يذهل وادي لجب في منطقة جازان زواره باحتوائه على المناظر الطبيعية، التي يندر مشاهدتها في مكان غيره، ما جعله مقصداً لمحبي رياضة التسلق وسواح خليجيين، وأصبح الوادي مفخرةً لأهل المنطقة، الذين حتى الآن لم يعرفوا سبب تسميته بهذا الاسم. ويقع وادي لجب في الجزء الشمالي الشرقي من منطقة جازان في أعلى قمم جبال الريث، وعلى ارتفاع 1197 متراً، ويتكون من شق عظيم يتفاوت عرضه من موقع لآخر، يكون في أجزاء منه ثلاثة أمتار، وأخرى 15 متراً، وعلى جنباته توجد تشكيلات صخرية عجيبة، وفي نهايته تتغير معالمه، ويزيد جمال طبيعته، ويضيق الطريق الموصل إلى كهف لا يستطيع معها الشخص الدخول اليه إلا عن طريق الزحف. ويتخلل الوادي شلالات رائعة ورذاذ خفيف من جراء تطاير حبات الماء وأصوات الطيور الغريبة والزواحف، التي يسمع صداها في الوادي بوضوح، ووجود بعض الحيوانات الغريبة والزواحف الملونة، إذ تتوافر فيه غابات نبتت بها أشجار معمرة شاهقة الارتفاع، يصل ارتفاع الواحدة نحو 40 متراً من قاع الوادي، والنخيل الذي نبت من منتصف تلك الصخور، ليكون حدائق معلقة من منتصف وأعلى ذلك الشق باتجاه الأرض في ظاهرة عجيبة، وأنواع جميلة وألوان متعددة من الزهور. وقال المتنزه ناصر جلي أحد ل «الحياة»: «كنت أسمع عن هذا الوادي منذ فترة طويلة الى أن وصلته، فانقطع بنا الطريق في مفترق لا نستطيع معه مواصلة التنزه إلا سيراً على الأقدام، ووجدت فيه ما يذهل العقل وما لم أشاهده طوال حياتي»، مشيراً إلى أن الوادي بحاجة إلى تطوير من الجهات المختصة، ليكون معلماً سياحياً على مستوى العالم. وأضاف أن الزائر للوادي سيجد المتعة في المغامرة والاكتشافات المتجددة لتشكيلاته الصخرية المتنوعة والمياه العذبة والبرك المنتشرة على طوله والشلالات وصوت جريان الماء. وذكر خالد الحمزي أنه اندهش كثيراً حينما شاهد الأشجار المتناثرة على جانبي الوادي والأشجار التي نبتت في الصخور، مطالباً بالعمل على تحسينه وإزالة الصخور التي تعوق الزوار. وأشار محمد الريثي من سكان قرية القهر الواقعة في أعلى قمة الوادي إلى أنه في حال هطول الأمطار تتجمع كامل الشعاب في المصب لتكون موجة سيل قوية ترتفع ل15 متراً على حسب قوة السيول، وربما تجرف المتنزهين في الوادي، إذا لم يغادروا الموقع. من جانبه، أوضح المهندس الجيولوجي عبدالرحمن الحمود ل «الحياة»، أن عملية الشق في قمم الجبال تسمى بالنحت نتيجة عوامل التعرية، وجريان مياه السيول في أعلى قمة الجبل أدت إلى إحداث ذلك الشق، لافتاً إلى أن وجود النبع داخل الصخور يشاهد بشكل واضح في مواقع عدة، ويحتاج الى تتبع لمعرفة مصادره. وعن انسياب الشلالات، قال: «أحياناً مع هطول مياه الأمطار تقوم الصخور والتشققات بتخزين كمية كبيرة من المياه، ومن ثم تسريبها بشكل انسيابي، لذلك نشاهد تلك الشلالات لفترة طويلة».