لعل الخلاصة الأبرز في 2015، تفيد بأن ناس المجتمعات المعاصرة كلها، باتوا يتعاملون مع ال «سوشال ميديا» ومواقع التواصل الاجتماعي بوصفها معطىً بديهيّاً في الحياة اليوميّة، بمعنى أنه لم يعد محاطاً ب «الهالات» التي رافقت انطلاقاتها الأولى. ولعل أول ما يسقط في ذلك المعنى، هو الهالة التي ربطت بين ال «سوشال ميديا» والديموقراطية (وهو ما حصل مع الانترنت عموماً). ولم يعد مجدياً نقاش ال «سوشال ميديا» بوصفها حاملاً للديموقراطية (على غرار وهم أن حراك «الربيع العربي» هو «ثورات فايسبوك»)، ولا أن المحك الفعلي لتطوّر تلك الوسائط هو الديموقراطية وقيمها ومعطياتها. الأرجح أن الزمان تجاوز تلك النظرة التي قيّدت التفكير بالانترنت وشبكات الإعلام الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي. لا أدل على ذلك من «حروب» مواقع التواصل الاجتماعي التي اندلعت عند الحوادث البارزة في وجوه الحياة اليوميّة، ينطبق ذلك على السياسة («تشارلي إيبدو»، و«اعتداءات باريس»، و«داعش» و«عاصفة السوخوي» وغيرها) أو فني (ألبومات إديل، ظاهرة تايلور سويفت، أغنية «إنت معلم» لسعد لمجرد...)، أو طبيعي («زلزال نيبال»، «إعصار باتريسيا» (المكسيك) وسواها. ففي تلك الحروب، تساوى نشاط من يتبنون الديموقراطية بأنواعها، ومن يرفضونها باعتبارها تقليداً غربيّاً، أو من هم خارج المعسكرين، وكذلك من يؤيّدون إرهاب التنظيمات الجهادية المتطرفة، ومن يرفضونها ويناهضونها أو من لهم آراء أخرى في ذلك الصدد. ويكثّف ذلك حروب مزج الأعلام بالوجوه التي ثارت بعد اعتداءات باريس والضاحية الجنوبيّة ()، واستعصاء وقف «داعش» على شبكات ال «سوشال ميديا»! لو كانت الديموقراطية هي المحك والمعنى في ال»سوشال ميديا»، بل عموم مسار المعلوماتية والاتصالات المتطوّرة، لما وقفت تلك الأطراف متساوية أو شبه متساوية، في ذلك المسار التقني. من المستطاع الاستدلال على عاديّة ال «سوشال ميديا» في الحياة المعاصرة أيضاً من تفاعلاتها القويّة مع توتّرات السياسة، وأنّ الأخيرة فرضت نفسها على الميديا الرقميّة، التي لم تعد موازية للحرية المنفلتة في إبداء الرأي، على غرار وقائع العالم الفعلي. وفي العام 2015، فُرِضَت قيود على حريّة التعبير في عدد من مواقع ال «شوشيال ميديا» عالميّاً، بداية من موقع «24.كوم» الأفريقي، ومروراً ب «فايس» و«ذي فيردج» و«ري/كود»، وليس انتهاءً بمواقع الصحف العالميّة ك «اندِبندت» و«نيويورك تايمز» و«دايلي بيست» وغيرها. وفي منحى استرجاعي، ربما تلخّص «التغريدات» التاليّة بعض منجزات المعلوماتية والإتصالات في 2015: بفضل كشفه على يد خبير المعلوماتيّة المنشق إدوارد سنودن، أوقفت الولاياتالمتحدة برنامجاً للتجسّس الإلكتروني على هواتف مواطنيها. ابتكرت الصين سيارة يسيّرها الكومبيوتر الذي يجري التحكّم به بواسطة موجات الدماغ، من دون الحاجة إلى أطراف الجسد. غيتار رقمي من دون أوتار، صنعته شركة «كيرف» البريطانيّة. ويشبه وسادة صغيرة تنام في راحة اليد، ويعزف عليه بريشة إلكترونيّة. وافقت «فايسبوك» و»تويتر» و«غوغل» على محو خطابات الكراهية على صفحاتها خلال 24 ساعة، بأثر مما حصل مع أزمة اللاجئين. خففت «فايسبوك» القيود على استخدام أسماء وهميّة في صفحاتها، كما تشدّدت في الاستجابة لطلبات التحقّق من الأسماء. يستخدم مليون شخص يوميّاً، الشبكة اللاسلكيّة المجانية في مترو الأنفاق في موسكو، ما جعلها أضخم شبكة مجانيّة. سحبت شركة «آبل» تطبيق «يو مي» الصيني التجاري، من مخزن «آب ستور»، بعد تهم للأخيرة بجمع معلومات عن هواتف الجمهور! أورد مركز «بيو» الأميركي أن حماية البيانات الشخصيّة للخليوي، أمر مستحيل مع وجود مئات آلاف التطبيقات المخصّصة للهواتف. جذب «الحق في النسيان الرقمي» قرابة نصف مليون مستخدم أوروبي للإنترنت طلبوا من «غوغل» مسح ماضي نشاطاتهم الشبكيّة. صنعت شركة تركيّة تطبيقاً رقميّاً يتولى وصف الأفلام والمسلسلات صوتيّاً بالتفصيل، ما يمكن فاقدي البصر من متابعتها. طوّرت إيرن الجيل الرابع من الروبوت «سورينا»، فبات قادراً على المشي السريع كالبشر، إضافة إلى صعود السلالم وهبوطها. صنع خبراء بريطانيون يداً روبوتيّة تتلقى الأوامر من الإنسان بواسطة حركات العين، وتستطيع رسم لوحة فنيّة بتلك الطريقة. أطلقت «آبل» هاتفي «آي فون 6 إس» و«آي فون 6 إس +»، ولوح «آي باد برو»، و«آبل تي في 4»، وساعة «آبل ووتش» الذكيّة. أنزلت «سامسونغ» هاتفي «غالكسي أس6» و«غالكسي أس6 إيدج» و«غلاكسي نوت 5». استقبلت الدول العربيّة أول تطبيق رقمي مخصّص للأطفال عن سيرة الرسول (صلى الله عليه وسلّم). صنعت التطبيق شركة «آلفا آبس».