بكين - أ ف ب - ارتفعت حصيلة الزلزال الذي ضرب بقوة شدته 6.9 درجات على مقياس ريختر قبل ثلاثة أيام إقليم كينغهاي النائي الواقع على هضبة التيبت شمال غربي الصين الى 1339 قتيلاً و332 مفقوداً، فيما بدأت عملية حرق جثث مئات من الضحايا في مراسم نظمها كهنة بوذيون تيبتيون. وأسفر الزلزال أيضاً الذي ضرب مسقط رأس الزعيم الروحي للتيبتيين الدالاي لاما، حيث يشكل الصينيون التيبتيون غالبية سكانها، أي نسبة 97 في المئة من أصل سكان مديرية يوشو الذين يبلغ عددهم مئة ألف نسمة، عن جرح 11849 شخصاً بينهم 1297 في حال الخطر. وانشغلت السلطات بالوضع الصحي في محاولة لتجنب انتشار أمراض بسبب الجثث المتحللة، بينما يتوقع أن ترتفع حصيلة الضحايا لأن الأمل في العثور على ناجين يتضاءل ساعة بعد أخرى. وبعد الزيارة التفقدية التي نفذها رئيس الوزراء وين جياباو الخميس والجمعة، نظمت حملات الإنقاذ لمساعدة مئة ألف من المشردين الذين يواجهون نقصاً في الغذاء والماء والكهرباء، إضافة الى ظروف مناخية صعبة تتمثل في درجات حرارة جليدية. وانهارت البنية التحتية لكبرى مدن المنطقة جيغو. وأشار تشيا تشوبينغ الناطق باسم فرق الإنقاذ الى أن شبكة المياه تعطلت، وأصبحت أي زجاجة ماء صغيرة مصدر اهتمام كبير. وأرسل حوالى 13 ألف رجل إنقاذ الى المكان منذ ثلاثة أيام، لكن بعضهم أصيبوا بعوارض تسببها المناطق المرتفعة على هضبة التيبت (أربعة آلاف متر). ولم يصمد مئتان منهم على الأقل اضطروا الى الرحيل صباح أمس، في ظل معاناتهم من الغثيان وصعوبات في التنفس، وتحول شفاههم الى الزرقة وتقيؤ بعضهم دماً. وفي نهاية زيارته، دعا وين جياباو الى الوحدة في منطقة شهدت تظاهرات مضادة للصين عام 2008 قمعتها السلطات بقسوة. وقال: «نستطيع التصدي للكارثة، وتحسين وحدتنا الوطنية في مواجهة هذه الكارثة».