موضوع التقدّم في العمر يزيد احتمال الإصابة ب«الزهايمر»، ووجدوا دليلاً على إمكان أن تزيد وجهات النظر السلبية حول الشيخوخة، من خطر الإصابة بالمرض. وركزت الدراسة على حجم تقلص الأدمغة لدى مجموعتين من الرجال، إحداها تمتلك وجهة نظر سلبية حول التقدم بالعمر والأخرى تمتلك وجهة نظر إيجابية. وتوصل الباحثون إلى أن معدل الانخفاض بحجم التقلص في الأدمغة لدى المجموعة الأولى يزيد بمقدار ثلاثة أضعاف على المجموعة التي لديها وجهة نظر إيجابية. ويُرجّح أن يساعد النظام الغذائي الغني بزيت الزيتون في حماية الدماغ من المرض، وفق ما توصّلت إليه دراسة أعدّتها جامعة «راش» الشهر الماضي، والتي ركزت خصوصاً على تأثير اتباع نظام غذائي يسمى «ميند»، إذ تتبعوا ما يزيد على 900 أميركي في منتصف العمر كانوا يتبعون هذا النظام الغذائي على مدى خمسة أعوام، والذي يعتمد بشكل أساسي على الأسماك والحبوب والخضروات، والدهون الصحية. ووجدوا أن المشاركين الذين اتبعوا الحمية الغذائية "ميند" بشكل «صارم»، انخفض لديهم خطر الإصابة بالمرض 53 في المئة، في حين أن أولئك الذين اتبعوا النظام الغذائي بشكل أقل انخفض لديهم الخطر 35 في المئة. كذلك يمكن للقهوة أن تساعد في التقليل من خطر الإصابة بالمرض، وفق ما أشارت إليه دراسة حول تحليل كبير لأسباب الوفيات أعدتها جامعة«هارفارد» للصحة العامة. ووجد الباحثون أن استهلاك «القهوة له علاقة عكسية كبيرة» مع حالة الوفاة التي تحدث نتيجة للأمراض العصبية مثل مرض "الزهايمر". وفي السياق نفسه، أثبت العلماء في دراسة أخرى الشهر الماضي أن القهوة تؤثر إيجاباً في ذاكرة المرأة. وشارك في الاختبار 500 رجل وامرأة أعمارهم أقل من 60 عام، وطُلب منهم تناول ثلاثة فناجين خلال اليوم. وأظهرت نتائج التحاليل اللازمة التي كانت تجرى مرة كل أربع أعوام أن مؤشرات ذاكرة المرأة التي تتناول القهوة بكمية معتدلة يومياً أعلى من الأخريات، في حين لم يلاحظ الشيء نفسه بين الرجال، فيما يردّ العلماء السبب إلى كون جسم المرأة أكثر حساسية للمحفزات المختلفة. وأشارت دراسة أعدّتها جامعة «كوبنهاغن» الشهر الجاري إلى وجود رابط بين الاستهلاك المعتدل للكحول وانخفاض خطر الوفاة لدى الأشخاص الذين يعانون من المرض، وتبين بأن خطر الوفاة انخفض لدى المجموعة التي كانت تستهلك كميات معتدلة من الكحول بنسبة 77 في المئة. ولم يتمكن الباحثون من تحديد السبب الذي يجعل الكحول يؤثر في انخفاض خطر الموت، لكنهم أشاروا إلى أن البحث مبني على دراسات سابقة تشير إلى أن تناولها ربما له «تأثير وقائي». وخلال دراسة أخرى أجريت على الفئران في مختبرات جامعة «كاليفورنيا بيركلي للنوم وتصوير الأعصاب»، وجد باحثون دلائل على أن اضطرابات النوم تزيد من خطر الإصابة بالمرض، إذ تبين أن النوم يسمح للدماغ بالتخلص من «البروتينات السامة» التي عادة ما تكون متراكمة في أدمغة الأشخاص الذين يعانون من المرض. واعتبرت دراسة أخرى أن التعب والضغوط النفسيّة تزيد احتمال الإصابة بالمرض، إذ لفتت إلى احتمال أن تكون زيادة مستويات التوتر، أحد عوامل الخطر التي تسببه. واعتمدت على متابعة 500 شخص من البالغين على مدى ثلاثة أعوام لقياس مستويات التوتر لديهم. ورأى الباحثون ان أحد الأسباب المحتملة لذلك، هو زيادة مستويات الكورتيزول لدى الأشخاص المتوترين، ما من المرجّح أن يتسبب في إضعاف الخلايا العصبية في الدماغ. كما ويختصر الضغط العصبي طريق "الزهايمر" نحو كبار السن. وقال الباحثون في كلية طب «ألبرت آينشتاين» في جامعة «يشيفا» الأميركية إن الضغط العصبي والتوتر والإجهاد عوامل تزيد فرص إصابة كبار السن بالضعف الإدراكي المعتدل. وفي دراسة أجريت في أيلول (سبتمبر) الماضي، ذكرت أن البدانة أو الوزن الزائد في سن ال50 يسبب تسارع الإصابة بالمرض وربما يصل إلى 6.7 شهر مع كل نقطة إضافية في مؤشر كتلة الجسم. ونجح علاج تجريبي طورته مختبرات أميركية في تموز(يوليو) الماضي في إبطاء آثار المرض على أشخاص يعانون أحد الأشكال غير المتقدمة منه، ما يمثل أول تقدم علمي بارز في معالجة هذا الاضطراب في الوظائف الذهنية، إذ اكتشفوا في شركة «ايلي ليلي» لتصنيع الدواء عقاراً جديداً يسمى «سولانيزوماب» يساعد في تأخير تقدم المرض بحوالى الثلث، ويحفاظ على القدرة المعرفية والوظيفية للإنسان. وجددت شركة «روش» السويسرية للمستحضرات الدوائية في نيسان (أبريل) الماضي، ثقتها في نجاح عقارين من إنتاجها، يستهدفان رقعاً سامة تدمر المخ، لعلاج المرض بعد النتائج الواعدة التي حققها عقار شركة أميركية منافسة. ويعمل عقار«ادوكانوماب" لشركة «بيوجين» بالطريقة نفسها التي يعمل بها عقار«روش» التجريبي(غانتينروماب). ونشرت صحيفة «دايلي تيليغراف» البريطانية، في بداية الشهر الماضي، اكتشاف علماء بريطانيين لجينٍ يبطئ ظهور المرض بمعدل 17 عاماً، وهذا يعطي آمالاً لابتكار أدوية تؤخره. ووجد العلماء جيناً يسمى «آباو»، يبدو أنه المسؤول عن الوقاية من المرض.