حدّد الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في ختام مؤتمره العام السادس والعشرين في أبوظبي ( من24 إلى 29 كانون الأول - ديسمبر الجاري) موقفه مما «يعصف بالوطن العربيّ من تهديدات تستهدف تفتيته إلى كيانات سياسية متناهية في الصغر ولاسيما الإرهاب والفكر الظلاميّ اللذين اجتاحا غير جزء من الجغرافيا العربية، وما تمارس سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحقّ الشعب العربيّ الفلسطيني وانتفاضته، ومن تدنيس للمقدسات الدينية». وأكد الاتحاد دعمه جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في استعادة الجزر المحتلة من إيران، وتعزيز ثقافة المقاومة «لاسترجاع الحقوق العربية المغتصبة من غير سلطة احتلال، ومن ذلك الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وللجولان السوريّ ولمزارع شبعا اللبنانية، والاحتلال التركي للواء الإسكندرون السوريّ». ودان «الإرهاب الذي أمعن، ولمّا يزل، في إراقة الدماء في غير جزء من الجغرافيا العربية، وفي تدمير الإرث الحضاريّ للأمة العربية، ولكل الحضارات العالمية». كما دان مختلف أشكال القمع التي تمارسها بعض الأنظمة السياسية العربية بحقّ المبدعين والكتّاب ورفض التدخل الأجنبي في شؤون الدول العربية، ومختلف أشكال الوصاية ودعم الشعوب العربية في تقرير خياراتها بذاتها». وبارك المؤتمر «الجهود الرامية إلى إحلال السلام والوفاق في بعض الأقطار العربية ونزع فتيل الاحتراب بين أبناء الشعب الواحد»، مؤكداً «تصعيد دور المثقفين في فضح المؤامرات التي تستهدف الأمة والوطن من قوى خارجية طامعة وأخرى ظلامية، وثالثة إرهابية، وحشد كل الطاقات لمواجهة هذه الأخطار». وخلص المؤتر في تقرير خاص عن حال الحريات في الوطن العربي الى أن الحرية والتحرر والإبداع أفعال متلازمة لضمان حياة بشرية كريمة. وقال: «في ظل ما تشهد الأقطار العربية من تطورات وأحداث، وانسجامًا مع التقليد الذي أرسته المؤتمرات السابقة كان لابد للمؤتمر من أن يتوقف عند أزمة المفاهيم وحقوق الإنسان والحريات العامة، وبعد استعراض مجمل التقارير الواردة من الاتحادات والروابط والأسر والجمعيات وأعضاء الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، يمكن استخلاص ما يأتي: 1- استغلال العدو الصهيوني للأحداث الجارية في المنطقة لتحصين إرهابه. 2- تغليب المفهوم الأمني على مفاهيم الحرية محاولة لرد الهجمة الإرهابية، ولحماية المجتمعات والدول، من خطر الجماعات الظلامية. 3- ضيق الأفق عند بعض الجماعات والقوى الدينية، إذ بدل اللجوء إلى الحوار مع المبدعين كتابة أو شعرًا أو فنًّا، فإنهم يحاولون إرهابهم وتكفيرهم. 4- لجوء بعض الأنظمة والمؤسسات الإعلامية إلى تكميم أفواه الإعلاميين. وأكد الاتحاد العام في ضوء ذلك «رفض التعرض لأي كاتب أو مدون أو أديب تحت أي ظرف ومن أي جهة سلطوية كانت أو مجموعة متطرفة تكفيرية أو قوة احتلال وسيطرة. والدعوة إلى مقارعة الكلمة بالكلمة والحجة بالحجة حيث إعلاء كرامة الإنسان واحترام حقوقه وأولها حرية الفكر والمعتقد»، داعياً إلى إطلاق سراح الأدباء والمفكرين والكتاب إذا كان احتجازهم ناتجًا فقط من نتاج أدبي أو فكري قدموه أو رأي أبدوه، فإن الكلمة هي المقدمة الأولى للديموقراطية. وحدد المؤتمر 15 أيار (مايو) 2016 موعداً لدورته المقبلة في المغرب، على أن يطلق عليها «مؤتمر فلسطين».