جدل كبير يثار الآن، بين مهنية الصحافة الإلكترونية، وفشلها، البعض يرى من جانب تنظيري بحت أنها مجرد عبث، وأن حضورها مخلٌّ بأصول المهنة، في الوقت الذي يمنحها القارئ حضوراً يتجاوز في اليوم الواحد ال 750 ألف زيارة كما يشير رئيس تحرير صحيفة «سبق» الإلكترونية محمد الشهري في حواره مع «الحياة»... فإلى التفاصيل: هل لديك إحصاء دقيق عن عدد الصحف الإلكترونية الصادرة في المملكة بشكل عام؟ - إحصاء دقيق لا، ولكن أعتقد بأنها تبلغ حوالى 200 موقع، موزعة بين صحف ومنتديات، لكن كثيراً منها للأسف قائم على سياسة «القص واللزق». و«سبق»... أليست من هذه المجموعة؟ - في سياسة «سبق» التحريرية، نعتمد على الإشارة بشكل واضح إلى مصدر الخبر الذي نحصل عليه، إن لم تكن الصحيفة مصدره، ونكتب على مصدره متابعات، وفي متن الخبر نشير إلى محرره والصحيفة التي نقلناه عنها، وهذا لا يعد «قصاً ولزقاً» بل «تعاوناً»، وليس سراً أن نشْر الخبر في موقعنا يحقق انتشاراً أكثر من نشره في موقع الصحيفة نفسها، ويمكن لأي زائر التأكد من ذلك بنفسه، ليكتشف أن عدد زوار الخبر نفسه في الصحيفة، أقل بكثير من عدد زواره على موقع «سبق» وهذا يدل على صدقيتنا وثقة القارئ بنا. كم هي الأخبار التي تحصلون عليها باسم «التعاون» من الصحف الورقية؟ - لا تتجاوز 3 في المئة من حجم الأخبار التي ننشرها، أما بقية الأخبار فتكون لنا بشكل حصري، والمثير للسخرية أن صحفاً ورقية تنتقدنا ثم تنقل كثيراً من أخبارنا من دون الإشارة إلينا صدراً للخبر. هل تمتلك دليلاً على ذلك؟ - يكفي أن أقول لك إن60 في المئة من رؤساء تحرير الصحف المحلية، مشتركون في جوال «سبق»، وأعلم يقيناً من مصادري الخاصة أن كثيراً من الرسائل التي تصلهم، يقومون بتحويلها، إلى المحررين المسؤولين في صحفهم للمتابعة، أو توجيه مراسليهم في المناطق للعمل عليها سريعاً، حتى لا يصدروا صباح اليوم التالي وهم مفتقدون الخبر الذي ننفرد به. هل يعني ذلك أن «سبق» مخترقة لعدد من الصحف الورقية حتى تعرف ما يدور بداخلها؟ - العلاقة ليست بهذه الصورة، بل هي علاقة تكاملية، ونحن جميعاً نخدم قارئاً واحداً، والهدف في الأخير واحد. لم تُجب عن السؤال؟ - لدينا مصادرنا الخارجية القوية، ولسنا في حاجة إلى مصادر من داخل الصحف الورقية. هل يمكن أن تكشف عن هذه المصادر؟ - بالطبع لا. ما نسبة المساحة التي تغطيها صحيفتكم من الأخبار المحلية على مستوى المملكة؟ - نغطي نحو80 في المئة من أخبار المملكة المحلية، ونسعى الآن إلى تطوير خدماتنا بحيث نقدم خدمة المحتوى المرئي. وقسم التسويق لدينا يعمل حالياً بجد على التعاقد مع عدد من القنوات الفضائية، لتزويدها بخدمة الأخبار المحلية. لماذا يتهمكم بعض رؤساء التحرير بعدم المهنية، أو الالتزام بقانون المهنة؟ - غير صحيح، فمنذ أن توليت رئاسة تحرير الصحيفة وحتى الآن، لم توجّه لنا تهمة واحدة بهذا الخصوص، ولتسمح لي صحيفة «الحياة» أن أستغل هذه المساحة للتعبير عن أمنيتي، بصفتي رئيس تحرير ل«سبق»، أن ينصفنا القانون الذي يعمل عليه وزير الثقافة والإعلام حالياً، الخاص بالصحف الإلكترونية، ويتم التعامل معنا على غرار الصحف الورقية، وحمايتنا كما تتم حماية المحررين الآخرين. في بداية الحوار انتقدت - بحسب وصفك - «كثيراً» من الصحف الإلكترونية... كيف تطالبون بالإنصاف، في ظل غيابكم عن أصول وقواعد المهنة؟ - أنا لا أتحدث عن مواقع أو منتديات «القص واللزق»، إنما أتكلم عن «سبق»، وقلة من المواقع الأخرى الشبيهة التي تلتزم المعيار المهني في رسالتها. نشرتم قبل فترة خبراً يفيد بوفاة رئيس نادي الاتحاد السابق جمال أبوعمارة، وهو ما ثبت لاحقاً عدم صحته... بماذا يوحي لك ذلك وأنت رئيس تحرير؟ - خطأ غير مقصود، والقصة أنه وردنا من أحد المصادر في المستشفى الذي كان يعالج فيه رئيس نادي الاتحاد السابق، خبر يفيد بوفاته، ثم بعدها بأقل من خمس دقائق، تبيّن لنا عدم صحة الخبر، وأن الوفاة تخص شخصاً بالاسم نفسه، كان منوماً في المستشفى ذاته، فقمنا بتكذيب الخبر عبر رسالة عاجلة من جوال «سبق»، ووضعنا التكذيب والاعتذار في مكان مميز بالموقع، ونحن لسنا وحدنا من وقع في هذا الخطأ، هناك صحيفة ورقية كبرى، وقعت في خطأ مشابه، ونشرت نصف صفحة عن وفاة الفنان «شادي الخليج» ثم بعدها نشرت تكذيباً واعتذاراً، وهذه من أخطاء الصحافة الشائعة، ولا تعني انتقاصاً من مهنية أحد. ذكرت أن ل«سبق» سياسة تحريرية... من أين لكم بهذه السياسة، وأنتم ما زلتم في مرحلة البداية، وليست هناك تجارب سابقة تكتسبون منها الخبرة اللازمة؟ - استمددناها من 3 جهات. صحيفة («الحياة» - «الوطن» - وكالة الأنباء الفرنسية»، الأولى بحكم متابعتنا الدقيقة لما تنشره، والثانية بحكم عملي بها في القسم السياسي، منذ تخرجي في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة عام 1420ه، وحتى انتقالي رئيس تحرير ل«سبق» في 2009، والثالثة بحكم التواصل اليومي مع أخبارها وقصصها وتقاريرها الإخبارية المميزة. كم عدد زوار «سبق» يومياً؟ - تقريباً 750 ألف زائر، وحصلنا قبل الحجب وبحسب تصنيف «اليكسا» على الترتيب رقم 13 في المواقع الأكثر زيارة على الإنترنت، في الوقت الذي تحتفل فيه صحيفة كبرى في العاصمة الرياض حالياً بوصولها للمرتبة ال22 أو ال23. ولماذا تم حجبكم؟ - بسبب رسالة خطأ عوقبنا بالإيقاف، وبعد أن شرحنا مبررات الخطأ، رفع عنا الحجب بعد 10 أيام فقط.