فشلت محاولات وليد دغيس في وضع حد لقطيع من القردة دأب على اقتحام منزله في حي الشفا في محافظة بلجرشي (جنوب السعودية)، والعبث بمحتوياته، بل إن محاولاته سد منافذ دخولها إلى مسكنه من طريق إغلاق النوافذ وإحكام إغلاق الأبواب لم تؤت أكلها، إذ عمدت (القردة) إلى التسلل إلى داره عبر سطحها أخيراً، ما أدخل دغيس في حيرة من أمره، خصوصاً أنه يجهل الجهة المتخصصة بمكافحة القردة السائبة وحماية قاطني «الشفا» من غزواتها المتزايدة عليهم. وعلى رغم أن دغيس اتخذ العديد من التدابير الوقائية التي تمنع وصول أي كائن مفترس إلى داره، إلا أن القلق والخوف لا يزالان يساورانه على صغاره من الحملات التي تشنها القردة على بيته، إذ يتوقع أن تشن فلول «القردة» هجماتها عليهم في أي لحظة في غيابه، مستفيدة من قدرتها على التسلق. دغيس الذي بات يفكر جاداً في الانتقال من الحي إلى منطقة آمنة، لن يبرح ذاكرته تهشيم تلك الحيوانات زجاج مركبته وعبثها بمحتوياتها قبل أسابيع عدة، وبيّن ل«الحياة» جهله بالجهة المعنية بمكافحتها، ويتمرمر بحسرة منوهاً إلى أنه لا يرى حلاً لمشكلته ومعاناته المتزايدة سوى القضاء عليها ب «الأسلحة النارية»!. ولا تتوقف معاناة «أهالي الشفا» من القردة عند ذا الحد، إذ اشتدت ضراوة هجمات القردة عليهم أخيراً، «كادت تلك الحيوانات أن تسلبني وظيفتي» يقول ل«الحياة» عامل المستودع عبدالله فعاش، ويزيد: «تسللت مجموعة من القردة إلى مركز التسويق الذي أعمل على حراسته والتهمت كميات كبيرة من الغذاء، فضلاً عن عوثها داخله فساداً إذ حطمت وعبثت في جل محتوياته، وهو ما وضعني في مأزق مع صاحب المتجر (كفيله)، الذي وبخني غير مرة وهددني بالاستغناء عن خدماتي في حال لم أتمكن من السيطرة على القردة وأضع حداً لهجماتها المكثفة على المركز، وهو ما حول تلك الكائنات المفترسة إلى كابوس قض مضجعي، واستنفر طاقاتي وحواسي كافة». ولن ينسى محمد الكرات الموقف العصيب الذي عاشه بسبب قطيع من القردة تربصوا به حين توقف بمركبته على الطريق، ولم يتمكن من التخلص منها إلا بعد أن دهس اثنين منها ومضى هارباً بأقل الخسائر، وعلى حد قوله «مهما نفق من تلك الحيوانات فإن ذلك لن يؤثر فيها، فأعداد القردة في الباحة يوازي عدد القطط في جدة».