دعت بغداد أمس تركيا إلى أن تسحب فوراً قواتها من العراق بعد نشر جنود أتراك في محيط الموصل «شمال»، ثاني مدن العراق، الأمر الذي عدَّتْه انتهاكاً لسيادتها. ويتلقى العراق مساعدات من دول عدة في حربه على تنظيم داعش، إلا أنه يتعرض لضغوط من الداخل في هذه المسألة ما دفع رئيس الوزراء حيدر العبادي أخيراً إلى اعتبار نشر قوات أجنبية برية على الأراضي العراقية «عملاً معادياً»، ردّاً على إعلان واشنطن إرسال مزيد من الجنود إلى العراق لتنفيذ عمليات محددة ضد الجهاديين. وقلل الأكراد الذين يتمتعون بحكم ذاتي في إقليم كردستان العراقي من أهمية الخطوة التركية، موضحين أنها في إطار عمليات يشارك فيها الأتراك لتدريب مقاتلين أكراد في المنطقة. وعلق مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان بالقول إن دخول القوات التركية إلى الأراضي العراقية «يعدُّ خرقاً خطيراً للسيادة العراقية ولا ينسجم مع علاقات حسن الجوار بين العراقوتركيا». وأضاف أن «السلطات العراقية تدعو تركيا إلى احترام علاقات حسن الجوار والانسحاب فوراً من الأراضي العراقية». وقال بيان رسمي عراقي «تأكد لدينا أن قوات تركية تعدادها في حدود فوج واحد مدرعة بعدد من الدبابات والمدافع دخلت الأراضي العراقية، بادعاء تدريب مجموعات عراقية دون طلب أو إذن من السلطات الاتحادية العراقية». وكانت وكالة أنباء الأناضول التركية القريبة من الحكومة أوردت أن نحو 150 جنديّاً تركيّاً مع 20 إلى 25 دبابة، وصلوا الجمعة إلى محيط الموصل في إطار مهمة لتدريب القوات الكردية العراقية في إقليم كردستان المتحالف مع أنقرة. ووصلت القوات التركية مع دبابات ومدفعية إلى منطقة بعشيقة الواقعة بالقرب من حدود إقليم كردستان في محافظة نينوى التي يسيطر على معظم أجزائها تنظيم داعش. وقال المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان سفين دزيي في بيان «في إطار التعاون مع التحالف الدولي ضد الإرهاب، فتحت الحكومة التركية نهاية العام الماضي معسكرين تدريبيين أحدهما في سوران في إربيل والثاني في قلاجولان في السليمانية لتدريب قوات البشمركة. وفي الوقت نفسه، تم فتح مركز آخر لتدريب القوات العراقية قرب الموصل، وتم تقديم الدعم العسكري لهذا المعسكر أيضاً». وأضاف البيان «بهدف توسيع هذا المعسكر، قامت الحكومة التركية بإيصال المختصين والمعدات اللازمة في الأيام القليلة المنصرمة». والمقصود بهذا المعسكر الأخير معسكر زلكان الذي تتدرب فيه قوات الحشد الوطني المؤلَّفة من مقاتلين من العرب السنة المناهضين لتنظيم داعش في الموصل. ورأى ضابط في القوات الكردية العراقية في إقليم كردستان المتحالف مع أنقرة أن ما حصل إجراء روتيني لاستبدال قوات تدريب تركية. ونفى المتحدث باسم قوات البشمركة نور الدين هركي أن يكون للفريق التركي دور في عملية تحرير نينوى من سيطرة تنظيم داعش. لكن وسائل إعلام تركية أفادت عن وجود انتشار تركي على نطاق أوسع في العراق. ونشرت صحيفة «حرييت» في صفحتها الأولى أن «تركيا أنشأت قواعد في منطقة بعيشقة في الموصل تضم 600 جندي». وقالت الصحيفة إن اتفاقاً أبرم مطلع الشهر الماضي بين رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ووزير خارجية تركيا الذي قام بزيارة إلى إربيل.