يعاني صدام حسين من مضايقات المسؤولين في الدوائر الحكومية، التي تستفهم كثيراً عن إسمه الذي قد يكشف ميوله أو ميول عائلته الى حزب «البعث». وصدام مواطن بصري لا يملك وظيفة ولا مصدر رزق لأسباب عدة لكن إسمه يأتي في مقدمة الأسباب التي تمنعه من ايجاد الوظيفة المناسبة. يتحدث صدام عن معاناته المتكررة في مراجعة دوائر الدولة لغرض التوظيف، ويقول: «يتساءل المديرون عن إسمي و يستفهمون عن ميولي الحزبية وعن مهنة والدي وميوله. ولا يصدقوني مهما ذكرت من أسباب تؤكد عدم تأييدنا لحزب البعث». ويضيف ان «مسؤولي الحكومة الحالية في غالبيتهم من كوادر الأحزاب الإسلامية لذلك فإن الاسم يواجه بتحفظ واضح ما يؤدي الى صعوبة الحصول على وظيفة الذي اصبح البحث عنها من دون جدوى». ويتابع: «ما زاد معاناتي أنني ولدت سنة 1981، أي بعد تسلم صدام حسين الحكم في العراق ودخوله الحرب مع إيران، ما يعني أن عائلتي مؤمنة بالحرب ضد إيران واطلقت علي الاسم تيمنا بصدام». ويقول بحسرة: «اشعر بالضيق عندما أقف في طابور طالبي الوظائف ويذاع إسمي، وغالبا ما أسمع كلمات تضايقني». ويعترف صدام بان «عائلتي نصحتني بتغيير الاسم في السجلات الحكومية وإصدار هوية أحوال مدنية جديدة بإسم آخر. لكن وجدت أن إجراءات تغيير الإسم متوقفة حالياً بأمر من الحكومة المركزية لكونها ستفتح الباب أما الكثير من المطلوبين أمنياً لتغيير معلوماتهم الشخصية حسب ما اكد لي مدير دائرة الجنسية». ويوضح، عند حديثه عن فوائد إسمه إبان حكم صدام حسين: «هذا الاسم جزء من تعاستي الحالية لكنه لم يكن سببا في سعادتي في فترة ما قبل حرب 2003 وانا لم أربح من اسمي سوى ألفي دينار عراقي كتكريم في إحدى الحفلات التي أقيمت لمناسبة ذكرى ميلاد الرئيس العراقي الراحل عندما كنت طالبا». ويضيف ضاحكا: «كان المدرسون لا يعاقبونني في بعض الأحيان، خصوصا عندما تكون العقوبة في طابور المدرسة الصباحي، لكي لا يذاع اسمي أمام الملأ ثم أعاقب. وهذا ما لا يستطيع مدير المدرسة فعله». ويروي أنه تعرض الى مضايقات في زمن التوتر الأمني في محافظة البصرة من جانب المجموعات المسلحة في بعض الأماكن. ويضيف: «دخلت إلى جامعة البصرة في العام 2006 للحصول على وثائق التخرج وحين قرأ الحراس هويتي، التي طلبوها لأجل السماح لي بالدخول، طلبوا مني النزول من السيارة وكانت غالبيتهم من المنتمين الى الميليشيات». ويتابع: «سألوني السؤال المعتاد (سبب التسمية) لكن هذه المرة اختلف الوضع حيث اتهموني بالانتماء الى حزب البعث ومنعوني من الدخول كإجراء أولي، وهددوا بانهم سيقتلوني إن اقتربت من الجامعة ثانية... ولم أدخل إلى جامعة البصرة إلا بعد عملية صولة الفرسان الأمنية العام 2008».