أعلن تقرير مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين، أنه «يوماً إثر يوم، تندفع أزمة اللجوء السوري في لبنان إلى التأزم أكثر وترخي بتداعياتها الأمنية والاقتصادية والمعيشية والتربوية والصحية والاجتماعية والسكانية على مجمل الأوضاع العامة للبنان الذي تحمل الجزء، ربما الأكبر، من تبعات هذه الأزمة مع تناقص متسارع لحجم المساعدات الدولية وتراخي المساعدات العربية وتراجعها إلى ما دون الخمسين في المئة عما كانت عليه منذ بدء الأزمة السورية، وبالتالي انخفاض قدرة المجتمعات المحلية اللبنانية على النهوض بهذا العبء الكبير في ظل أوضاع سياسية واقتصادية وأمنية لبنانية هي الأكثر تدهوراً». وأشار التقرير في بيان أمس إلى أنه «وفق آخر الدراسات الموضوعة على هذا الصعيد، فإن نحو 70 في المئة من النازحين المقيمين في لبنان يعيشون حالياً تحت خط الفقر الذي لا يزيد على ال4 دولارات أميركية في اليوم، وذلك بحسب التقويم السنوي لجوانب الضعف لدى النازحين السوريين في لبنان للعام 2015 الذي أطلق رسمياً من قبل برنامج الأغذية العالمي ومفوضية الأممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسف)». وأشارت ممثلة المفوضية السامية في لبنان ميراي جيرار إلى «الزيادة المخيفة في هذا الرقم مقارنة ب 49 في المئة في عام 2014». وقالت إن «اللاجئين بحاجة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى التضامن والدعم». ولفتت المتحدثة باسم المفوضية دانا سليمان إلى أن «اعتماد اللاجئين السوريين في لبنان على الديون والمساعدات يتزايد». وأشارت إلى أن أهم نقطة في التقرير هي «ارتفاع نسبة المديونية لدى النازحين السوريين بلبنان. ونتيجة لذلك يضطر النازحون إلى الاستدانة». وأعربت ممثلة برنامج الأغذية العالمي في لبنان جواهر عاطف عن «قلقها الشديد حيال النتائج التي خلص إليها التقويم، في ظل تضاعف مستوى انعدام الأمن الغذائي». ودعت إلى «اتخاذ الإجراءات وتلبية الاحتياجات والتصدي لجوانب الضعف لدى النازحين السوريين المتزايدة في لبنان في أسرع وقت ممكن». أما ممثلة اليونيسف في لبنان تانيا شابويزا فقالت: «إن الأزمة السورية هي مأساة حقيقية للأطفال، على نطاق لا يمكن تصوره، إذ تؤثر في شكل كبير على حمايتهم ورفاهيتهم ونموهم في المنطقة بأسرها». وأكدت «مواصلة تركيز جهود اليونيسف في لبنان على الأطفال الأكثر تضرراً جرّاء الأزمة والأكثر ضعفاً».