قبل أكثر من ثلاثة عقود، أحضر النادي الأهلي المدرب البرازيلي الكبير -ديدي- زميل بيليه وزاجالو، وعمالقة الستينات والسبعينات الميلادية في منتخب البرازيل. كان ذلك في السنوات الأولى من ترؤس الأمير خالد بن عبد الله للنادي الأهلي في ذلك الوقت، واعتبر أول مدرب عالمي يتعاقد معه ناد سعودي، ولقّب ب «الحية». بعد ذلك أحضر الأهلي إبان رئاسة الأمير محمد العبدالله، المدرب الداهية -سانتانا- وبعده حضر المدرب العالمي لازاروني، واختتم الأهلاويون قائمة المدربين العالميين بإحضار المدرب لويس فيليب سكولاري، والمدرب الفرنسي لوشانتير. وقتها كان الأهلي سيد الساحة، وزعيم البطولات، وفريق الكرة الماتعة، وما زال هو، أي -النادي الأهلي- مسجلاً باسمه أنه يملك «إدارة محترفة» في اختيار المدربين العالميين، قبل أن يطبّق نظام الاحتراف في ملاعبنا بسنوات طويلة. لقد توالى في السنوات الأخيرة حضور المدربين الذين لا يمكن أن نطلق عليهم «عالميين»، باستثناء الروماني الكبير «يوردانيسكو» الذي أشرف على تدريب فريق الاتحاد ومن قبله الهلال. أما البقية، فهم مدربون يحملون سجلات جيدة، وسمعة تدريبية طيبة، وأسماء قوية، أمثال مدرب الاتحاد الحالي كالديرون، الذي كان لاعباً في منتخب الأرجنتين، ويعمل محاضراً بالاتحاد الدولي. ويأتي مدرب الهلال «المقال»، الروماني كوزمين، وقبله البرازيلي باكيتا، وغيرهم من المدربين الذين تعاقبوا على تدريب أنديتنا، فهؤلاء نجحوا مع الأندية التي أشرفوا على تدريبها، ووضعوا لهم بصمة في الدوري السعودي. ولقد أسعدني كثيراً خبر وصول النجم الفرنسي السابق «جان تيغانا»، زميل النجم الكبير بلاتيني في منتخب فرنسا، وأحد أجمل لاعبي ذلك الجيل الذي حقق كأس أمم أوروبا عام 1984، في البطولة التي استضافتها بلاده. ولعل اللافت هنا، أن تيغانا من المدربين الذين حققوا نجاحات باهرة مع الأندية التي أشرف على تدريبها، وأسهم في الفوز معها بعدد من البطولات، بل إن ما يميزه كمدرب أنه من المدربين الذين «يعمرون» مع أنديتهم، إذ قضى موسمين مع فريق ليون الفرنسي في أول تجربة تدريبية يخوضها بعد اعتزاله، لينتقل بعدها إلى فريق موناكو، حيث استمر معه أربعة مواسم، إلا أن تجربة إشرافه على فريق فولهام الإنكليزي، شكّلت شخصيته كمدرب، ورفعت من أسهمه التدريبية. ولا شك أن وجود تيغانا في الملاعب السعودية، هو حدث مهم فاجأتنا به الإدارة الهلالية، وهنا أسجل إعجابي بهذه السرية التي تعامل بها الهلاليون في مفاوضاتهم مع المدرب، للدرجة التي لم يعلم عنها الإعلام إلا بعد وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي. وعن اللاعب الأجنبي في ملاعبنا يطول الحديث، غير أن نغمة «لم ينجح أحد» لا يمكن أن نعممها على جميع الفرق، بعد أن سجلت بعض التعاقدات نجاحات جيدة، كما هي الحال في الهلال من خلال الثنائي رادوي، وفيلهامسون، وقبلهما طارق التايب، وفي الاتحاد العربيان عماد متعب، وهشام بو شروان، وحسام غالي، وإيلتون في النصر، وفي الأهلي هناك ما يشير إلى نجاح متوقع للمهاجم الجزائري، يوسف صائبي، ويبقى في الشباب المميز كوماتشو. ومع ذلك سجلت بعض الصفقات رسوباً واضحاً في ساحة الاختبار، بدءاً بلاعب الهلال، الكوري سيئول، وبرازيلي الاتحاد ريناتو، وربيع النصر، وقد تلحق بهم البقية الباقية.