يبدأ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، زيارة مرتقبة إلى المغرب ومحافظات الصحراء الغربية مطلع الشهر المقبل، في محاولة أخيرة قد تشمل جولة إقليمية لحضّ أطراف نزاع الصحراء على استئناف المفاوضات العالقة. وأعلن الموفد الدولي إلى الصحراء كريستوفر روس، أن بان كي مون سيزور المنطقة لدعم جهود الوساطة الهادفة إلى إيجاد حل سياسي للتوتر الذي دخل عامه ال41 في الأسابيع الأخيرة، من دون أن يلوح في الأفق ما يدفع إلى التفاؤل بقرب الحل. وتحدّثت المصادر أن روس أقرّ بإخفاق جهوده في التوصّل إلى مقاربة وفاقية تساعد على استئناف المفاوضات. وبدا جلياً وفق مصادر مأذونة، أن تلويح جبهة «بوليساريو» بحمل السلاح مجدداً ورفض الرباط مناقشة أي خيار لا ينطلق من خطة الحكم الذاتي التي اقترحها على مجلس الأمن منذ سنوات، كلّها عوامل ضاعفت في ارتفاع منسوب القلق إزاء إخفاق جهود الأممالمتحدة، ما يدفع إلى الاعتقاد بأن جولة بان كي مون ستكون حاسمة، كونها تسبق اجتماع مجلس الأمن في نهاية نيسان (أبريل) المقبل، الذي يُتوقع أن يكتفي بتمديد ولاية بعثة ال «مينورسو» وحضّ الأطراف المعنية على تقديم تنازلات متبادلة. وسُرِّبت في غضون ذلك، معلومات تفيد بأن الرباط رهنت استئناف المفاوضات بالانطلاق من آخر ما توصّلت إليه خلاصات الوسيط الدولي السابق بيتر فان فالسوم، التي أكد من خلالها أن استقلال إقليم الصحراء «ليس واقعياً»، إضافة إلى اعتبار الجزائر طرفاً مباشراً في أي مفاوضات مرتقبة. وتعود وقائع تصنيف الجزائر كمراقب في مسار المفاوضات، إلى الخطة التي كان أقرّها الوسيط الدولي جيمس بيكر، لناحية اعتبار المغرب و «بوليساريو» طرفين مباشرين، بينما صنّف الجزائر وموريتانيا طرفين مراقبين، لكن صيغة المفاوضات انهارت نتيجة إصرار جبهة بوليساريو على أن يكون خيار العودة إلى استفتاء تقرير المصير محور المفاوضات، فيما تتمسّك الرباط بخطة الحكم الذاتي كآخر تنازل يمكن القيام به. ولن يكون الموفد الدولي كريستوفر روس، أول أو آخر مبعوث دولي يواجه صعوبات في التوفيق بين وجهات النظر المتعارضة، فيما توقعت المصادر ذاتها أن تشهد جبهة «بوليساريو» في مؤتمرها المرتقب، تحوّلات في التعاطي مع تطورات الملف.