أطلقت طائرة أميركية من دون طيار صاروخين على سيارة تقل مسلحين متشددين في إقليم شمال وزيرستان قرب الحدود الأفغانية أمس، ما أسفر عن مقتل أربعة من ركابها وإصابة ثلاثة على الأقل بجروح. واستهدفت السيارة قرب قرية داتاخيل على بعد 20 كيلومتراً غربي ميرانشاه البلدة الرئيسة في الإقليم الذي يعتبر ملاذاً لمقاتلي «القاعدة» و «طالبان». ولم تتوافر معلومات عن القتلى والجرحى علماً أن المنطقة التي وقع فيها الحادث تعتبر معقلاً للقائد القبلي حافظ غل باهادور الذي تردد أن الجيش الباكستاني أبرم معه صفقة تقضي بعدم التعرض له، في مقابل عدم تدخله للدفاع عن المسلحين المتشددين في مواجهة عمليات الجيش ضدهم. ويتخذ مسلحون أجانب بينهم عرب، من شمال وزيرستان معقلاً لهم، بعدما دفعتهم حملة للجيش الباكستاني إلى الفرار من إقليمجنوب وزيرستان المجاور. لكن السلطات المحلية لم تتمكن من تحديد مخابئ هؤلاء بدقة نظراً إلى تعاطف السكان المحليين معهم في بعض الأحيان، ما يضطر وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي أي) إلى استخدام معلومات تحصل عليها في مقابل مكافآت لرصد تحركات المسلحين واستهدافهم بصواريخ من طائرات دون طيار. وتثير الضربات الجوية التي تنفذها الطائرات الأميركية قلقاً في باكستان لأنها تسفر عن مقتل مدنيين خطأ، وتغضب السكان المحليين، ما يقوض الحملة التي تشنها إسلام آباد ضد مسلحي «طالبان باكستان». في غضون ذلك، ربط رئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ أي مفاوضات جدية بين بلاده وباكستان، بتقديمها منفذي هجمات بومباي العام 2008 إلى العدالة. وقال سينغ إن قياديي تنظيم «عسكر طيبة» الذي تتهم نيودلهي بالوقوف وراء الهجمات، يتحركون بحرية في الأراضي الباكستانية. على صعيد آخر، تفقد وزير الدفاع الألماني كارل غوتنبرغ قوات بلاده المنتشرة في شمال أفغانستان، وحض الجنود على التصدي لمسلحي «طالبان»، وذلك بعد نحو أسبوعين على مقتل ثلاثة جنود ألمان وجرح 8 آخرين، في معارك مع الحركة في ولاية قندوز الشمالية. ويشكل الجنود الألمان ثالث قوة أجنبية في أفغانستان بعد الأميركيين والبريطانيين.