بماذا أوصى لقمان الحكيم ابنه في القرن العاشر قبل الميلاد؟ وما هي مبادئ الفيلسوف الصيني كونفوشيوس الذي عاش قبل 2500 سنة؟ وماذا قال الفيلسوف اليوناني أفلاطون وأستاذه سقراط؟ كيف تجسدت «فاروقية» عمر بن الخطاب وبلاغة علي بن أبي طالب؟ وما هي أبرز الأقوال المأثورة لكل من أبي موسى الأشعري وعبدالله بن المقفع والجاحظ والفارابي والغزالي وتوما الأكويني؟ وكيف تجسّدت موهبة المتنبي وأبي العلاء المعري ووليم شكسبير شِعراً؟ وما الأقوال التي تثبت عبقرية ابن خلدون وجان جاك روسو ومكسيم غوركي وآلبرت آينشتاين وجبران خليل جبران ومخائيل نعيمة وألبير كامو وإدوارد سعيد، كلٌ في مجاله؟ هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها كتاب جولي مراد الأخير «أسياد الفكر» الصادر حديثاً في بيروت عن دار «المراد» و «الدار العربية للعلوم – ناشرون». يقع الكتاب في 168 صفحة من القطع الصغير، ويتناول 62 فيلسوفاً ومفكراً وأديباً وشاعراً، فيعرفنا بهم، نشأة وتأليفاً، ويغرف من أقوالهم ما دوَّنه الزمن في سجل التاريخ. وهل أجمل من أن تقتني مكتبة في كتاب واحد؟ وهل أغنى من أن تقرأ في ساعة ما كتبه «أسياد الفكر» خلال ثلاثة آلاف سنة؟ ولا شك في أن نفحة واحدة من أعمال هؤلاء العظماء قد تفتح أمامنا آفاقاً جديدة، وتضفي على حياتنا طعماً آخر. كتاب جولي مراد واضح النص، رشيق الأسلوب، غني المضمون، يحوي بين دفتيه عصارة أجيال من التفكير البشري المبدع، يعود إلى حقبات ما قبل الميلاد، فيجول في مدارج الفلسفة الإغريقية والحكمة الصينية، مروراً بالحضارة الفارسية، وصولاً إلى العبقرية العربية، حتى يصل إلى شاطئ الفكر المعاصر شرقاً وغرباً.